يسعى أعضاء من الحزب الديمقراطي في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي إلى عقد جلسة تصويت، يوم الإثنين، لنشر "وثيقة ديمقراطية" ردا على الوثيقة التي كتبها ونشرها الأعضاء الجمهوريون في اللجنة، والتي تحدثت عن اعتماد مكتب التحقيقات الفيدرالي على معلومات ما يعرف بـ"الملف الروسي"، الذي كتبه العميل السابق في الاستخبارات البريطانية، كريستوفر ستيل، للتحقيق في الاختراق الروسي للحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب بالانتخابات الأخيرة.
ويحظى الجمهوريون، الذين يسيطرون على الكونغرس بمجلسيه، بأغلبية أصوات لجنة الاستخبارات، ولا توحي الحرب الحزبية التي تشهدها واشنطن بأن الجمهوريين في وارد التصديق على وثيقة كتبها الديمقراطيون، وتعتبر أن وثيقتهم تغيب الكثير من الحقائق حول الشبهات في الاختراق الروسي لحملة ترامب.
من المستبعد أيضا أن يوافق البيت الأبيض على نشر الوثيقة الديمقراطية في حال التصديق عليها في الكونغرس. لكن الديمقراطيين يراهنون على الأصوات الجمهورية التي انبرت للدفاع عن مولر، رغم نشر الوثيقة الجمهورية، ومن هؤلاء رئيس مجلس النواب بول رايان.
ويطالب الديمقراطيون بإقالة النائب الجمهوري دافين نيوونز، الذي كتب الوثيقة، التي وصفت بأنها معادية لمكتب التحقيقات الفيدرالي. ويرون أن نيوونز، المعروف بعلاقته الوطيدة مع ترامب، كتب في الوثيقة وجهة نظره المتطابقة مع وجهة نظر البيت الأبيض، الذي يسعى إلى إغلاق ملف التحقيقات الروسية وإقالة روبرت مولر المحقق الخاص في التدخل الروسي.
المفارقة التي يشير إليها الديمقراطيون في معرض ردهم على الاتهامات الجمهورية حول انحياز مكتب التحقيقات الفيدرالي للحزب الديمقراطي أن جيمس كومي، وهو المدير السابق للمكتب كان جمهورياً، ونائب وزير العدل القاضي رود روزنستاين الذي يسعى ترامب إلى إقالته هو جمهوري أيضا.
وتشير الوثيقة إلى أن روزنستاين منح تصريحا قانونيا لمكتب التحقيقات الفيدرالي بمراقبة المستشار في الحملة الانتخابية لترامب كارتر بايج بناء على معلومات "الملف الروسي" الذي يشير إلى دور بايج في إقامة علاقات خلفية بين مسؤولين روس وحملة ترامب الانتخابية.
وأعد الجاسوس البريطاني كريستوفر ستيل ملفا خاصاً عن علاقات ترامب مع الروس، بناء على طلب مرشحين من الحزب الجمهوري كانوا ينافسون ترامب على نيل ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية، ولاحقا حصل على دعم من قبل الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي.
وقد أقرت حملة كلينتون بأنها دفعت آلاف الدولارات للجاسوس البريطاني السابق ليعد ملفا عن علاقات ترامب بروسيا، ويقول الجمهوريون إن تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي تستند لهذا الملف.
ويرد الديمقراطيون بأن ملف الجاسوس البريطاني الذي تحدث عن دور بايج واتصالاته مع الروس يشكل جانبا واحدا من تحقيقات مولر. ويشيرون إلى اجتماع نجل الرئيس دونالد ترامب مع المحامية الروسية في ترامب تاور في نيويورك في حزيران 2016، واعترافات جورج بابادليوس، المستشار السابق في حملة ترامب، بأنه كان يسعى إلى ترتيب لقاء بين المرشح الجمهوري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويرى الديمقراطيون أن دخول الجمهوريين إلى جانب البيت الأبيض في الحرب على مكتب التحقيقات الفيدرالي يشكل خطرا على النظام السياسي الأميركي برمته، و يحذرون من دخول الولايات المتحدة في أزمة دستورية وسياسة معقدة في حال أقدم الرئيس على إقالة روزنستاين ومولر من أجل إغلاق ملف التحقيقات بالتدخل الروسي.