أكّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أنّ القدس، والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، هي خطّ أحمر لن يقبل المساس بها، في حين اعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، أنّ القرار الإسرائيلي بإغلاق المسجد الأقصى لأول مرّة، يعتبر تحدّيًا سافرًا وتصرّفًا خطيراً، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من التوتّر، وعدم الاستقرار وخلق أجواء سلبية، وخطيرة.
وأشار أبو ردينة إلى أنّ استمرار هذه الاعتداءات، والتصعيد الإسرائيلي الخطير، يعدّ بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني ومقدساته، وعلى الأمّتين العربية والإسلامية، مطالباً المجتمع الدولي باتّخاذ الإجراءات الفورية، لوقف هذا العدوان.
كما شدّد أبو ردينة على أنّ "دولة فلسطين ستّتخذ كافة الإجراءات القانونية، لمحاسبة إسرائيل، ولوقف هذه الاعتداءات المتكرّرة، محمّلًا الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد الخطير في مدينة القدس المحتلة، والذي وصل ذروته بإغلاق المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الخميس".
وفي هذا السياق، رأى وزير الأوقاف والشؤون الدينية، الشيخ يوسف ادعيس، أنّ إغلاق المسجد الأقصى، للمرة الأولى منذ الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس في العام 1967، ما هو إلا مؤامرة جديدة لتقسيمه زمنياً ومكانياً، داعياً للانتباه بشكل واضح لهذه الخطوة الخطيرة، التي تمسّ حقّ المسلمين الخالص في المسجد الأقصى، سواء دينياً أم سياسياً أم قانونياً.
وأشار في بيان للوزارة، إلى أنّ عملية الإغلاق الإسرائيلي للمسجد الأقصى والتي جاءت تحت حجج واهية، تعيد للأذهان الممارسات الإسرائيلية، التي تمّت بعد المجزرة المؤلمة التي حدثت في المسجد الإبراهيمي، في بداية تسعينيات القرن الماضي، وقرّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي تقسيمه زمانياً ومكانياً.
وحذّر وزير الأوقاف بأنّ الممارسات الإسرائيلية منذ فترة طويلة، كطرح القوانين الخاصة بالسيادة على الأقصى، ومنع رفع الأذان، والتعرّض للمرابطين، وضربهم وطردهم من الأقصى، تدفع المنطقة للعنف ولتأجيج الأجواء، في محاولةٍ لتكريس حرب دينية، ستشمل المنطقة أجمع، وستضع العالم أمام تحديات خطيرة وإشكالية هو في غنى عنها.
من جهةٍ أخرى، رحّب بالمواقف الجريئة من قبل الاتحاد الأوروبي، واليونسكو بضرورة إبقاء الحال في المسجد الأقصى على ما هو عليه، منذ الاحتلال الإسرائيلي له في عام 1967، مناشداً الأمتين العربية والإسلامية، والمؤسسات الدولية، للعمل على إيقاف حالة الجنون التي تعيشها الحكومة الإسرائيلية ومستوطنوها.
كما طالب ادعيس المؤمنين، بالمرابطة في المسجد الأقصى، وكسر هذا الإجراء الظالم، والذي يعبّر عن اضطهاد ديني في حق المؤمنين المسلمين، والذي يأتي بعد ضغوطات كبيرة من المجتمع الدولي على حكومة الاحتلال، لإيقاف ممارساتها العنصرية.