وأكّد غني، في مؤتمر المصالحة الأفغانية في كابول، والذي يشارك فيها مندوبو 23 دولة، بالإضافة إلى مشاركة حلف شمال الأطلسي، والأمم المتحدة، أن الجيش الأفغاني والقوات المسلحة تمثل خط النار الأول للدفاع عن أمن المنطقة بأسرها، وأنها تقاتل الجماعات المسلحة بالإنابة عن دول المنطقة ودول العالم أجمع، داعياً العالم أجمع والمشاركين في المؤتمر إلى "توحيد الكلمة إزاء ظاهرة الإرهاب، لأنه داء عالمي".
وشدد الرئيس الأفغاني، في كلمة بالمؤتمر الذي يُعقد في ظل أجواء من التوتر، وفي ظل استمرار المظاهرات، ولو بوتيرة أقل، على أن "العالم إذا لم يقف في وجه الجماعات المسلحة التي تقاتل في أفغانستان، فإنها ستعرض المنطقة والعالم إلى خطر، وستدفعها إلى أتون حرب لا تحمد عقباها".
وفي جزء من كلمته، قال غني: "إننا نواجه يوميا أعمال عنف تحصد أرواح المواطنين العزل، ولتعلم الجماعات المسلحة وممولوها أننا تعلمنا خلال ما واجهنا من الأزمات كيفية التعامل مع الشدائد والأزمات".
وفي ما يتعلق بباكستان المتهمة الرئيسية لدى كابول بالوقوف وراء الهجمات الأخيرة في كابول، قال الرئيس الأفغاني إن "على باكستان أن توضح سياساتها إزاء أفغانستان، كي نعرف ما تريده إسلام أباد ونتعامل معها بشكل صحيح".
وأشار إلى أنه ومنذ وصوله إلى سدة الحكم حاول مراراً أن يمدّ يده إلى باكستان، ويتصالح معها، "لكن جواب باكستان كان بالنفي"، كما أن حكومته عقدت مفاوضات مع إسلام أباد في مراحل مختلفة دون جدوى، "لأن سياسة باكستان غير واضحة".
ويتوقع أن يصدر المؤتمر بياناً مشتركاً حول النتائج في نهاية اليوم.
وتعليقاً على المؤتمر الذي يعدّ الأول من نوعه في كابول، يقول نادرشاه، عضو البرلمان الأفغان، إن "انعقاد المؤتمر يعد نجاحاً كبيراً للحكومة الأفغانية، إذ يأتي مندوبو الدول المختلفة ليناقشوا معنا المصالحة الأفغانية، ويسمعوا وجهة نظر حكومتنا".
ويطلب نادر من الحكومة الأفغانية، وتحديداً من الرئيس الأفغاني، مواصلة المسيرة و"عدم الالتفات إلى الخلافات الداخلية التي قد يكون هدفها تأجيل هذه الاجتماعات والجهود".
يشار إلى أن مؤتمر المصالحة يُعقد في كابول بالتزامن من موجة من أعمال العنف والاحتجاجات المناهضة للرئيس الأفغاني، وفي ظل إجراءات أمنية غير مسبوقة.
كذلك شهدت العاصمة اليوم هجوماً صاروخياً، إذ سقطت الصواريخ على مناطق مختلفة من كابول بعيد انعقاد المؤتمر في القصر الرئاسي الأفغاني.
ويشارك في المؤتمر مندوبو 23 دولة، منها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين، بالإضافة إلى دول المنطقة كإيران وباكستان، كذلك يُشارك في المؤتمر مندوبو الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي.