قال الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، إن "قطر مستهدفة لدعمها المتواصل للقضية الفلسطينية"، داعيا إلى الوقوف إلى جانب قطر بعد قطع عدد من الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة.
وطالب المرزوقي في تدوينة على صفحته الخاصة في شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تونس بالاحتجاج، معتبراً أن قطر دولة صديقة، وأن قطع العلاقات معها من قبل عدد من الدول هو "فصل جديد من تواصل المخطط الجهنمي الذي تقوده حكومة الإمارات ضد كل نفس تحرري، وضد كل من يدعمه أصالة عن نفسها وعن أخطبوط من اللوبيات الصهيونية والاستخباراتية الغربية وأصحاب الثروات الطائلة المسروقة للشعوب الفقيرة".
واعتبر المرزوقي أن قطر مستهدفة لدعمها المتواصل للقضية الفلسطينية، ورفضها اعتبار "حماس حركة إرهابية، وإنما حركة مقاومة وطنية لم تستهدف أبدا أي طرف خارجي ولم تفعل سوى الدفاع عن الأرض والعرض".
وأوضح المرزوقي أن قطر وقفت مع تونس في أصعب الظروف الاقتصادية، معتبرا أنها دولة صديقة لتونس، وعلى الحكومة التي تمثل نظرياً الشعب التونسي أن تحتجّ على محاولة عزل وخنق قطر، وحتى محاولة وضعها تحت الوصاية، وأن تطالب بوقف إجراءات ظالمة وعدوانية تمس شعبا مسالما، ولن تزيد إلا في تعميق الجراح العربية.
وكانت أحزاب وشخصيات تونسية أكدت، اليوم الاثنين، أن قطع العلاقات مع قطر لا يخدم مصالح دول المنطقة العربية وشعوبها، داعية إلى حل الخلافات بالحوار.
وقال وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي، إن تونس تتابع بكل انشغال الوضع في الخليج العربي، والإجراءات التي اتخذت من طرف بعض الدول.
وعبّر الجهيناوي عن أمله في تجاوز الأزمة، وقال في تصريح إثر لقائه بوزير الخارجية الفلسطيني "إن العالم العربي يشهد مشاكل كثيرة، ولا نريد مزيدا من التفرقة، ونتمنى تجاوز الخلافات في الخليج، وإيجاد حل يرضي جميع الأطراف، للحفاظ على مناعة دول الخليج التي لها دور مهم على الساحة العربية وفي مناعة الدول العربية".
من جانبه، قال رئيس كتلة حركة النهضة بمجلس نواب الشعب، نور الدين البحيري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "حركة النهضة منشغلة بما تعيشه الدول العربية من تجاذبات وصراعات وانشقاقات، وما وصلت إليه الأوضاع من قطع العلاقات مع دولة شقيقة وصديقة ألا وهي قطر".
وأضاف البحيري أن "علاقات الدول العربية ليست بحاجة إلى مزيد من الانشقاق والتشرذم"، معتبرا أن مصلحة كل الشعوب العربية والمنطقة ككل تقتضي الابتعاد عن توتير العلاقات، وأنه يتعين وحدة العرب والمسلمين وحماية المصالح العربية كافة، مبينا أن الحوار بين الجميع على أساس حماية مصلحة الجميع ومستقبل العرب هو الحل لمثل هذه المشاكل.
وأوضح أنه لا مصلحة لأي طرف ولا لأي عربي بمثل هذا التصعيد والانشقاق، وأن حركة النهضة تدعو إلى مزيد الحوار، الذي سيكون الحل لما يطرأ من صعوبات بالحوار المسؤول.
وقال البحيري إن الوضع المتأزم الذي تعيشه عدة دول عربية كان ينبئ بوجود صراعات عربية عربية في ساحات متعددة، وهو ما دفع مجلس شورى النهضة، مساء أمس، إلى الدعوة للحوار وحل الخلاف العربي العربي، وخاصة أن العرب عانوا كثيرا وسيعانون من الانقسام.
وأصدر مجلس شورى حركة النهضة بياناً، مساء أمس، شدد فيه على أن الدول العربية مدعوة إلى تغليب المصالح المشتركة وحل الخلافات بالحوار والطرق الدبلوماسية.
وعبر مجلس شورى حركة النهضة المنعقد في دورته العادية الثالثة عشرة عن انشغاله بتردي العلاقات العربية العربية في الفترة الأخيرة، بما قد يفتح، وفق تقديره، على أزمات لا تخدم مصالح دول المنطقة وشعوبها.