وعلى الرغم من مرور نحو شهر على كشف انضمام البلاد إلى التحالف الجديد، إلّا أنّه لا يزال غامضاً بالنسبة لمعظم السياسيين من الكتل الأخرى، باستثناء "التحالف الوطني" الحاكم، فيما تتناقض تصريحات الأخير والحكومة بشأنه، ما أثار سخط الآخرين.
ويقول مصدر سياسي مطّلع، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قادة الكتل السياسية، ومنها كتل تحالف القوى العراقية وائتلاف الوطنية، تباحثوا مع رئيس الجمهورية بشأن التحالف الرباعي والجدوى من انضمام العراق إليه، وانفراد التحالف الوطني الحاكم باتخاذ قرار الانضمام من دون الرجوع إلى البرلمان أو إلى الكتل الأخرى، وما لذلك من تداعيات قد تجعل من العراق ساحة للصراع الدولي في المنطقة".
ويوضح أنّ "الجميع متحفّظون على اتخاذ قرار الانضمام للتحالف، ورافضون لسياسة التهميش والإقصاء والانفراد بالقرار السياسي، وتحكّم جهة واحدة باتخاذ قرار خطير كهذا"، مبيناً أنّ "قادة الكتل طلبوا من رئيس الجمهورية التدخّل شخصياً لمنع زجِّ العراق في المحاور الدوليّة وصراعاتها التي لا تنتهي".
ويشير المصدر السياسي ذاته الى أنّ "معصوم زار العبادي في مكتبه قبل أسبوعين، وناقش معه الجدوى من الانضمام إلى التحالف"، مؤكّداً أنّ "الرئيس دعا العبادي إلى التفكير بخطورة هذا التحالف على البلاد، وما سيجرّه من مشاكل، إذ سيكون العراق ساحة لها بين المحورين الأميركي والروسي"، لافتاً إلى أنّ "العبادي أكّد لمعصوم أنّ الحكومة لم توافق على تنفيذ روسيّا ضربات جويّة على داعش في العراق".
اقرأ أيضاً العراق: "التحالف الرباعي" يعمّق الأزمة بين المكونات السياسية
من جهته، أكّد مكتب العبادي أنّ "اللقاء الثنائي بين معصوم ورئيس الحكومة، ركّز على مناقشة الانتصارات التي تحققها القوات المسلّحة من جيش وشرطة ومليشيات الحشد الشعبي وقوات البشمركة، في الأنبار وبيجي والمناطق الأخرى". وذكر المكتب في بيان صحافي، يوم الجمعة ما قبل الماضي، أنّ "الجانبين أكّدا على أهمية توحيد الجهود لمواجهة التحديات التي يواجهها العراق، سياسياً وأمنياً واقتصادياً، وعلى عدم دخول العراق في سياسة المحاور. وأكّد معصوم على أهميّة دعم الإصلاحات واستمرارها والتشديد على ضرورة عدم عرقلتها، والعمل للقضاء على الفساد والفاسدين"، بحسب البيان.
في هذا الصدد، يعتبر الخبير السياسي، رعد رشيد، أنّ "دخول رئيس الجمهوريّة فؤاد معصوم على خط الأزمة واعتراضه على التحالف الرباعي يؤشر إلى انضمام الجانب الكردي مع الكتل السنيّة لتشكيل محور عراقي رافض لهذا التحالف". ويوضح رشيد، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأكراد لم يفصحوا بشكل علني حتى الآن عن موقفهم الرسمي تجاه التحالف الرباعي، الأمر الذي يدعم التحالف الوطني في استمراره بالتحشيد للتحالف الجديد ومنحه صلاحيات أكثر ومجالاً أوسع للتدخّل في العراق"، مستدركاً بالقول إنّ "التوافق السنّي الكردي على رفض التحالف الجديد ورفض تنفيذ روسيا لضربات جويّة في العراق، رسم ملامح محور عراقي داخلي يوازي محور التحالف الشيعي، الأمر الذي سيزيد من إحراج العبادي بين إرادة هذا المحور الرافضة للتحالف الجديد وإرادة تحالفه الوطني".
ويشير الخبير السياسي نفسه إلى أنّ "هذه التطورات، ستكون بداية لعدم التوافق بين الكتل العراقيّة على التحالف، الأمر الذي سيعرقل بشكل كبير وسيؤخّر من التدخل العسكري لهذا التحالف أو لروسيا تحديداً في العراق"، مؤكّداً أنّ "التحالف الوطني المدعوم إيرانياً سيكرّس جهده لكسب الأكراد إلى صفّه وعزل الكتل السنيّة عن الموضوع، من خلال عقد صفقات سياسية جديدة، تسهم بإتمام مشروع التحالف الرباعي في العراق".
يشار إلى أنّ رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، أكّد، أخيراً، أنّ أيّ تنسيق مع أيّ دولة أو محور دولي يجب أن يمرّر في البرلمان، وهو الذي يقرّر الموقف منه. فيما طالبت اللجنة الأمنيّة البرلمانيّة باستضافة العبادي للاطلاع على مبرّرات دخول العراق في التحالف الرباعي.
اقرأ أيضاً الحلف الرباعي يُقسّم العراقيين: بوادر "مقاومة" لأي غزو روسي