وصف الرئيس اللبناني، ميشال عون، ثورات الربيع العربي بـ"جحيم العرب"، التي "أشعلت الحروب الداخلية في الدول العربية". وزعم خلال استقبال أعضاء السلك الدبلوماسي العاملين في لبنان، اليوم الثلاثاء، أن "الربيع لا يكون بإلغاء معالم الحضارات القديمة التي أسّست لحضاراتنا اليوم، ولا بتهديم الكنائس والمساجد ودور العبادة، ولا يكون بذبح الأبرياء وتدمير المدن".
ودعا الرئيس اللبناني إلى مقاربة "الإرهاب" بصورة موحدة، مُعتبراً أن "بعض الدول تسمّي كلَّ ما يمسّ أمنها إرهاباً، وبعض الدول الأخرى تسمي كلَّ الإرهاب الذي يخدم مصالحها بالثورة".
وتطرق في كلمته إلى الشأن الداخلي، مؤكداً أن "أولى أولوياتنا تنظيم انتخابات نيابية وفق قانون جديد يؤمن التمثيل الصحيح لكافة شرائح المجتمع اللبناني، ما يوفّر الاستقرار السياسي". وأعلن أن "خوف بعض القوى من قانون نسبي هو في غير محلّه، لأنه وحده النظام الذي يؤمّن صحة التمثيل وعدالته للجميع".
وشدد رئيس الجمهورية من جهة ثانية، على أن لبنان لا يمكن أن يُحمَّل وحده عبء النازحين السوريين، مناشداً دول العالم أن تتحمّل مسؤولياتها كاملة، وأن تتحرّك من دون إبطاء، حفاظاً على مصالحها ومصالح شعوبها، مطالباً المجتمع الدولي بأن "يعترف بخصوصية لبنان ويرفض أي فكرة لاندماجهم فيه".
وجدد الرئيس عون ترحيب لبنان بكل مبادرة من شأنها أن تؤدّي إلى حلّ سلميّ سياسيّ للأزمة في سورية، مؤكداً على أن "السياسات الدولية هي التي أوصلت الوضع في منطقة الشرق الأوسط إلى ما هو عليه".
واتهم عون إسرائيل باستغلال انشغال العالم بأزمات المنطقة وفشل جهود السلام، من أجل التمادي في سلب حقوق الفلسطينيين والاستمرار في التعدّي على سيادة جيرانها، وفرض أمر واقع لن يمكن العودة عنه في المستقبل.
من ناحيته، أشاد عميد السلك الدبلوماسي المعتمد في لبنان، السفير البابوي غبريالي كاتشا، بـ"العمل الممتاز الذي يقوم به الجيش وسائر القوى الأمنية في لبنان، ما جنّب الطوائف كافة الدخول في دوامة العنف"، لافتاً إلى أن "الإرادة الداخلية الصلبة في البلد، إضافة إلى التفاهم الإقليمي والدولي، قد ساعدت في التغلّب على بعض المراحل الدقيقة والصعبة، وجنّبت وطن الأرز الجميل، الوقوع مجددا في تجربة سبق له أن عاشها لفترة طويلة في تاريخه الحديث".