لقي اثنا عشر شخصا على الأقل مصرعهم، وأصيب عشرة أخرون، من المصريين والمكسيكيين، بعد إطلاق قوات الأمن المصرية النار على سيارات الدفع الرباعي التي كانوا يستقلونها في إحدى مناطق الصحراء الغربية، أمس الأحد.
وأصدرت وزارة الداخلية المصرية، قبل ساعات من الآن، بيانًا رسميًا كشفت فيه تفاصيل عملية الواحات بالصحراء الغربية، أوضحت فيه" أنّه "أثناء قيام قوات مشتركة من الشرطة والجيش، بتمشيط إحدى المناطق الخطرة بمنطقة الواحات بالصحراء الغربية، تم التعامل عن طريق الخطأ مع 4 سيارات دفع رباعي، ونتيجة الفحص تبين أن السيارات كانت تقل فوجًا سياحيًا مكسيكي الجنسية، وموجوداً بمنطقة محظور التوقف فيها، وتبين وفاة 12 شخصًا وإصابة 10 آخرين من المكسيكيين والمصريين".
وأوضح بيان الداخلية المصرية، أنه وعلى الفور تم نقلهم إلى مستشفيات لتلقي الإسعافات الأولية، وتم تشكيل فريق لفحص أسباب وملابسات تواجد تلك السيارات في هذه المناطق المحظورة.
"المناطق المحظورة" كانت السبب الذي بررت به وزارة الداخلية المصرية، قتل اثني عشر شخصاً على الأقل فيما جُرح عشرة آخرون. ومع ذلك، يؤكد العديد من الأشخاص ممن زاروا تلك المناطق في الصحراء الغربية من قبل، أن "استخدام سيارات الدفع الرباعي في الصحراء الغربية لا يتم إلا باستخراج تصاريح المخابرات الحربية، مع تحديد اتجاهات التحرك، ومواعيد الانطلاق والعودة، وجنسيات المشاركين في الجولة وعددهم وأماكن تواجدهم".
المحامي المصري، عمرو إمام، أشار في حديث لصحيفة "غارديان" البريطانية، إن أحد أقاربه، ضمن القتلى في حادث الصحراء الغربية، وكان مرشداً سياحياً يبلغ من العمر 37 عاما، ويدعى عوض فتحي.
وأضاف إمام، متحدثا عن فتحي، من خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلا "انشروا الحقيقة.. عوض مقتول بقذائف الأباتشي.. عوض مات غدراً.. عوض الجيش قتله".
وعلى حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" دان الرئيس المكسيكي، إنريكي بينا نييتو، "الحادث المأسوي"، مطالبا السلطات المصرية بـ"إجراء تحقيق كامل في الواقعة".
إلى ذلك، وبحسب وكالة أنباء "الأسوشييتد برس"، فإن وزارة الخارجية المكسيكية، أكدت في بيان لها، صباح اليوم، أن اثنين على الأقل من القتلى بحادث الواحات، مواطنون مكسيكيون، وأن عملية تحديد هوية الضحايا لا تزال جارية.
ولفت البيان الصادر عن الخارجية المكسيكية إلى أنّ "أفراداً من الوزارة يتواصلون مع أسر الضحايا، كما تجري وزيرة الخارجية المكسيكية كلاوديا رويز ماسيو، اتصالات مع السفير المصري في المكسيك، وطالبت بإجراء تحقيق دقيق وتوضيحا لما حدث".
وتوجّه السفير المكسيكي في القاهرة، خورخي ألفاريز فوينتيس، مع وفد من السفارة والقنصلية في القاهرة، إلى مستشفى دار الفؤاد على أطراف القاهرة، وتحدث ألفاريز مع خمسة من الناجين.
وفي الداخل، قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة السياحة المصرية، رشا العزايزي، إن المعلومات الأولية من مكاتب وزارة السياحة وهيئتها تشير إلى تواجد المجموعة السياحية المكسيكية في مكان محظور التواجد فيه وممنوع دخوله.
وأوضحت أن السيارات التي استخدمها الفوج السياحي ليست مرخصة، وأنه لم يحصل على التصاريح اللازمة للخروج في رحلة سفاري، كما لم يبلغ بأي إخطارات بشأن الرحلة أو مسارها.
كما أشارت إلى أن وزارة السياحة، شكلت غرفة عمليات على أعلى مستوى لمتابعة الحادث المؤسف وآثاره، كما فتحت تحقيقًا موسعًا لمعرفة أسباب الحادث بالتنسيق مع قوات الأمن وجهات التحقيق الرسمية.
اقرأ أيضاً: "ولاية سيناء" يتمدد في اتجاه الصحراء غرب مصر