إنه كائن لطيف الشكل، يبلغ وزنه 500 كيلوغرامًا، مصنوع من الألومنيوم، أحمر اللون. في بداية أبريل/نيسان، انضمّ "كولوسوس Colossus" إلى كتيبة رجال الإطفاء في باريس، وهو الروبوت الأرضيّ الأكثر قوةً وفاعليةً في السوق الأوروبية. مثل الدبابات في أفلام الآكشن؛ يسير "كولوسوس" على جنازير، كما أنه مزوّد بمدفع مياه. أمّا عن دوره، فهو يساعد رجال الإطفاء على مقربة من النيران.
يواجه رجال الإطفاء في باريس نحو 18 ألف حريقًا سنويًا. عند الدخول إلى بناية تحترق، عادةً ما يكون رجال الإطفاء في الصفوف الأمامية في حيرة من أمرهم فيما يتعلّق بوجود أشخاص داخل هذه البناية يتوجّب إنقاذه أم لا. فيتقدمون إذن بصورة عشوائية مخترقين النيران المتصاعدة التي تحجب رؤية ما وراءها، حاملين على ظهورهم مواد يبلغ وزنها نحو 50 كيلوغرامًا.
يقول المقدّم غابرييل بلس "إن كولوسوس حليف جيّد لفريقنا. فهو يستطيع حمل حمولات يزيد وزنها على الطن، تتضمن أسطوانات الأوكسجين، والمواد الأخرى، كما يستطيع دفع الحمولات التي لا يزيد وزنها عن طنّين، ويستطيع تحريك سيارة".
يستطيع الروبوت كولوسوس أيضًا جرّ خرطوم مليء بالمياه، وتحديد أماكن الأشخاص بفضل الكاميرا الحرارية، واكتشاف أماكن تسرّب الغاز، والعثور على بؤرة الحريق، ومعرفة إذا ما كانت البناية آمنة أم أنها معرّضة للانهيار.
"إن عمليات التدخل التحت-أرضية هي الأخطر بالنسبة لرجال الإطفاء، لأن الدخان لا يتسرّب إلى الخارج، وبالتالي فالرؤية تصبح صعبة، وترتفع درجة الحرارة"، يقول غابرييل بلس".
عن طريق التوجيه عن بعد الذي يقوم به أحد رجال الإطفاء للروبوت كولوسوس، يستطيع كذلك تبخير الجو، أو تشغيل مدفعه المائي لخفضّ درجة حرارة المكان. إنه يتسرّب بسرعة إلى الأنفاق، ويصعد السلالم ويهبطها، ويتخطّى تسلّقًا العقبات التي لا يزيد ارتفاعها عن 30 سنتيمترًا، بفضل جنازيره المصنوعة من الكاوتشوك، والمسلّحة بالفولاذ المقاوم للصدأ. من خلال تقرير مصوّر على جهاز "تابلت"، يتابع رجل الإطفاء ما يكتشفه الروبوت، ويتلقّى معلومات واضحة تجعله يقرّر إما حشد طاقمه في العملية أو لا.
ولكن من المنتظر أن تجرى بعض التعديلات والتحسينات على الروبوت. هذه الحاجات الإضافية تدرسها شركة Shark Robotics ومديرها العلمي جان-جاك توباليان، مخترع الروبوت كولوسوس. كما أن تزويده بمزيد من الاستقلالية (خمس ساعات حاليًا) وتزويده بنقّالة لحمل الجرحى أيضًا في طور الدراسة.
يُعدّ هذا الروبوت خطوة تكنولوجية أوليّة ذات أهمية استراتيجية كبيرة لرجال الإطفاء، الذين ينقلونه في عربة مخصّصة له. إن عمليات التدخل التحت-أرضية هي الأخطر بلا شك. وإلى جانبها، تنطوي مهام روبوتات التدخل، من بين مهام أخرى، على تأمين البنايات، وتحت الأرض حيث يملأ الدخان المكان وتصعب الرؤية وترتفع الحرارة في حالات الحرائق.