ومع ارتفاع أسعار إيجارات الشقق السكنية وندرتها نتيجة لزيادة الطلب عليها بعدما باتت 19 ألف أسرة من دون مأوى، جراء تدمير إسرائيل لمنازلها بشكل كامل خلال حربها على غزة، لم يتمكن شمالي من استئجار شقة ليعيش فيها مع عروسه بشكل مؤقت إلى أن يتم إعادة بناء منزله المدمّر.
ودمّرت إسرائيل في حربها على قطاع غزة التي بدأت في 7 يوليو/تموز الماضي وانتهت بعد 51 يوماً متواصلاً بتوقيع اتفاق وقف إطلاق نار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية، قرابة 19 ألف منزل بشكل كلي، وأضعاف هذا العدد بشكل جزئي، وفق إحصائية أولية لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.
ويقول شمالي لـ"العربي الجديد" "كنت قد قررت قبل العدوان الإسرائيلي على غزة أن أقيم حفل زفافي في 29 سبتمبر/أيلول الحالي ولكن بسبب تدمير جيش الاحتلال لمنزل عائلتي خلال الحرب سأضطر إلى تأجيل زواجي حتى أتمكن من توفير شقة سكنية جديدة أو حتى تتم إعادة بناء منزلي".
ويضيف شمالي أنه بحث عن شقق للإيجار في جميع مناطق مدينة غزة ولكنه لم يعثر على شقة مناسبة فجميعها إيجاراتها ارتفعت إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف بسبب زيادة الطلب من أصحاب المنازل المدمرة عليها.
شمالي ليس الوحيد الذي اضطر إلى تأجيل حفل زفافه، فالمئات من الغزيين فعلوا الأمر نفسه، ومنهم خطيب الشابة سماهر مصطفى (21 عاماً)، التي كانت تنتظر يوم زفافها المقرر في 5 أكتوبر/تشرين الأول المقبل بفارغ الصبر، ولكن تدمير إسرائيل لمنزل خطيبها في حي تل الهوى جنوب مدينة غزة، أجّل فرحتها إلى إشعار آخر.
وتقول سماهر: "اخترت مع خطيبي أثاث المنزل وجهزناه بالكامل قبل الحرب، واشتريت بدلة الزفاف البيضاء وكنت سعيدة جداً باقتراب يوم زفافي ولكن في آخر أيام العدوان الإسرائيلي قصفت الطائرات الإسرائيلية منزل خطيبي ودمّرته بشكل كامل وخسرنا كل شيء".
وتضيف سماهر: "التقينا بعد الحرب وأخبرني أنه بحث عن شقة للإيجار بسعر يتناسب مع راتبه البسيط ولم يجد، لذلك سيضطر إلى تأجيل حفل الزفاف حتى إشعار آخر".
وفي السياق، يقدّر رئيس الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق والخدمات السياحية صلاح أبو حصيرة، في تصريحات لـ"العربي الجديد" عدد حفلات الزفاف التي كان من المقرر عقدها في قاعات الفنادق والمطاعم وتم تأجيلها خلال الشهرين الماضيين بـ1800 حفل.
ويقول أبو حصيرة إنه تم تأجيل معظم الحجوزات بسبب تدمير المنازل جراء الحرب أو استشهاد أحد أفراد العائلة، مشيراً إلى أن قيمة خسائر إلغاء حجوزات حفلات الزواج خلال شهرين فقط تجاوزت المليوني دولار أميركي لكل قاعات الأفراح والفنادق في القطاع.
ويشير إلى أن حفلات الزفاف التي يتم عقدها حالياً تعادل ما نسبته 30 في المئة فقط من الاحتفالات التي من المفترض أن تُعقد في مثل هذا الوقت من العام، موضحاً أن معظم من يؤجل حفل زفافه يكون السبب وراء ذلك تدمير منزله.
يُذكر أن نحو 1.8 مليون فلسطيني يقطنون قطاع غزة، فيما تُشير التقديرات إلى أن نسبة البطالة بلغت نحو 50 في المائة من إجمالي القوى العاملة البالغة نحو 120 ألف مواطن في نهاية العام الماضي 2013.