انزل إلى الشارع.
لقد صمتَّ طويلاً على حقوقك المهدورة. أغرتك العصبيّات التافهة التي حقنوها في دمك، فأصابك الخدر وغطّى الغبش عينيك. قم وتحرّر من الخدر وامسح الغبش من عينيك. لقد خسرتَ جميع حقوقك. سرقوها منك واحدةً تلو الأخرى. ما عادت الماء تنزل من حنفيّتك. ما عادت اللمبة تضيء في منزلك. خنقك الحرّ ورائحة النفايات وضيق الحال. لقد خنقوك بالحبل الذي سلّمتهم إيّاه بيدك ودفعوك دفعاً نحو الحفرة. ولقد أوقعوك في الحفرة لأن طرقاتك غير معبّدة، ولأنك قرّرتَ أن تكتم صوتك.
لقد خسرتَ حقكَ في المدرسة الرسمية عندما شجعوا أساتذتها، مرغمين، على التوجّه إلى القطاع الخاص بعدما أكلوا حقوقهم، وما يزالون. لقد خسرتَ حقكَ بالطبابة في المستشفيات الحكومية عندما أغرقوها في السرقة والصفقات المشبوهة. ولقد صادروا باسم أعلامهم الملوّنة الكثيرة جامعتكَ الوطنية. والأمن، لقد حرموك من الأمن. حوّلوا العسكريين إلى حرّاس لمنازلهم ومقرّاتهم وسائقين لسيّاراتهم الفارهة وجعلوا منهم أداة تلوي ذراعك في الشارع كلما رفعتَ صوتك.
إنهم يخافونك.
صدّق. إنهم يخافونك عندما تأتيهم بصوتِكَ وقلبِكَ ولسانِكَ وبشعاراتِكَ المدنيّة. يخافونكَ عندما لا تأتيهم بروح مذهبية. يخافونك عندما لا تأتي بعقل الحزب والجماعة والزاروب. يخافونك لأنهم ساعتها لا يستطيعون أن يُعيدوكَ إلى الحظيرة.
قم واصرخ ودافع عن حقوقك. أشر لهم بسبّابتك في وجوههم واسألهم عمّا فعلوه. اسألهم عن الرغيف الذي صادروه من ربطة خبزك. اسألهم عن ثمن صفيحة الوقود الذي يحرقُ جيبكَ قبل أن يحترق في محرّك السيارة. اسألهم عن أطفالك الذين تخاف عليهم من الرصاص الطائش والمقصود. هذا رصاصهم وحدهم. اسألهم لماذا لا يصيبهم هذا الرصاص.
قم واصرخ ودافع عن حقوقك. لا تتردّد ولا تتلكّأ. قم ودافع عن مستقبلك ومستقبل الذين تحبّهم. لقد تعبتَ كثيراً. لقد أحبطتَ كثيراً. ولقد حان وقت المحاسبة.
لا تهاجر. أنت لا ترغب بالهجرة أصلاً. لقد سألتَ جميع الذين هاجروا فأخبروك أن قلوبهم جميعاً هنا. وأنتَ، تستحقُّ أن تنال حقوقك هنا. وتستحق أن تعيش حياتكَ وإنسانيتكَ هنا.
انزل الآن إلى الشارع وارفع صوتك. فسلطتهم ما عادت شرعية. ومجلس نواب يرتضي التمديد لنفسه بالقوة والاحتيال، ليس شرعياً. والحكومة التي تغرق نفسها وتغرقكَ في النفايات ليست شرعية.
حان وقت نزولك لرفع الصوت. اخلع جميع الشعارات التي لا تليق بك وانزل. ولا تتأخّر. فالساحة لك اليوم وحدك، وأنتَ تستحق.
إقرأ أيضاً: رائحتنا القاتلة
لقد صمتَّ طويلاً على حقوقك المهدورة. أغرتك العصبيّات التافهة التي حقنوها في دمك، فأصابك الخدر وغطّى الغبش عينيك. قم وتحرّر من الخدر وامسح الغبش من عينيك. لقد خسرتَ جميع حقوقك. سرقوها منك واحدةً تلو الأخرى. ما عادت الماء تنزل من حنفيّتك. ما عادت اللمبة تضيء في منزلك. خنقك الحرّ ورائحة النفايات وضيق الحال. لقد خنقوك بالحبل الذي سلّمتهم إيّاه بيدك ودفعوك دفعاً نحو الحفرة. ولقد أوقعوك في الحفرة لأن طرقاتك غير معبّدة، ولأنك قرّرتَ أن تكتم صوتك.
لقد خسرتَ حقكَ في المدرسة الرسمية عندما شجعوا أساتذتها، مرغمين، على التوجّه إلى القطاع الخاص بعدما أكلوا حقوقهم، وما يزالون. لقد خسرتَ حقكَ بالطبابة في المستشفيات الحكومية عندما أغرقوها في السرقة والصفقات المشبوهة. ولقد صادروا باسم أعلامهم الملوّنة الكثيرة جامعتكَ الوطنية. والأمن، لقد حرموك من الأمن. حوّلوا العسكريين إلى حرّاس لمنازلهم ومقرّاتهم وسائقين لسيّاراتهم الفارهة وجعلوا منهم أداة تلوي ذراعك في الشارع كلما رفعتَ صوتك.
إنهم يخافونك.
صدّق. إنهم يخافونك عندما تأتيهم بصوتِكَ وقلبِكَ ولسانِكَ وبشعاراتِكَ المدنيّة. يخافونكَ عندما لا تأتيهم بروح مذهبية. يخافونك عندما لا تأتي بعقل الحزب والجماعة والزاروب. يخافونك لأنهم ساعتها لا يستطيعون أن يُعيدوكَ إلى الحظيرة.
قم واصرخ ودافع عن حقوقك. أشر لهم بسبّابتك في وجوههم واسألهم عمّا فعلوه. اسألهم عن الرغيف الذي صادروه من ربطة خبزك. اسألهم عن ثمن صفيحة الوقود الذي يحرقُ جيبكَ قبل أن يحترق في محرّك السيارة. اسألهم عن أطفالك الذين تخاف عليهم من الرصاص الطائش والمقصود. هذا رصاصهم وحدهم. اسألهم لماذا لا يصيبهم هذا الرصاص.
قم واصرخ ودافع عن حقوقك. لا تتردّد ولا تتلكّأ. قم ودافع عن مستقبلك ومستقبل الذين تحبّهم. لقد تعبتَ كثيراً. لقد أحبطتَ كثيراً. ولقد حان وقت المحاسبة.
لا تهاجر. أنت لا ترغب بالهجرة أصلاً. لقد سألتَ جميع الذين هاجروا فأخبروك أن قلوبهم جميعاً هنا. وأنتَ، تستحقُّ أن تنال حقوقك هنا. وتستحق أن تعيش حياتكَ وإنسانيتكَ هنا.
انزل الآن إلى الشارع وارفع صوتك. فسلطتهم ما عادت شرعية. ومجلس نواب يرتضي التمديد لنفسه بالقوة والاحتيال، ليس شرعياً. والحكومة التي تغرق نفسها وتغرقكَ في النفايات ليست شرعية.
حان وقت نزولك لرفع الصوت. اخلع جميع الشعارات التي لا تليق بك وانزل. ولا تتأخّر. فالساحة لك اليوم وحدك، وأنتَ تستحق.
إقرأ أيضاً: رائحتنا القاتلة