السيد المحبرة،
دع عنك الأغنية!
صدى الراديو العتيق يتردّد في علبة حلوياته وسجائره،
ليس لي أن أسأله، كم ثمن النبيذ؟
نعرفُ جميعاً أن ثمنه خمس مائة
هكذا ببساطة
هكذا مثلما يعرف العاشقان أنهما يفنيان في حبهما،
هكذا ببساطة
مثلما يقينُ الموتِ
ببساطة وَلِلتوِّ،
صوتٌ جليديٌّ بلا أحاسيسَ،
نُزلٌ مِنَ الجنوب الكبير،
وعُرُوضٌ لمُمارسةِ الحبِّ،
كيلو ليمونٍ بألفٍ،
مُنبِّهُ شرطةِ المُرُور،
دعوةٌ إلى تصديقِ شخصٍ ما.
"فاكهة طازجة" منذُ ثلاثةِ أيامٍ خلَتْ
عصيرُ فاكهةٍ يسرقُهُ بعضُ هذا النَّحْلِ وذاك الآخرُ،
عصفورٌ مِنَ البلاستيك،
أرنبُ بِبطَّارية،
بَشرٌ مختلطُون
يبدو أنهم يسيرون في الساحة
كما لو كانوا يَشتغِلون بزُنْبُرُك.
دع عنكَ الأغنية!
نعم، أيها السيد المحبرة،
لكي تُذَكِّرَنِي هي
أني رأيتُ اليومَ بِمَا أراهُ
وبأني عشتُ الآنَ ما أعيشه
وما بينَ المُعلنين، الأبواقُ
والأضواءُ والعاهراتُ
والشحَّاذون والأغنياءُ
ورجالُ الشُّرطةٍ واللصوصُ،
والنَّبيذُ والأغاني،
إبرةُ خياطةٍ تتَّجهُ مِنْ سَماءِ "مِديين"
لتَنسُجَ عَوالمَ أخرى،
فهذا العالمُ
يَموتُ الآن.
* Lina Trujillo شاعرة كولومبية من مواليد مديين عام 1994، تكتب القصيدة والهايكو، وهي أيضاً تشكيلية ومغنية في مجموعات الروك والميتال، وعازفة للكمان وللفيولنتشيلو.
** ترجمة عن الإسبانية: خالد الريسوني