دخل نادي السد القطري تاريخ الكرة الآسيوية في عام 1989، عندما حقق بطولة آسيا لكرة القدم في نسختها القديمة، وضمّ إلى خزانته أول لقب قاري في ذلك الوقت.
ولتحقيق هذا الإنجاز، تصدّر ممثل الكرة القطرية مجموعته أمام الاتفاق السعودي ومحمدان الإيراني ويوهانغ الكوري، وكانت التصفيات بنظام المجموعات. في المقابل، تصدّر منافسه الكرخ العراقي (نادي الرشيد سابقاً) المجموعة أمام كاظمة الكويتي وجوانجونغ الكوري الجنوبي.
التقى السد مع الكرخ في مباراة نهائية أقيمت بنظام الذهاب والإياب، في كلّ من العاصمة العراقية بغداد والدوحة.
وبعد مباراة مثيرة في بغداد، فاز الكرخ الذي كان مدججاً بنجوم المنتخب، وفي مقدمتهم الهداف أحمد راضي وعدنان درجال وعلي كاظم، بنتيجة 3-1، مقابل هدفين لخالد سلمان ومحمد غانم العلي. ثم كانت مباراة العودة في الدوحة وحسمها السد بهدف نظيف أحرزه القناص خالد سلمان من ضربة حرة، رجح به كفة السد، ليرفع الكأس على ملعبه جاسم بن حمد.
على وقع تلك النتيجة التاريخية، يرغب نادي السد في تجاوز عقبة النصر السعودي، بعد الخسارة في أرض الأخير بهدفين لواحد، وبالتالي يحتاج للفوز بهدفٍ نظيف كي يضمن التأهل لنصف نهائي أبطال آسيا ومتابعة رحلة تحقيق اللقب.
ويعتبر نادي السد، الذي تأسس في عام 1969 في الدوحة، أكثر الأندية القطرية فوزاً بالألقاب، سواء في الدوري (16) مرة أو كأس الأمير (15) مرة، أو كأس السوبر وكأس قطر وكأس الشيخ جاسم، بالإضافة إلى لقبين آسيويين؛ الأول في النسخة القديمة، والثاني في النسخة الجديدة في عام 2011، مكّنته من المشاركة في بطولة العالم للأندية.
ويتطلع تشافي إلى تحقيق اللقب لأن يصبح ثاني مدرب أجنبي يُحقق اللقب مع السد، إذ كان بطل 1989 يضمّ في صفوفه نخبة من اللاعبين آنذاك، مثل خالد سلمان وشقيقه صلاح سلمان ومحمد غانم العلي وخليفة خميس والمدافع سالم العدساني وفهد الكواري وآخرين، بقيادة المدرب عبيد جمعة.
اللقب الأول
رُبان تلك الكتيبة كان مدرباً قطرياً اسمه عبد الله جمعان السلطان، وعُرف بـ "عبيد جمعة"، وهو الذي بدأ مسيرته مع كرة القدم في سنّ الـ18 عاماً، وانضم للسد وشغل مركز لاعب الوسط المدافع، وفاز بأكثر من بطولة محلية ومثّل منتخب قطر، لكن الإصابة أجبرته على الاعتزال مبكرًا بعد مسيرة استمرت نحو عشر سنوات.
وبعدما اتجه للتدريب قاد السد إلى لقبه الأول في دوري الأبطال الآسيوي عام 1989 كأول نادٍ خليجي يتمكن من التتويج بهذا اللقب، ولم يتمكن أي مدرب مواطن آخر من تحقيق هذا الإنجاز، خاصة أنه يملك نصف إنجازات الأندية القطرية على صعيد قارة آسيا، لأن السد هو الوحيد الذي فاز بلقبين لهذه البطولة؛ كانت الأولى منها تحت قيادته، كما درب منتخب قطر للشباب. وأثناء مسيرته التدريبية الطويلة والناجحة، تمكن من أن يقدم للكرة القطرية العديد من النجوم والمواهب على مدار أكثر من جيل.
عبيد جمعة كان أيضاً أحد نجوم خبراء الكرة البارزين، إن لم يكن أبرزهم على الإطلاق، بالرغم من أن الساحة الكروية مليئة بالخبراء، إلا أنه كان استثناءً في كلّ شيء.
اقــرأ أيضاً
خورخي فوساتي يُعيد السد للأضواء
بعد 22 عاماً من الغياب، عاد نادي السد القطري إلى دوري أبطال آسيا، ولكن هذه المرة في النسخة الجديدة، ونجح في تحقيق ما يشبه المعجزة بالفوز على أحد عمالقة آسيا، الكوري الجنوبي تشومبوك موتورز، بركلات الترجيح، بعد أن أسعفه الحظ والقانون بالتأهل إثر قرارٍ من الاتحاد الآسيوي، اعتبر نادي سباهان الإيراني منهزماً ذهاباً وإياباً في دور الثمانية لإشراكه لاعباً موقوفاً، رغم أن الفريق الإيراني فاز ذهاباً وإياباً.
انتظر السد إذاً لتحقيق لقبه الثاني أكثر من عقدين، وكانت كتيبة السد تحت قيادة الأوروغواياني خورخي فوساتي، الذي كان قد قضى فترة قصيرة مع فريق العين في الإمارات قبل العودة إلى قطر والفوز بلقب الدوري مع السد على حساب منافسه الريان في موسم 2015-2016. وفي العام التالي، تم تعيينه مدرباً لمنتخب قطر، لكنه استمر أقلّ من عام قبل الاستقالة.
وإضافة إلى لقب أبطال آسيا عام 2011، قاد المدرب الفريق لمشاركة مشرّفة بكأس العالم للأندية في اليابان، حقق خلالها السد المركز الرابع، بعد أن خسر بركلات الترجيح أمام كاشيوا ريسول الياباني.
تشافي والحلم مع أصدقائه
يتطلع الجميع في الوقت الحالي إلى ما سيقوم به الإسباني تشافي هيرنانديز، الذي تولى تدريب نادي السد القطري بعدما لعب بصحبته، وحاول أكثر من مرة الذهاب لتحقيق دوري أبطال آسيا كلاعب، لكنه فشل في ذلك، وها هو اليوم تتاح له الفرصة لكن كمدرب.
ويسعى تشافي لدخول التاريخ من أوسع أبوابه، خاصة أنه يمتلك العديد من الأسلحة لهزيمة خصمه في اللقاء، على غرار النجم الجزائري بغداد بونجاح المتوج بلقب أمم أفريقيا مع منتخب بلاده، وكذلك العديد من النجوم القطريين، أمثال أكرم عفيف الفائز مع العنابي بلقب بطولة آسيا.
ويتطلع تشافي للنجاح مع نادي السد واكتساب المزيد من الخبرة في البطولات الكبرى، خاصة أن الجميع يتوقع له الاتجاه إلى برشلونة في السنوات المقبلة من أجل قيادة الفريق.
يُذكر أن السد والنصر التقيا إضافة إلى مباراة الذهاب، في عام 2011، يومها تعادل الطرفان في السعودية بهدف لمثله، قبل أن ينجح الفريق القطري في تحقيق الانتصار على أرضه بهدفٍ من دون مقابل، سجله يومها اللاعب الكوري الجنوبي لي جونغ-سو، لاعب نادي تشارلوت إندبنتنس الأميركي.
ولتحقيق هذا الإنجاز، تصدّر ممثل الكرة القطرية مجموعته أمام الاتفاق السعودي ومحمدان الإيراني ويوهانغ الكوري، وكانت التصفيات بنظام المجموعات. في المقابل، تصدّر منافسه الكرخ العراقي (نادي الرشيد سابقاً) المجموعة أمام كاظمة الكويتي وجوانجونغ الكوري الجنوبي.
التقى السد مع الكرخ في مباراة نهائية أقيمت بنظام الذهاب والإياب، في كلّ من العاصمة العراقية بغداد والدوحة.
وبعد مباراة مثيرة في بغداد، فاز الكرخ الذي كان مدججاً بنجوم المنتخب، وفي مقدمتهم الهداف أحمد راضي وعدنان درجال وعلي كاظم، بنتيجة 3-1، مقابل هدفين لخالد سلمان ومحمد غانم العلي. ثم كانت مباراة العودة في الدوحة وحسمها السد بهدف نظيف أحرزه القناص خالد سلمان من ضربة حرة، رجح به كفة السد، ليرفع الكأس على ملعبه جاسم بن حمد.
على وقع تلك النتيجة التاريخية، يرغب نادي السد في تجاوز عقبة النصر السعودي، بعد الخسارة في أرض الأخير بهدفين لواحد، وبالتالي يحتاج للفوز بهدفٍ نظيف كي يضمن التأهل لنصف نهائي أبطال آسيا ومتابعة رحلة تحقيق اللقب.
ويعتبر نادي السد، الذي تأسس في عام 1969 في الدوحة، أكثر الأندية القطرية فوزاً بالألقاب، سواء في الدوري (16) مرة أو كأس الأمير (15) مرة، أو كأس السوبر وكأس قطر وكأس الشيخ جاسم، بالإضافة إلى لقبين آسيويين؛ الأول في النسخة القديمة، والثاني في النسخة الجديدة في عام 2011، مكّنته من المشاركة في بطولة العالم للأندية.
ويتطلع تشافي إلى تحقيق اللقب لأن يصبح ثاني مدرب أجنبي يُحقق اللقب مع السد، إذ كان بطل 1989 يضمّ في صفوفه نخبة من اللاعبين آنذاك، مثل خالد سلمان وشقيقه صلاح سلمان ومحمد غانم العلي وخليفة خميس والمدافع سالم العدساني وفهد الكواري وآخرين، بقيادة المدرب عبيد جمعة.
اللقب الأول
رُبان تلك الكتيبة كان مدرباً قطرياً اسمه عبد الله جمعان السلطان، وعُرف بـ "عبيد جمعة"، وهو الذي بدأ مسيرته مع كرة القدم في سنّ الـ18 عاماً، وانضم للسد وشغل مركز لاعب الوسط المدافع، وفاز بأكثر من بطولة محلية ومثّل منتخب قطر، لكن الإصابة أجبرته على الاعتزال مبكرًا بعد مسيرة استمرت نحو عشر سنوات.
وبعدما اتجه للتدريب قاد السد إلى لقبه الأول في دوري الأبطال الآسيوي عام 1989 كأول نادٍ خليجي يتمكن من التتويج بهذا اللقب، ولم يتمكن أي مدرب مواطن آخر من تحقيق هذا الإنجاز، خاصة أنه يملك نصف إنجازات الأندية القطرية على صعيد قارة آسيا، لأن السد هو الوحيد الذي فاز بلقبين لهذه البطولة؛ كانت الأولى منها تحت قيادته، كما درب منتخب قطر للشباب. وأثناء مسيرته التدريبية الطويلة والناجحة، تمكن من أن يقدم للكرة القطرية العديد من النجوم والمواهب على مدار أكثر من جيل.
عبيد جمعة كان أيضاً أحد نجوم خبراء الكرة البارزين، إن لم يكن أبرزهم على الإطلاق، بالرغم من أن الساحة الكروية مليئة بالخبراء، إلا أنه كان استثناءً في كلّ شيء.
خورخي فوساتي يُعيد السد للأضواء
بعد 22 عاماً من الغياب، عاد نادي السد القطري إلى دوري أبطال آسيا، ولكن هذه المرة في النسخة الجديدة، ونجح في تحقيق ما يشبه المعجزة بالفوز على أحد عمالقة آسيا، الكوري الجنوبي تشومبوك موتورز، بركلات الترجيح، بعد أن أسعفه الحظ والقانون بالتأهل إثر قرارٍ من الاتحاد الآسيوي، اعتبر نادي سباهان الإيراني منهزماً ذهاباً وإياباً في دور الثمانية لإشراكه لاعباً موقوفاً، رغم أن الفريق الإيراني فاز ذهاباً وإياباً.
انتظر السد إذاً لتحقيق لقبه الثاني أكثر من عقدين، وكانت كتيبة السد تحت قيادة الأوروغواياني خورخي فوساتي، الذي كان قد قضى فترة قصيرة مع فريق العين في الإمارات قبل العودة إلى قطر والفوز بلقب الدوري مع السد على حساب منافسه الريان في موسم 2015-2016. وفي العام التالي، تم تعيينه مدرباً لمنتخب قطر، لكنه استمر أقلّ من عام قبل الاستقالة.
وإضافة إلى لقب أبطال آسيا عام 2011، قاد المدرب الفريق لمشاركة مشرّفة بكأس العالم للأندية في اليابان، حقق خلالها السد المركز الرابع، بعد أن خسر بركلات الترجيح أمام كاشيوا ريسول الياباني.
تشافي والحلم مع أصدقائه
يتطلع الجميع في الوقت الحالي إلى ما سيقوم به الإسباني تشافي هيرنانديز، الذي تولى تدريب نادي السد القطري بعدما لعب بصحبته، وحاول أكثر من مرة الذهاب لتحقيق دوري أبطال آسيا كلاعب، لكنه فشل في ذلك، وها هو اليوم تتاح له الفرصة لكن كمدرب.
ويسعى تشافي لدخول التاريخ من أوسع أبوابه، خاصة أنه يمتلك العديد من الأسلحة لهزيمة خصمه في اللقاء، على غرار النجم الجزائري بغداد بونجاح المتوج بلقب أمم أفريقيا مع منتخب بلاده، وكذلك العديد من النجوم القطريين، أمثال أكرم عفيف الفائز مع العنابي بلقب بطولة آسيا.
ويتطلع تشافي للنجاح مع نادي السد واكتساب المزيد من الخبرة في البطولات الكبرى، خاصة أن الجميع يتوقع له الاتجاه إلى برشلونة في السنوات المقبلة من أجل قيادة الفريق.
يُذكر أن السد والنصر التقيا إضافة إلى مباراة الذهاب، في عام 2011، يومها تعادل الطرفان في السعودية بهدف لمثله، قبل أن ينجح الفريق القطري في تحقيق الانتصار على أرضه بهدفٍ من دون مقابل، سجله يومها اللاعب الكوري الجنوبي لي جونغ-سو، لاعب نادي تشارلوت إندبنتنس الأميركي.