وناقش مجلس الشورى، أمس الثلاثاء، التوصية، قبل أن يحيلها للمزيد من النقاش بهدف التصويت عليها، وأكد مقدمو التوصية أنها تسعى بالدرجة الأولى لاحتواء الشباب، وعدم تركهم فريسة للتنظيمات الإرهابية، التي تجندهم للقيام بأعمال تدميرية.
واعتمد مقدمو التوصية على تأكيدات لوزارة الداخلية أن بقاء الشباب دون زواج وتجاهلهم، هو ما يقود بعضهم للانخراط في تنظيمات إرهابية.
وأكد مدير إدارة الأمن الفكري في وزارة الداخلية، الدكتور عبدالرحمن الهدلق، أن الوزارة لاحظت أن معظم المنتمين إلى تنظيمات إرهابية هم من الشبان غير المتزوجين في منتصف العقد الثاني من العمر، ما دفع المسؤولين عن برامج المناصحة إلى تشجيع تزويج المفرج عنهم لمنعهم من السقوط مجدداً ضحية للتطرف.
وقال الهدلق: "تنظر السعودية إلى قضية ترتيب الزيجات للعناصر الذين سبق لهم التورط في الإرهاب على أنها نوع من العلاج من أجل منع انزلاقهم مجدداً في فخ الإرهاب"، مضيفاً: "معظم الذين انضموا للمجموعات المتطرفة كانوا من العازبين في منتصف العقد الثاني من العمر، ويحملون شهادات من مدارس ثانوية وهم من أبناء الطبقة المتوسطة".
من جانبه، أكد استشاري الطب النفسي، موسى آل زعلة، أن إهمال المراهقين في سنواتهم الأولى قد يقودهم إلى التطرف لاحقاً، مؤكداً أن كثيراً من المراهقين الذين اندرجوا في المنظمات الإرهابية كانوا يبحثون عن إشباع بعض الحاجات النفسية التي فقدوها في أسرهم ومجتمعاتهم، وأهمها الاستقلالية، وتأكيد الذات.
وأوضح أن حرص الوالدين على إشباع حاجاتهم النفسية وتعزيز ثقتهم في أنفسهم وإشعارهم بالتقدير سيزيد من انتمائهم لذواتهم وأهلهم ومجتمعهم.
وشدد آل زعلة على أهمية فتح باب الحوار مع الطفل عمّا يشاهده أو يسمع عنه عن المتطرفين والإرهابيين وما يقومون به من جرائم وممارسات إرهابية، مع الحرص على إعطاء الطفل الفرصة لإبداء رأيه ومناقشته وتصحيح مفاهيمه.
وأضاف: "أهم جوانب التربية التي يجب أن يركز عليها الوالدان هي الجوانب الفكرية والمعرفية، لأن تربية الجوانب الفكرية لدى الأبناء تبدأ من طفولتهم المبكرة عندما نعطي الطفل الفرصة للتعبير عن آرائه، وأن يحكم على الأشياء من حوله وأن نحاوره فيما يرى من أحداث أو مواقف بما يتناسب مع عمره الزمني، حيث أن ذلك كفيل بتنمية جانب التفكير عند الطفل والحكم على الأشياء وتقييمها".
اقرأ أيضاً:السعودية تحارب "داعش": مفتاح لمواجهة نفوذ إيران؟