في إبريل/نيسان الماضي، اشترت المملكة العربية السعودية حصة قيمتها 500 مليون دولار أميركي، أو 5 في المائة، من أسهم شركة البثّ الموسيقي "لايف نايشن" Live Nation، لتصبح ثالث أكبر مستثمر فيها، بعدما انخفضت قيمة أسهمها بأكثر من 40 في المائة. وخلال الربع الأول من العام الحالي، استثمرت المملكة 500 مليون دولار أميركي في شركة "والت ديزني" Walt Disney.
وأفادت مجلة "هوليوود ريبوتر"، في 6 مايو/أيار الحالي، بأن صفقات جديدة ستعقدها المملكة العربية السعودية خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن "صندوق الاستثمارات العامة" السعودي يقدم عروضاً لشراء أسهم في "تايم وارنر ميوزيك غروب" Time Warner Music Group.
شراء الأسهم في "لايف نايشن" شكل أول عملية لـ"صندوق الاستثمارات العامة" في شركة ترفيه أميركية، منذ جريمة اغتيال الصحافي السعودي والكاتب في صحيفة "واشنطن بوست"، جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018. حينها، أعلنت شركات ومؤسسات في هوليوود مقاطعتها للمملكة العربية السعودية احتجاجاً.
لكن مجلة "هوليوود ريبورتر" لفتت إلى أن وباء فيروس كورونا شكل ضربة هائلة للشركات في هوليوود التي قد تفضل التضحية بصورتها العامة مقابل عدم فقدان قدراتها المالية وانهيارها الكلي، ما يعني فتح المجال أكثر أمام المملكة العربية السعودية للاستثمار في القطاع، خاصة أن استثماراتها الأخيرة لم تواجه انتقادات واسعة، كما في السابق، عبر المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأمام هذه الهجمة السعودية على هوليوود، قالت محررة قسم الآراء العالمية في صحيفة "واشنطن بوست"، كارِن عطية، إن "قبول الشركات لأموال ملطخة بالدماء من نظام لا يأبه بسجن نجوم مواقع التواصل الاجتماعي وتعذيب أشهر الناشطات النسويات وقتل كاتب رأي في (واشنطن بوست) يهدد حرية التعبير فيها مقابل إسعاد المستثمرين".
وحذرت عطية في مقالة عنوانها "رأسمالية السعودية الكارثية تصل إلى هوليوود"، نشرتها "واشنطن بوست" أمس الإثنين، من أن "استمرار قطاع الترفيه الأميركي في التعامل مع المملكة العربية السعودية يظهر للعالم استعدادها لإلقاء القيم والأخلاق الأميركية في القمامة".