وذكرت وزارة الدفاع العراقيّة، في بيان صحافي، أنّ "الوزير خالد العبيدي استقبل، في مكتبه ببغداد، سفير المملكة العربية السعودية المعتمد لدى بغداد، ثامر السبهان"، مبينة أنّ "السفير قدّم خلال اللقاء التهاني بالانتصارات التي تحققها القوات المسلحة العراقية في مسارح العمليات، معتبراً أنّ العراقيين بمواجهة "داعش" وفكره المتطرف إنّما يدافعون عن أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وبالنتيجة حماية المصالح الحيوية لدولها".
وأكّد السفير السعودي "وقوف المملكة على مسافة واحدة من كل القوى السياسيّة العراقيّة، واستعدادها إقامة أفضل العلاقات مع العراق في المجالات كافة، وبما يعزّز أمن واستقرار البلاد ووحدتها الوطنية وإعادة أعمار ما خربته الحرب".
وأعرب السفير عن "رغبة المملكة واستعدادها للارتقاء بعلاقات التعاون بين وزارتي الدفاع العراقية والسعودية، ودون سقف محدّد لهذا التعاون، وبما يخدم حاجة القوات المسلحة العراقية في المجالات كافة"، مؤكّداً عزم بلاده "تعيين ملحق عسكري لها في بغداد في القريب العاجل".
من جانبه، أكّد العبيدي "حرص العراق على إقامة أفضل العلاقات مع جيرانه ومحيطه العربي، وأنّ يده ممدودة للجميع على أساس مبادئ الأخوّة وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومحاربة فكر التطرف والعدوان الذي يستهدف دول المنطقة جميعاً دون استثناء"، مشيداً بـ"رغبة المملكة تطوير علاقات التعاون مع وزارة الدفاع العراقية والاستعداد للتعاطي معها بإيجابية".
وقدّم الوزير "الشكر على المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة للعراق في الآونة الأخيرة، والاستعداد لبحث الآليات العملية التي من شأنها تسهيل وصول هذه المساعدات للنازحين".
بدوره، رأى الخبير السياسي سلام الريشاوي أنّ "الخطوة السعودية تصب بصالح تطوير العلاقات بين البلدين، لكنّها ستواجه بالرفض من بعض كتل التحالف الوطني الحاكم".
وقال الريشاوي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "بعض كتل التحالف الوطني، ومنها ائتلاف دولة القانون، والذي يتزعمه المالكي، توجّه الاتهامات المستمرّة إلى الرياض بالتدخل في الشأن العراقي وبدعمها للإرهاب"، مبينّا أنّها "سترفض رفضا قاطعا تعيين الملحق العسكري في بغداد، وستعمل على تأليب الشارع العراقي الشيعي ضد الرياض".
وأضاف أنّ "الصراع السعودي الإيراني قائم، وأنّ ولاء بعض الأحزاب والكتل السياسيّة العراقيّة لإيران يحول دون رغبتها بتوطيد علاقات العراق مع السعودية، لتبقى طهران منفردة بتأثيرها على الساحة العراقيّة التي تعدّ مدخلها نحو الدول العربيّة الأخرى"، واعتبر "تعيين الملحق خطوة صعبة للغاية وستواجه بالفشل".
يشار إلى أنّ العلاقات العراقيّة السعودية بدأت بالانفتاح خلال فترة تولي حيدر العبادي رئاسة الحكومة العراقيّة، بحيث حاول ترميم هذه العلاقة التي تشنجت كثيراً إبّان حكم المالكي للبلاد.