وستنفذ أحكام الإعدام بحق المتورطين في عمليات قتل بحق عدد من المواطنين ورجال الأمن وبعض المقيمين، وكذلك تورط عدد منهم بعمليات إرهابية، كتفجير بعض المجمعات السكنية وبعض المؤسسات الحكومية، فيما لا يزال نحو 19 محكوماً ينتظرون تصديق الأحكام عليهم. وتوقعت مصادر في الداخلية أن يرتفع عدد المحكوم عليهم بالإعدام، بعد أن تنهي المحكمة الجزائية المختصة، النظر في القضايا التي تخص تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب".
وكانت السعودية قد بدأت، منذ عام 2008، محاكمة العشرات من المنتمين لتنظيمات إرهابية تحت سقف المحكمة الجزائية المختصة، وخضعوا لمحاكمات طويلة. وضمت أولى قوائم المحاكمة 991 متهماً، فيما ضمت المجموعة الثانية 1940 متهماً، وصدرت بحقهم عشرات الأحكام بالسجن والجلد لمدد تجاوزت 25 عاماً لبعضهم، فيما تراوحت غالبية الأحكام بين السجن 17 عاماً والسجن 7 أعوام، وقد عقدت المحاكمات بين مدينتي الرياض وجدة.
وأصدرت المحاكم الجزائية المتخصصة، نحو 28 حكماً بالإعدام على متهمين من "القاعدة"، معظمهم سعوديون، من بينهم مصري الجنسية، واثنان من تشاد. وجاءت هذه الأحكام على خلفية الهجمات الدامية التي شهدتها المملكة، منذ مارس/آذار 2003، بانفجار أحد المجمعات السكنية في الرياض، إضافة إلى هجمات إرهابية على مدينتي الخبر وبقيق، وذهب ضحية هذه الحوادث أكثر من 93 مدنياً و65 رجل أمن، وأصيب نحو ألف مدني ورجل أمن.
وفي 20 أبريل/نيسان 2011، أصدرت المحكمة حكما بالقتل تعزيرا على 5 متهمين من خلية (تركي الدندني) الذي قتل في مواجهة أمنية في منطقة الجوف في 2004. وأدين المتهمون الخمسة بتهم المشاركة في مواجهات مسلّحة مع رجال الأمن، وإجازة قتل رجل المباحث، والتواطؤ والمساعدة في تفجير عدة مجمعات سكنية، والمشاركة في اقتحام مجمع الحمراء عام 2003.
وفي هذا العام، تم الحكم على متهم سادس في الخلية بالإعدام، بعد اشتراكه في قتال رجال الأمن، وتهديدهم بتفجير قنبلة يدوية.
في يناير/كانون الأول 2012، نظرت المحكمة في محاكمة عناصر خلية مكونة من 16 متهماً بالتخطيط لتنفيذ عمليات تستهدف أحد كبار رجال الدولة ومخازن أسلحة في القوات البحرية وقوات الطوارئ الخاصة ومباني المباحث العامة واغتيال رجال الأمن. وبعد نحو عامين قضت بقتل قائد الخلية تعزيرا، وهو أحد كبار منظّري "القاعدة"، ومن المطلوبين في قائمة الـ26 الأكثر خطورة في البلاد.
وفي مارس/آذار 2012، بدأت محاكمة خلية مكونة من 55 متهماً خططوا للقيام باختطاف واغتيال مسؤولين ورجال أمن، واستهداف منشآت أمنية ونفطية، واختطاف طائرات مدنية، وتم الحكم على أحدهم بالقتل، لاشتراكه في قتل خمسة أشخاص داخل القنصلية الأميركية في جدّة.
وفي سبتمبر/أيلول من العام الماضي، قضت المحكمة بقتل ثلاثة مدانين من الخلية 29، لاشتراكهم في مواجهة مسلحة ضد رجال الأمن وحمل السلاح وإطلاق النار عليهم، مما أدى إلى مقتل أحد رجال الأمن وإصابة 12 آخرين.
كما أصدرت المحكمة، في سبتمبر أيضاً، حكما بقتل اثنين من أعضاء خلية مكونة من 23 متهماً تعزيراً. وفي أكتوبر/تشرين الأول، حكمت بقتل خمسة متهمين، هم ثلاثة سعوديين وتشادي ومصري، بعدما أدينوا بتهمة إطلاق النار على رجال الأمن أثناء المواجهة الأمنية، التي جرت في حي الخالدية بمكة المكرمة. وفي الشهر ذاته، قررت المحكمة قتل متهم تشادي من ضمن الخلية ذاتها.
اقرأ أيضاً: السعودية تتجاهل المطالبات بوقف إعدام شاعر فلسطيني