أجمع عدد من الأطباء المختصين في أمراض السرطان، على وجود قصور في أداء حملات التوعية بأمراض السرطان في السعودية، ما يجعل الكثير من السعوديين والسعوديات، وللأسف، يكتشفون إصابتهم بمرض السرطان وهو في مراحله الأخيرة. هذا الأمر يجعلهم يتخبطون في مراجعة أكثر من تخصص، وهنا يبدأ التأثير العكسي نتيجة اجتماع أكثر من نظام معالج في وقت واحد، بحسب ما تؤكده الاختصاصية في هذا المجال، الدكتورة فادية عبدالله لـ"العربي الجديد".
ولفتت الدكتورة عبدالله إلى أن حملات التوعية لا تؤدي الدور المطلوب منها بدقة، وأن القائمين عليها يعمدون إلى تكرار وإعادة المعلومات المقدمة من خلالها، من دون إضافة أي جديد، بسبب عدم مراجعة الأبحاث الجديدة وإدراج نتائجها، ما أفقد المرضى الاهتمام بهذه الحملات.
غير أنها في الوقت نفسه تتمنى أن تصل حملات التوعية بالمرض إلى كل شخص، خصوصاً الأمهات وربات الأسر. داعية الجميع إلى الاهتمام بالصحة والأخذ بأسباب الحفاظ عليها.
ومن جهة أخرى، يشير الدكتور محمد الحجاب إلى توفر فحوصات دورية للكشف عن الأورام والسرطانات مبكراً؛ بحيث يمكن علاجها والشفاء منها، معرباً عن أسفه "لعدم وجود توعية كافية للمجتمع عن هذه الفحوصات والتي، حسب رأيي الشخصي، ينبغي أن تطبق بشكل إجباري على المجتمع".
ولفت إلى إمكانية عمل فحوصات عبر أشعة "المامجرام" للثدي، للنساء بعد سن الثلاثين، وعمل خزعة من عنق الرحم للكشف المبكر عن سرطان الرحم أو الثدي لدى النساء، كما يمكن عمل تحليل للبراز بعد سن الـ60 للكشف عن وجود دم في البراز، والذي قد يدل على وجود سرطان في القولون، وكذلك عمل منظار للقولون كخطوة لاكتشاف وجود أورام أو سرطانات.
وأكد أن "طرق التوعية بالمرض غير كافية، وهي بحاجة إلى تكثيف عن طريق جميع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، كما ينبغي أن تتوفر حملات توعوية على مستوى جميع المراكز الطبية والمستشفيات، سواء كانت حكومية أو خاصة، على أن تقام بشكل دوري".
ويؤكد موقع وزارة الصحة السعودية أن 73 في المائة من حالات الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء في السعودية يلجأن إلى الطبيب في مراحل متقدمة جداً لا مجال لشفائها، مقارنة بـ30 في المائة من الحالات في البلاد المتقدمة، نتيجة الاهتمام بنظام الكشف الدوري للثدي.
يعد سرطان الثدي من أكثر الأورام السرطانية شيوعاً عند النساء، حيث إن نسبة حدوثه المتوقعة هي امرأة واحدة من بين 8-10 نساء، إذ إن كل ثلاث دقائق يتم تشخيص امرأة لديها سرطان ثدي. ويعتبر هذا النوع من السرطان المسبب الثاني للوفاة بهذا المرض عند النساء، وكل امرأة معرضة للإصابة به، خاصة مع تقدم العمر. كما أن من الضروري خضوع المرأة لأشعة الثدي كل سنة إلى سنتين عند بلوغها سن الأربعين، وهو الفحص الذي يكشف نحو 90 بالمائة من الحالات، فيما يكشف الفحص الدوري للثديين عند طبيبة أخصائية، نحو 40 بالمائة من الحالات.