تبدو حدود السعودية الشاسعة مع محافظة حضرموت شرقي اليمن هادئة منذ انطلاق العمليات العسكرية للتحالف العشري، وسط استمرار للنشاط البري بين حضرموت والمملكة من خلال منفذ الوديعة.
وتمتلك السعودية حدوداً شاسعة مع حضرموت تقدر بأكثر من 700 كيلومتر، أي نصف حدود اليمن مع المملكة، معظمها تقع ضمن صحراء الربع الخالي التي يشترك فيها الشمال الشرقي لليمن مع الجنوب الشرقي للسعودية.
وعزّز تأمين حدود السعودية مع حضرموت علاقة المملكة المتينة بكبرى قبائل المحافظة، التي تنتشر في مختلف مناطق حضرموت وخصوصاً الحدودية منها. يُضاف إلى ذلك وجود جالية حضرمية كبيرة في المملكة، بينها عائلات ورجال أعمال بارزون من أصول حضرمية يمتلكون استثمارات ضخمة بالمملكة، منهم بن لادن، بن محفوظ، بقشان، العمودي، وآخرون.
وبينما تعول السعودية على قبائل حضرموت أمنياً، لا يزال التوجس قائماً من وحدات الجيش المنضوية تحت قيادة المنطقة العسكرية الأولى، التي يقودها اللواء عبدالرحمن الحليلي/ الذي أعلن ولاءه للشرعية. وكان حضور الأخير للبيان الانقلابي للحوثيين (الإعلان الدستوري) في يناير/ كانون الثاني الماضي، قد وضعه محل شك لدى بعض الأوساط الشعبية في حضرموت.
وعلمت "العربي الجديد" من مصادر خاصة أن وفداً قبلياً رفيعاً وصل الرياض، الثلاثاء الماضي، للاجتماع بقيادة التحالف العشري والرئيس اليمني عبد به منصور هادي وسيناقش الوضع الأمني في المحافظة مع مسؤولي المملكة وسبل منع التقدم الحوثيين نحوها.
وبحسب المصدر، فإن الوفد الذي يترأسه المقدم عمرو بن علي بن حبريش العليي رئيس حلف قبائل حضرموت، سيدرس أيضاً آلية لتوحيد المكونات السياسية والقبلية والمدنية بحضرموت تحت مرجعية واحدة تتمكن من مخاطبة الداخل والخارج مستندة إلى دعم شعبي.
ومن الواضح أن المملكة، وإن كانت تتجنب الحديث عن وحدات الجيش المؤيدة للشرعية المنتشرة في المحافظة، إلا أن تحركاتها باتت جلية في جانب التنسيق الأمني مع قبائل حضرموت. وفي 17 مارس/ شباط الماضي، أعلنت قبائل الصيعر التي تقطن مديرية العبر الحدودية والمناطق المجاورة لها، تأييدها للشرعية مؤكدة أنها لن تسمح بأي تواجد حوثي أو قوات متمردة على أراضيها.
كذلك أعلنت قبائل العوامر في 9 أبريل/ نيسان الماضي، حماية أرضها من أي هجمات أو اعتداء يمسّ أمن منطقتهم "قف العوامر"، وهي أكبر المديريات المتاخمة للشريط الصحراوي الحدودي مع السعودية.
اقرأ أيضاً: المكلا اليمنية... "إمارة إسلامية" غير معلنة تترقّب انتفاضة السكان
يصف القيادي في حلف قبائل وادي حضرموت، عبد الهادي التميمي، علاقة قبائل حضرموت بالسعودية بـ"التاريخية"، ثبّتها التواجد القبلي في شطري الحدود بين اليمن والمملكة، فضلاً عن عدم مشاركة أي قبيلة في حادثة تقلق أمن المملكة. وهو ما جعل العلاقة متميزة بين القبائل الحضرمية وقيادة المملكة، على حد قوله.
وبخصوص التنسيق الأمني بين السعودية وقبائل حضرموت، يرى التميمي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن حلف قبائل حضرموت هو الأكثر ثقة. ويعتبر التميمي أن الحلف يستطيع، إن توفرت له الإمكانيات اللازمة، تحقيق الأمن لحضرموت وبالتالي لحدود المملكة، مؤكداً على أن القبائل تنظر لأمن المملكة بأنه جزء من أمنها.
من جهته، يرى المتخصص في العلاقات اليمنية الخليجية، صالح بازياد، أن علاقة حضرموت بالسعودية والخليج تعمقت مع موجات الهجرات الحضرمية المتتالية لأصقاع المعمورة والتي كانت المملكة والدول الخليجية الأخرى من أهم وجهاتها.
ويضيف بازياد في تصريحه لـ"العربي الجديد" أن الدور المحوري للحضارم في النهضة التنموية التي شهدها الخليج ككل والمملكة السعودية على وجه الخصوص أسس لعلاقة وثيقة بين الحضارم والسعوديين، معمدة بعوامل عدة أهمها العادات والثقافة وحقائق الجغرافيا والمصالح المشتركة.
ويشير إلى أن الشريط الحدودي يحكي قصة تلازم حضاري بين الجانبين ويعد شاهدا على النسيج القبلي الموحد، وهو ما أفضى إلى استقرار أمني بين جانبي الحدود.
ويؤكد بازياد على أن الاعتبارات السابقة وغيرها تقتضي حتمية التنسيق والتعاون في مختلف المجالات لما يخدم الطرفين، وتشكل أرضية صلبة لتعاون مستقبلي يؤدي بالضرورة إلى تفاهم استراتيجي.
ويعتقد المتخصص في العلاقات اليمنية الخليجية أن "المرحلة تتطلب الدخول في تعاون وتنسيق حقيقي بين المجتمع الحضرمي بشقيه القبلي والمدني، يسهم في أداء دور أساسي لصالح الطرفين ليس في الجوانب الأمنية فقط، وإنما يتعداها إلى مجالات أخرى أوسع، شريطة لملمة الشمل الحضرمي وصهره في بوتقة تحقيقاً للأهداف المشتركة في هذه اللحظة الفاصلة التي تمر بها البلاد".
اقرأ أيضاً: قيادات "قاعدة حضرموت" في مرمى الطائرات الأميركية
وعزّز تأمين حدود السعودية مع حضرموت علاقة المملكة المتينة بكبرى قبائل المحافظة، التي تنتشر في مختلف مناطق حضرموت وخصوصاً الحدودية منها. يُضاف إلى ذلك وجود جالية حضرمية كبيرة في المملكة، بينها عائلات ورجال أعمال بارزون من أصول حضرمية يمتلكون استثمارات ضخمة بالمملكة، منهم بن لادن، بن محفوظ، بقشان، العمودي، وآخرون.
وبينما تعول السعودية على قبائل حضرموت أمنياً، لا يزال التوجس قائماً من وحدات الجيش المنضوية تحت قيادة المنطقة العسكرية الأولى، التي يقودها اللواء عبدالرحمن الحليلي/ الذي أعلن ولاءه للشرعية. وكان حضور الأخير للبيان الانقلابي للحوثيين (الإعلان الدستوري) في يناير/ كانون الثاني الماضي، قد وضعه محل شك لدى بعض الأوساط الشعبية في حضرموت.
وعلمت "العربي الجديد" من مصادر خاصة أن وفداً قبلياً رفيعاً وصل الرياض، الثلاثاء الماضي، للاجتماع بقيادة التحالف العشري والرئيس اليمني عبد به منصور هادي وسيناقش الوضع الأمني في المحافظة مع مسؤولي المملكة وسبل منع التقدم الحوثيين نحوها.
وبحسب المصدر، فإن الوفد الذي يترأسه المقدم عمرو بن علي بن حبريش العليي رئيس حلف قبائل حضرموت، سيدرس أيضاً آلية لتوحيد المكونات السياسية والقبلية والمدنية بحضرموت تحت مرجعية واحدة تتمكن من مخاطبة الداخل والخارج مستندة إلى دعم شعبي.
ومن الواضح أن المملكة، وإن كانت تتجنب الحديث عن وحدات الجيش المؤيدة للشرعية المنتشرة في المحافظة، إلا أن تحركاتها باتت جلية في جانب التنسيق الأمني مع قبائل حضرموت. وفي 17 مارس/ شباط الماضي، أعلنت قبائل الصيعر التي تقطن مديرية العبر الحدودية والمناطق المجاورة لها، تأييدها للشرعية مؤكدة أنها لن تسمح بأي تواجد حوثي أو قوات متمردة على أراضيها.
كذلك أعلنت قبائل العوامر في 9 أبريل/ نيسان الماضي، حماية أرضها من أي هجمات أو اعتداء يمسّ أمن منطقتهم "قف العوامر"، وهي أكبر المديريات المتاخمة للشريط الصحراوي الحدودي مع السعودية.
اقرأ أيضاً: المكلا اليمنية... "إمارة إسلامية" غير معلنة تترقّب انتفاضة السكان
يصف القيادي في حلف قبائل وادي حضرموت، عبد الهادي التميمي، علاقة قبائل حضرموت بالسعودية بـ"التاريخية"، ثبّتها التواجد القبلي في شطري الحدود بين اليمن والمملكة، فضلاً عن عدم مشاركة أي قبيلة في حادثة تقلق أمن المملكة. وهو ما جعل العلاقة متميزة بين القبائل الحضرمية وقيادة المملكة، على حد قوله.
من جهته، يرى المتخصص في العلاقات اليمنية الخليجية، صالح بازياد، أن علاقة حضرموت بالسعودية والخليج تعمقت مع موجات الهجرات الحضرمية المتتالية لأصقاع المعمورة والتي كانت المملكة والدول الخليجية الأخرى من أهم وجهاتها.
ويضيف بازياد في تصريحه لـ"العربي الجديد" أن الدور المحوري للحضارم في النهضة التنموية التي شهدها الخليج ككل والمملكة السعودية على وجه الخصوص أسس لعلاقة وثيقة بين الحضارم والسعوديين، معمدة بعوامل عدة أهمها العادات والثقافة وحقائق الجغرافيا والمصالح المشتركة.
ويشير إلى أن الشريط الحدودي يحكي قصة تلازم حضاري بين الجانبين ويعد شاهدا على النسيج القبلي الموحد، وهو ما أفضى إلى استقرار أمني بين جانبي الحدود.
ويؤكد بازياد على أن الاعتبارات السابقة وغيرها تقتضي حتمية التنسيق والتعاون في مختلف المجالات لما يخدم الطرفين، وتشكل أرضية صلبة لتعاون مستقبلي يؤدي بالضرورة إلى تفاهم استراتيجي.
ويعتقد المتخصص في العلاقات اليمنية الخليجية أن "المرحلة تتطلب الدخول في تعاون وتنسيق حقيقي بين المجتمع الحضرمي بشقيه القبلي والمدني، يسهم في أداء دور أساسي لصالح الطرفين ليس في الجوانب الأمنية فقط، وإنما يتعداها إلى مجالات أخرى أوسع، شريطة لملمة الشمل الحضرمي وصهره في بوتقة تحقيقاً للأهداف المشتركة في هذه اللحظة الفاصلة التي تمر بها البلاد".
اقرأ أيضاً: قيادات "قاعدة حضرموت" في مرمى الطائرات الأميركية