أعلنت الحكومة البريطانية اليوم الخميس، رغبتها في الاستحواذ سريعاً على كمية كافية من اختبار للأجسام المضادة طورته مجموعة "روش" الصيدلانية السويسرية، ونال موافقة السلطات الصحية الإنكليزية، أملاً بتخفيف إجراءات العزل المعمول بها منذ نهاية مارس/ آذار، لتطويق وباء كورونا.
ويتيح هذا النوع من الفحوص كشف وجود أجسام مضادة في الدم، وتحديد ما إذا كان شخص قد أصيب سابقاً بفيروس كورونا.
غير أن مسألة المناعة ضد الفيروس تثير جدلاً، إذ إن منظمة الصحة العالمية اعتبرت، نهاية الشهر الفائت، أن "لا دليل" على أن الأشخاص الذين يشفون من إصابتهم بالفيروس يصبحون محصنين ضده.
وقال وزير الدولة لشؤون الصحة في بريطانيا إدوارد أرغار، في تصريحات لـ"بي بي سي" الخميس، إنّ "الاختبار الذي طورته +روش+ يبدو موثوقاً للغاية، وهو حاز موافقة سلطات الصحة العامة في إنكلترا (...) ونحن نجري حالياً محادثات مع +روش+ في هذا الخصوص".
وأضاف أرغار "نأمل بشدة في أن يكون هذا الاختبار متوافراً بأسرع وقت ممكن لأنه قد يحدث فارقاً حقيقياً"، لافتاً إلى أن الحكومة ترغب في إعطاء الأولوية في الاختبار للمعالجين في الصفوف الأمامية بمواجهة الوباء قبل طرحه على فئات أوسع.
وأوضح المسؤول البريطاني "إذا ما كان لديكم هذا المستوى المناعي، قد يغير ذلك حقاً الطريقة التي يمكنكم العمل فيها لأنكم ستتمكنون من العودة إلى العمل مع العلم بأنكم لن تصابوا مجدداً".
Twitter Post
|
واعتبر المنسق الوطني لبرنامج كشف فيروس كورونا في بريطانيا جون نيوتن، أن هذا التطور "إيجابي جداً".
وأشار، في تصريحات لصحيفة "ذا تلغراف"، إلى أنّ هذا الاختيار "قد يؤشر إلى وجود نوع من المناعة بوجه أي إصابة مستقبلية". لكنه لفت في الوقت عينه إلى أن "مدى القدرة على اعتبار وجود أجسام مضادة دليلاً على الحصانة المناعية لا يزال غامضاً".
"إنجاز مهم"
من جانبه، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الخميس، إن موافقة بريطانيا على إجراء فحص الأجسام المضادة لفيروس كورونا الجديد لهو "إنجاز مهم"، قد يؤدي لتمكين البريطانيين من استخدام شهادات صحية تفيد بتكوينهم ذلك الشكل من أشكال المناعة.
وقال المتحدث للصحافيين "تحدثنا عن احتمال أن يكون هناك في المستقبل نوع ما من الشهادات الصحية التي تبين ما إذا كانت تكونت لديك أجسام مضادة أم لا، لكن علينا فهم استجابة الجهاز المناعي للفيروس على نحو أفضل وطول مدة المناعة ومستواها بعد العدوى لنفهم إمكانات الفحص بشكل أفضل".
وأضاف "من الواضح أنه إنجاز مهم.. أن يكون لدينا اختبار محدد لهذه الدرجة، لكن العمل سيستمر لتحسين فهم جميع إمكانات الاختبارات".
وقد أصاب الفيروس أكثر من 230 ألف شخص في بريطانيا، وحصد أرواح أكثر من 33 ألفاً ممن ثبتت إصابتهم مخبرياً، في المستشفيات ودور المسنين في البلاد. غير أن الواقع يبدو أخطر بكثير بعدما أحصى مكتب الإحصاءات البريطاني، حتى الأول من مايو/ أيار، أكثر من 36 ألف وفاة كان مرض "كوفيد-19" السبب المشتبه به على وثيقة الوفاة.
(فرانس برس, رويترز)