أعلن الرئيس السوداني، عمر البشير، اليوم الأحد، وصول الحوار الوطني، الذي دعا إليه قبل ما يزيد عن العامين، إلى نهايته، وذلك بعد توقيع القوى التي شاركت فيه، اليوم، على توصياته، وعلى "الوثيقة الوطنية"، التي رأى أنها تمثل "أساسا للحكم".
وأنهت الجمعية العمومية للحوار، برئاسة الرئيس السوداني، الجلسة الإجرائية، اليوم، والتي أجازت خلالها توصيات الحوار، فضلاً عن الوثيقة الوطنية، بالإجماع.
وينتظر أن تعقد الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار العام، غداً الاثنين، كاحتفائية يشارك فيها رئيسا كل من موريتانيا وتشاد، بصفتهما رئيسي دورة الجامعة العربية، والاتحاد الأفريقي، توالياً، كما يُنتظر أن يحضر الجلسة ممثلون عن الأمم المتحدة والصين وروسيا، بينما اعتذر عن عدم الحضور كل من رئيس الآلية الأفريقية لتسوية النزاع في السودان، ثامبو أمبيكي، ورئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، نكوسازانا دلاميني زوما، فضلاً عن رئيس الوزراء الإثيوبي، رئيس "إيغاد"، هايلي مريام ديساليغنه.
وكان البشير قد دعا القوى السودانية المختلفة إلى حوار شامل في السابع والعشرين من يناير/كانون الثاني 2014، وانضمت إليه، في بداياته، قوى رئيسية، بينها "حزب الأمة"، بقيادة الصادق المهدي، قبل أن يعود وينسحب عقب عملية اعتقال المهدي في مايو/أيار من العام ذاته، بينما قاطعت قوى المعارضة والحركات المسلحة عملية الحوار منذ انطلاقته، ولم تشارك في أي من مراحله.
وانضمت شخصيات وقوى جديدة إلى عملية الحوار خلال الساعات التي سبقت انطلاق الجلسة الإجرائية، بينها القيادي في "حزب الأمة"، مبارك الفاضل، و"قوى المستقبل للتغيير"، بقيادة غازي صلاح الدين (تحالف يضم معظم الأحزاب التي شاركت في الحوار منذ بدياته وانسحبت)، والقوى الوطنية.
ورأى القيادي في "قوى المستقبل"، الطيب مصطفى، أن انضمامهم إلى الحوار تم بالنظر لما يعاني منه محيط البلاد من صراعات وحروب، ما قاد إلى قرار المشاركة بـ"الترفع عن الصغائر، والانضمام إلى ركب الحوار"، حسب قوله.
ولدى مخاطبته الجلسة الإجرائية للجمعية العمومية، اليوم، قال الرئيس البشير إن اتفاق القوى السياسية سيغلق الباب أمام المتآمرين الذين يستهدفون البلاد بالحرب والحصار الاقتصادي والمحكمة الجنائية. وجدّد الدعوة للممتنعين عن الحوار إلى الانضمام لـ"الوثيقة الوطنية"، والانخراط في العملية، قاطعاً بأن الوثيقة تعبّر عن إرادة السودانيين، وتصلح أساساً لحكم البلاد. مشيرا إلى أنها عبرت عن كافة الآراء والتطلعات، بما فيها تطلعات وآراء المعارضين.
وحرص الصادق المهدي على إرسال رسالة للمتحاورين، تليت خلال الجلسة الإجرائية، وأكد خلالها على الثوابت المتصلة بإجراء حوار شامل، والتي اتّفق حولها مع قوى "نداء السودان" (تحالف يضم المعارضة المسلحة والسلمية)، قاطعاً بأن وقف العدائيات، وفتح المسارات الإنسانية بمناطق الحرب في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وبناء الثقة بين الحكومة والمعارضين؛ كلّها خطوات من شأنها أن تقود إلى سلام شامل. وأشار المهدي إلى اهتمامه بمخرجات الحوار، وأن تصب في ذاك الاتجاه.