السودان: شح جديد بالخبز والوقود وأزمة السيولة لا تنتهي

11 يونيو 2019
أزمات مستمرة في الوقود (فرانس برس)
+ الخط -

 

تجددت أزمات الخبز والوقود والسيولة المالية في السودان، لتعود الصفوف الطويلة أمام المخابز ومحطات البنزين والصرافات الآلية في مشهد متكرر منذ أكثر من عام ونصف، وأدى إلى تأجيج التظاهرات التي عجلت بإطاحة المجلس العسكري للرئيس عمر البشير في إبريل/ نيسان الماضي.

ورصدت "العربي الجديد" امتداد صفوف المواطنين امام الصرافات الآلية في العديد من مناطق مدينة الخرطوم، وسط استياء من عدم توفر السيولة.

وقال المواطن الزين محمد نور، إنه أمضى وقتا طويلا، أمس الإثنين، في التنقل من ماكينة صراف آلي إلى أخرى بحثا عن النقود دون جدوى، بسبب الاصطفاف الطويل للمواطنين وسرعة نفاد السيولة الموجودة.

وأضاف نور أن المبلغ المسموح بسحبه لا يتجاوز ألفي جنيه من الصرافات و500 جنيه من نوافذ المصارف، وهي لا تغطي الاحتياجات الأسرية.

وتعهّد المجلس العسكري، الذي تولى الحكم بعد إطاحة البشير واعتقاله، بالعمل على حل أزمة السيولة النقدية وتوفير السلع الأساسية، لا سيما الوقود والخبز.

لكن موظفاً في أحد البنوك الرئيسة بالخرطوم قال لـ"العربي الجديد"، إن البنك المركزي لا يوفر سيولة كافية لتغذية الصرافات الآلية وهناك بعض البنوك تغذي صرافاتها من مواردها الذاتية كبنك الخرطوم.

ويعاني السودان من أزمة في السيولة بالمصارف والصرافات الآلية منذ فبراير/ شباط 2018، عقب الارتفاع المتصاعد في سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الجنيه.

وتسبب تنفيذ بنك السودان المركزي لسياسة امتصاص السيولة من الأسواق لإيقاف المضاربات في أسعار الذهب والعملات الأجنبية في هروب المدخرات من البنوك.

ورغم خروج الاحتجاجات الساخطة ضد تردي الظروف المعيشية منذ التاسع عشر من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إلا أن الواقع المعيشي الصعب لا يزال يلازم المواطنين، لتطل أزمات الخبز والوقود من حين إلى آخر.

ورصدت "العربي الجديد" عودة الطوابير أمام المخابز بالخرطوم بعد انتهاء عطلة عيد الفطر، بحثا عن الخبز. وقالت المواطنة غادة عبد النبي إن هناك شحاً في الخبز، بينما هناك صعوبة أيضا في توفير بدائل لارتفاع كلفتها، خاصة على أصحاب الدخول المحدودة.

لكن رئيس اتحاد المخابز يحيى موسى قال في تصريح خاص، إن أزمة الخبز ترجع إلى "وجود مشكلة في العمالة بالمخابز، لوجود معظمهم خارج العاصمة لقضاء عطلة العيد مع ذويهم، فضلا عن إعاقة المتاريس التي وضعها الثوار أمام المداخل الرئيسية والفرعية بالطرق بالمدن والأحياء دخول عربات نقل الطحين والغاز من المطاحن للمخابز".

ولم تختلف أزمة الوقود عن سابقاتها، حيث تشهد ندرة في الجازولين والبنزين، وفق ما أكده أصحاب محطات وقود وأصحاب مركبات. لكن فيصل عبود، مدير إدارة الإمداد والتوزيع في وزارة النفط والغاز، قال لوكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا" إن "موقف الإمداد من كافة المشتقات مطمئن والكميات الموجودة كافية لتسيير معينات الحياة واحتياجات المواطنين والموسم الزراعي".

وأشار عبود إلى توفر الجازولين بجانب وصول سفن تحمل 40 ألف طن قبل يومين، حيث تكفي هذه الكمية حاجة البلاد لمدة أسبوع بواقع استهلاك يومي يبلغ 9 آلاف و400 طن.