أعلنت السلطات السودانية وسفارتا بريطانيا وإيطاليا، اليوم الأربعاء، القبض على رئيس أكبر عصابة تعمل بالاتجار في البشر عبر تنسيق شرطي عاليّ المستوى بين الأطراف الثلاثة.
ونشط السودان مع دول الاتحاد الأوروبي في الفترة الأخيرة لمكافحة عملية الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية إلى دول أوروبا، والتي أصبحت تمثل هاجساً للأخيرة، لاسيما وأن الخرطوم تعدّ معبراً لتلك العمليات.
وقالت وزارة الداخلية السودانية والسفارة البريطانية والإيطالية، في بيان مشترك، اليوم، وصل "العربي الجديد"، إنّ "جهود السلطات المختصة بدول السودان وإيطاليا وبريطانيا نجحت في القبض على المتهم، ميريد يهديقو مدهاني، (35 عاماً) إريتري الجنسية، ويرأس أكبر عصابة تعمل في مجال الاتجار بالمهاجرين". وأشارت إلى تسليم المتهم لإيطاليا، أمس، بعدما قبض عليه في الخرطوم في 24 مايو/ أيار الماضي.
وبحسب المصدر نفسه، فإن العملية تمت بفضل تعاون دولي بين الشرطة ووزارة العدل السودانية ووكالة المملكة المتحدة الوطنية للجريمة ونيابة باليرمو. وأشار إلى دعم أساسي من سفارة إيطاليا وبريطانيا في الخرطوم مع السلطات السودانية.
وذكر البيان أن عصابة "مدهاني" هي المسؤولة عن وفاة 356 شخصاً في السفينة التي غرقت بالقرب من جزيرة لامبيدوسا سنة 2013.
وأكد أن السلطات الإيطالية في باليرمو، قامت بعمليتي "جلاكو" و"جلاكو 2"، وجمعت أدلة قوية للدور المحوري لمدهاني في عملية الاتجار بالمهاجرين. وأشار البيان إلى أن الرجل عمل منذ 2013، في نقل مئات الأشخاص عبر البحر المتوسط.
وأوضح أن مدهاني يواجه تهم التخطيط لصالح إحدى أكبر العصابات الإجرامية التي تعمل في تهريب البشر عبر الصحراء الكبرى والبحر المتوسط في منطقة وسط أفريقيا وليبيا، وأثبتت التحقيقات الإيطالية تورطه في ترتيب الرحلات، كما أظهرت الأدلة التنسيق بينه وبين عدد من التجار الآخرين المسؤولين عن الطرق البرية في أفريقيا، فضلاً عن شركائه في أوروبا.
وقال البيان، إنّ هؤلاء التجار معظمهم من هولندا والدول الاسكندنافية. وأشار إلى أن "من فرد إلى 10 يفقدون أرواحهم يومياً خلال رحلة الذهاب إلى أوروبا عبر التهريب".