اتهم جنرال سوداني، اليوم الثلاثاء، أوروبيين بإدارة منظمات تنشط في الاتجار بالبشر على حدود بلاده الشرقية مع إثيوبيا وإريتريا وحدوده الشمالية الغربية مع ليبيا.
وقال الفريق، السر حسين، رئيس أركان القوات البرية بالجيش السوداني، خلال مؤتمر صحافي بوزارة الدفاع بالخرطوم: "هناك منظمات يديرها أوروبيون (لم يحدد جنسياتهم) تعمل في الاتجار بالبشر على الحدود الشرقية مع إثيوبيا وإريتريا والشمالية الغربية مع ليبيا".
وأضاف: "هذه المنظمات تتولى تهريب هولاء المهاجرين من بلدانهم وحتى وصولهم أوروبا مرورا بالسودان وليبيا"، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية السودانية "وضعت خطة متكاملة لمراقبة الحدود من الشرق إلى الغرب"، دون إعلان تفاصيل الخطة.
وأوضح حسين أن "أغلب المهاجرين غير الشرعيين من دول القرن الأفريقي ما يصعّب ملاحقتهم؛ لأن سحنات (أشكال) السودانيين تشبه الصوماليين والإريتريين والإثيوبيين".
بدوره، قال محمد حمدان دلقو، قائد "قوات الدعم السريع"، خلال المؤتمر ذاته، إن "عدد الذين تم إنقاذهم من عصابات الاتجار بالبشر خلال العام الحالي بلغ 816 شخصا".
و"قوات الدعم السريع" هي وحدة قتالية تتبع جهاز المخابرات السوداني تم تشكيلها قبل 3 سنوات لمعاونة الجيش في حربه ضد الحركات المسلحة التي تحارب الحكومة في ثلاث جبهات، قبل أن توسع مهامها في الأشهر القليلة الماضية لتشمل مكافحة الهجرة غير الشرعية.
وفي رد مبطن على اتهامات منظمات غربية حقوقية لـ"قوات الدعم السريع" بارتكاب تجاوزات بحق المدنيين في مناطق النزاعات، قال دلقو: "نحن لسنا متضررين من تهريب البشر، لأن بلدنا ممر فقط لهولاء المهاجرين الذين يقصدون أوروبا".
وتابع: "نحن نعمل نيابة عن أوروبا، وعليهم فهم ذلك ومعرفة من عدوهم ومن صديقهم. هذا ليس تهديدا، وسواء قدّر الأوروبيون ما نفعله لأجلهم أو لا سنواصل عملنا".
وتنتشر "قوات الدعم السريع" بالأساس على حدود السودان مع ليبيا التي يعبرها أغلب المهاجرين في طريقهم إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.
وقال أبوبكر كجو، وهو تشادي الجنسية، إن قوات الأمن ألقت القبض عليه قبل أشهر في نقطة حدودية بين السودان وتشاد "عندما كان ينقل عشرات المهاجرين عبر شاحنة إلى ليبيا".
وأضاف كجو أنه ينقل هولاء المهاجرين مقابل 4 آلاف دينار ليبي، إذ يوصلهم فقط إلى نقطة عند الحدود الليبية ولا يعرف الطريق الذي يسلكونه بعد ذلك إلى البحر المتوسط أو الطريقة التي يصلون بها إلى النقطة التي يتحرك منها على حدود السودان مع تشاد.
بدوره، قال الفريق "عوض النيل ضحية"، مسؤول ملف الهجرة غير الشرعية بوزارة الداخلية السودانية، خلال حديثه في المؤتمر الصحافي، إنه على "خلاف طريق ليبيا، يسلك آخرون الطريق الشمالي الشرقي وصولا لصحراء سيناء المصرية للتسلل إلى إسرائيل أو مواصلة الرحلة إلى أوروبا".
واستضافت الخرطوم في أكتوبر/تشرين الأول 2014، اجتماعا كان الأول من نوعه ضم دولا أفريقية وأوروبية للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية القادمة من منطقة القرن الأفريقي، غير أنه لا توجد أرقام رسمية سودانية حول عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون البلاد.
ولتحجيم الاتجار بالبشر، صادق البرلمان السوداني مطلع 2014 على قانون لمكافحة الظاهرة تراوحت عقوباته ما بين الإعدام والسجن من 5 إلى 20 عاماً.