استدعت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الثلاثاء، القائم بأعمال سفارة ليبيا بالخرطوم، علي مفتاح المحروق، بشأن احتجاز سودانيين داخل الأراضي الليبية وتعرض بعضهم لمعاملة وحشية.
وأبلغ السفير أحمد محجوب شاور، مدير الإدارة القنصلية بالوزارة، الدبلوماسي الليبي برفض السودان للأساليب غير الإنسانية والمنافية للأخلاق في معاملة مجموعة من المواطنين السودانيين. وذكر شاور بأن السفارة السودانية بطرابلس تواصلت منذ الوهلة الأولى مع أرفع القيادات بحكومة الوفاق الوطني والأجهزة المختصة، وما تزال تتابع معهم بصفة متواصلة الموضوع.
وطبقاً لبيان صادر من المتحدث باسم الخارجية السودانية، قريب الله الخضر، فإن القائم بالأعمال الليبي، أعرب عن أسفه واعتذاره البالغ باسم بلاده لهذا الحادث الذي وصفه بـ"المخجل ولا يشبه قيم وأخلاقيات الشعب الليبي"، متّهما عصابات من جماعات منفلتة تتصرف في مناطق تقع عملياً خارج سيطرة الحكومة، بالتورط في الحادثة، ووعد بنقل رسالة الحكومة السودانية لحكومة بلاده.
وقال البيان إن "وزارة الخارجية تتابع باستمرار مع سفارتها بطرابلس والأجهزة الليبية المختصة التي تمكنت من تحديد مكان الاحتجاز، ويجري العمل عبر سلسلة من الإجراءات والاتصالات لتحرير المواطنين السودانيين بأسرع ما يمكن وبطريقة آمنة لضمان سلامتهم".
وأثارت مقاطع فيديو انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبيّنت تعرّض مهاجرين سودانيين للخطف والتعذيب في لييبا بهدف طلب فدية مالية من أسرتيهما، ضمن مجموعة من المهاجرين الأفارقة لم تحدد جنسياتهم، عاصفة من الاستياء الشعبي والدبلوماسي في السودان وليبيا.
وأظهرت الفيديوهات التي أرسلتها مليشيات ليبية لذوي ضحيتين من المهاجرين، وهما السودانيان الصادق أبكر أحمد، وطه سليمان حسين، وكلاهما من إقليم دارفور، جرّدتهما المليشيات الخاطفة من ملابسهما تماماً، ثم عرّضتهما لأبشع أنواع التعذيب، من خلال حرقهما بالرصاص الحار، وجلدهما بالسياط، قبل أن يُجبرا على تسجيل مقاطع فيديو أخرى، يطالبان فيها أُسرتيهما بإرسال فدية للمليشيات بنحو 8 آلاف دولار (250 مليون جنيه سوداني)، مقابل إطلاق سراحهما.
وتقول مصادر من أسرة الضحيتين، إن الشابين سافرا من منطقة كتم بولاية شمال دارفور قبل ستة أشهر، وتوجّها إلى ليبيا بغرض العبور إلى أوروبا، مشيرة إلى أن عملية الاختطاف وقعت يوم الأربعاء الماضي، وأن الخاطفين يتواصلون مع أسرتي الشابين يومياً، ويمارسون الابتزاز والضغط النفسي على الأسرتين.
وسبق للصحافية السودانية نعمة الباقر أن كشفت، خلال تحقيق استقصائي لمصلحة "سي إن إن" الأميركية، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قضية بيع أفارقة مهاجرين غير نظاميين، في أسواق ليبية، كرقيق.