أكد السودان، اليوم السبت، أنّ طريقة التفاوض الحالية حول سد النهضة "غير مجدية، ولن تقود إلى أي نتائج"، محمّلاً أطراف التفاوض (مصر وإثيوبيا) مسؤولية التراجع عن مواقف إيجابية متقدمة اتخذوها، في يوليو/ تموز الماضي.
وقال وزير الري والموارد المائية السوداني، ياسر عباس، في مؤتمر صحافي بالخرطوم، إنّ "مستوى الوزراء أصبح غير ذي جدوى لحل الخلافات في سبيل الوصول إلى اتفاق، ولذلك لا بد من ترفيع المناقشات إلى مستوى رؤساء الدول".
وأضاف أنّ السودان "اقترح على كل من مصر وإثيوبيا إعطاء دور أكبر للخبراء والمراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي المشاركين في المفاوضات، دور يمكنهم من وضع مقترحات عملية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف ليصبحوا وسطاء تحت مظلة الاتحاد الأفريقي".
وفشلت مجدداً جولة المفاوضات التي انتهت، أمس الجمعة، في التوصل إلى مسودة اتفاق واحد، بهدف تقديمها إلى الاتحاد الأفريقي الذي يرعى المفاوضات الحالية.
كذلك اقترح السودان، بحسب الوزير، تركيز النقاش فقط على القضايا الفنية والقانونية المختلف حولها، والتي لا تتجاوز 10% من مجمل الاتفاق.
وذكّر عباس بأنّ "جولات السابقة حققت تقدماً وتوافقاً بنحو 90%، لكن الأطراف بدأت في التراجع عن ذلك التوافق"، لافتاً إلى أنّ "التفاوض بدأ يناقش الاتفاق المقترح بأكمله"، مشدداً على أنه" لا بد من الالتزام بإعلان المبادئ الموقّع في مارس/ آذار 2015".
ونفى الوزير رغبة بلاده في الانسحاب من جولة التفاوض، وأكد حرصها عليه، كأساس للتوصل إلى اتفاق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة ومشاريع المياه المستقبلية، لكنه شدّد على ضرورة تعديل طريقة التفاوض الحالية لتكون أكثر جدوى.
كذلك نفى أن تكون الفيضانات التي تأثرت بها أجزاء واسعة من ولايات السودان قد جاءت نتيجة تأثيرات سد النهضة الإثيوبي.
وحث عباس كلاً من مصر وإثيوبيا على القبول بالمقترح السوداني بإعطاء دور أكبر للمراقبين والخبراء، بعد التحفظ على المقترح طوال الجولات الماضية.
وطالبت مصر والسودان إثيوبيا بعدم البدء في ملء السد، حتى تتوصل الدولتان إلى اتفاق ملزم قانوناً يتناول كيفية إدارة تدفق المياه أثناء فترات الجفاف أو مواسم الأمطار الجافة، وأنشأتا آلية لحل الخلافات المتعلقة بالسد.
لكن في يوليو/ تموز الماضي، بعد موسم أمطار غير معتاد، أعلنت إثيوبيا أنها أنهت المرحلة الأولى لملء سد النهضة الذي تبلغ مساحته 74 مليار متر مكعب، مما أثار رد فعل عنيفاً من القاهرة والخرطوم.