ستدخلنا "ذهنية التحريم" في جدل قد لا ينتهي، وإن انتهى أو لم ينته، فقلّما سيشغل بال صناع القرار الذين يبحثون عن تطوير بلادهم وزيادة مواردها وعائداتها، لذا تعالوا نبتعد عن سوْق أمثلة مضادة كالذي اعتمدته تايلاند قبل أن تعزف عن "سياحة الجسد" وتتجه إلى السياحة الحلال، وعن عناء الإجابة عن السؤال البديهي الذي قد يتوثّب على شفاه كل من يسمع مصطلح "السياحة الحلال": وهل هناك سياحة حرام؟
من الذكاء وحسن الترويج أن تقدم للزبون ما يحتاج، لا أن تفرض عليه بضاعتك الإلزامية، وتمنّ عليه بالديمقراطية لأنك تركت له حسن الاختيار بين المتاح الوحيد، لأنه- وبمنتهى البساطة- سيغادر إلى حيث يجد ضالته ومن يُقدم له السلعة التي تناسبه، لطالما يدفع ثمنها.
غزا مفهوم السياحة الحلال أسواق الترويج، خلال السنوات الأخيرة، بقوة، بعد زيادة السياح العرب والخليجيين، ليطاول استخدامه والإعداد لمستلزماته الدول الأوروبية، وتحتل ربما هولندا صدارة مواقعه، بعد أن تفردت به ماليزيا وبعض دول الخليج العربي... ولاحقاً تركيا.
باختصار، يمكن تلخيص السياحة الحلال في أنها النشاطات والإقامة التي تعتمد تعاليم الشريعة الإسلامية، إذ لا اختلاط في المواقع السياحية بين الرجال والنساء، ولا تقديم للمشروبات الروحية أو الأغذية المحرمة، فضلاً عن خلو المواقع السياحية من رقص الديسكو وصالات القمار، ووجود مساجد ضمن المرافق السياحية ومراعاة أوقات الصلاة.
وقد لا تبدو الشروط صعبة، إن علمنا أن 51% من السياح المسلمين يرغبون في خدمات السياحة الحلال، وأن عائدات هذا القطاع تتنامى بشكل كبير، بعد أن وصل عدد السياح، العام الماضي، إلى مليار و200 مليون سائح، منهم 110 ملايين سائح مسلم، أنفقوا 150 مليار دولار. وكانت صدارة الجذب وقتذاك لماليزيا. ويتوقع معهد دراسات المواصفات الأميركي نمو هذا القطاع حتى عام 2020 بنسبة 4.7% سنوياً.
ربما من الأسئلة التي باتت تُطرح كثيراً في أروقة صناعة قرارات السياحة في تركيا: أين نحن طالما نمتلك اليوم 160 منتجعاً للسياحة الحلال من أصل 350 منتجعاً في العالم؟ ما جعل الاهتمام يتعاظم بضرورة تنمية هذا القطاع الذي لم تهمله في الماضي أصلاً، وإن اقتصرت سياحته الإسلامية على مليونين و400 ألف سائح عربي وبعض السياح الإسلاميين من دول آسيا، إذ بدأت خلال السنوات الأخيرة بتكثيف مفاهيم السياحة الحلال والفنادق الحلال، للإشارة إلى المرافق السياحية، وفق الشريعة الإسلامية.
وترتفع في تركيا، بشكل ملحوظ، أعداد الفنادق التي تخاطب الفئة المتدينة، ويبلغ عدد الأسرّة في هذه الفنادق ثلاثين ألف سرير، من أصل مليون سرير هي الطاقة الاستيعابية الكاملة للفنادق التركية. والملفت أن إشغال فنادق الحلال لا تقل عن 90%، في حين تنخفض إشغالات الفنادق الأخرى إلى أقل من 60%.
وكانت منطقة شرق البحر الأسود ساهمت في دفع تركيا إلى اللجوء للسياحة الحلال، لتجذب السياح العرب وتعوّض الفاقد بعد العقوبات الروسية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، التي حرمت تركيا من نحو 4 ملايين سائح روسي ينفقون نحو 6 مليارات دولار. وعملت حكومة أنقرة على المرافق والترويج لتكون منطقة شرق البحر الأسود رائدة في مجال السياحة الحلال في العالم.
وجاءت استضافة تركيا أعمال الدورة الثانية لمؤتمر "السياحة الحلال"، قبل أشهر، في ولاية قونيا وسط البلاد، بالتعاون بين المنظمة العربية للسياحة ووزارة السياحة التركية، لتذكر بأني هنا، ولتتابع التثقيف في مجال السياحة الحلال، وإعلام من يهمهم الأمر، من وكلاء وشركات السياحة والجهات المؤثرة، أني أريد حصتي من 110 ملايين سائح مسلم أنفقوا 150 مليار دولار العام الماضي، قبل أن أتبوأ الصدارة بواقع التوقعات المغرية التي تشير إلى وصول عدد قاصدي السياحة الحلال نحو 150 مليون سائح عام 2020، ويتعدى إنفاقهم 238 مليار دولار.
هذا القطاع مغرٍ ويتنامى باستمرار. ولأن المستهلك الإسلامي، وفق التصنيف العالمي، هو مستهلك نموذجي باعتباره الأصغر سناً الآن ويتمتع بقدر عال من التعليم ويمتلك الدخل الأكبر، وهذا ما جعله قادرا على السفر وزاد من رغبته في حب السفر والترحال، ما يجعله الأكثر أهمية بالنسبة للأسواق في جميع القطاعات.
ضربت رياح الاهتمام بالسياحة الحلال أصقاع أوروبا، بعد أن اقتصرت- لعقود- على تركيا وماليزيا وبعض الدول الخليجية، فبادرت مقاطعة الأندلس، جنوب إسبانيا، باستضافة أولى فعاليات المؤتمر العالمي للسياحة الحلال عام 2014، ما كان، وفق مراقبين، إشارة قوية على أن العالم الغربي يتجه إلي استقطاب هذه النوعية من السياحة، من خلال توفير كافة الأجواء التي يفضلها المسلمون من مختلف الدول، سواء أماكن الإقامة أو الشواطئ التي تلتزم بعادات وتقاليد المسلمين، خصوصاً أن دول أوروبا لم تكن بين العشرة الأوائل التي يقصدها السياح المسلمون، بحسب آخر تصنيف لموقع المسافرين المسلمين "كريسنت ريتنغ"، والذي تصدّرته ماليزيا، تلتها الإمارات في المرتبة الثانية، وتركيا في المرتبة الثالثة، وإندونيسيا في المرتبة الرابعة، والسعودية في المرتبة الخامسة، والمغرب في المرتبة السادسة، والأردن في المرتبة السابعة، بينما احتلت قطر وتونس ومصر، المراتب الثامنة والتاسعة والعاشرة على التوالي.
اقــرأ أيضاً
من الذكاء وحسن الترويج أن تقدم للزبون ما يحتاج، لا أن تفرض عليه بضاعتك الإلزامية، وتمنّ عليه بالديمقراطية لأنك تركت له حسن الاختيار بين المتاح الوحيد، لأنه- وبمنتهى البساطة- سيغادر إلى حيث يجد ضالته ومن يُقدم له السلعة التي تناسبه، لطالما يدفع ثمنها.
غزا مفهوم السياحة الحلال أسواق الترويج، خلال السنوات الأخيرة، بقوة، بعد زيادة السياح العرب والخليجيين، ليطاول استخدامه والإعداد لمستلزماته الدول الأوروبية، وتحتل ربما هولندا صدارة مواقعه، بعد أن تفردت به ماليزيا وبعض دول الخليج العربي... ولاحقاً تركيا.
باختصار، يمكن تلخيص السياحة الحلال في أنها النشاطات والإقامة التي تعتمد تعاليم الشريعة الإسلامية، إذ لا اختلاط في المواقع السياحية بين الرجال والنساء، ولا تقديم للمشروبات الروحية أو الأغذية المحرمة، فضلاً عن خلو المواقع السياحية من رقص الديسكو وصالات القمار، ووجود مساجد ضمن المرافق السياحية ومراعاة أوقات الصلاة.
وقد لا تبدو الشروط صعبة، إن علمنا أن 51% من السياح المسلمين يرغبون في خدمات السياحة الحلال، وأن عائدات هذا القطاع تتنامى بشكل كبير، بعد أن وصل عدد السياح، العام الماضي، إلى مليار و200 مليون سائح، منهم 110 ملايين سائح مسلم، أنفقوا 150 مليار دولار. وكانت صدارة الجذب وقتذاك لماليزيا. ويتوقع معهد دراسات المواصفات الأميركي نمو هذا القطاع حتى عام 2020 بنسبة 4.7% سنوياً.
ربما من الأسئلة التي باتت تُطرح كثيراً في أروقة صناعة قرارات السياحة في تركيا: أين نحن طالما نمتلك اليوم 160 منتجعاً للسياحة الحلال من أصل 350 منتجعاً في العالم؟ ما جعل الاهتمام يتعاظم بضرورة تنمية هذا القطاع الذي لم تهمله في الماضي أصلاً، وإن اقتصرت سياحته الإسلامية على مليونين و400 ألف سائح عربي وبعض السياح الإسلاميين من دول آسيا، إذ بدأت خلال السنوات الأخيرة بتكثيف مفاهيم السياحة الحلال والفنادق الحلال، للإشارة إلى المرافق السياحية، وفق الشريعة الإسلامية.
وترتفع في تركيا، بشكل ملحوظ، أعداد الفنادق التي تخاطب الفئة المتدينة، ويبلغ عدد الأسرّة في هذه الفنادق ثلاثين ألف سرير، من أصل مليون سرير هي الطاقة الاستيعابية الكاملة للفنادق التركية. والملفت أن إشغال فنادق الحلال لا تقل عن 90%، في حين تنخفض إشغالات الفنادق الأخرى إلى أقل من 60%.
وكانت منطقة شرق البحر الأسود ساهمت في دفع تركيا إلى اللجوء للسياحة الحلال، لتجذب السياح العرب وتعوّض الفاقد بعد العقوبات الروسية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، التي حرمت تركيا من نحو 4 ملايين سائح روسي ينفقون نحو 6 مليارات دولار. وعملت حكومة أنقرة على المرافق والترويج لتكون منطقة شرق البحر الأسود رائدة في مجال السياحة الحلال في العالم.
وجاءت استضافة تركيا أعمال الدورة الثانية لمؤتمر "السياحة الحلال"، قبل أشهر، في ولاية قونيا وسط البلاد، بالتعاون بين المنظمة العربية للسياحة ووزارة السياحة التركية، لتذكر بأني هنا، ولتتابع التثقيف في مجال السياحة الحلال، وإعلام من يهمهم الأمر، من وكلاء وشركات السياحة والجهات المؤثرة، أني أريد حصتي من 110 ملايين سائح مسلم أنفقوا 150 مليار دولار العام الماضي، قبل أن أتبوأ الصدارة بواقع التوقعات المغرية التي تشير إلى وصول عدد قاصدي السياحة الحلال نحو 150 مليون سائح عام 2020، ويتعدى إنفاقهم 238 مليار دولار.
هذا القطاع مغرٍ ويتنامى باستمرار. ولأن المستهلك الإسلامي، وفق التصنيف العالمي، هو مستهلك نموذجي باعتباره الأصغر سناً الآن ويتمتع بقدر عال من التعليم ويمتلك الدخل الأكبر، وهذا ما جعله قادرا على السفر وزاد من رغبته في حب السفر والترحال، ما يجعله الأكثر أهمية بالنسبة للأسواق في جميع القطاعات.
ضربت رياح الاهتمام بالسياحة الحلال أصقاع أوروبا، بعد أن اقتصرت- لعقود- على تركيا وماليزيا وبعض الدول الخليجية، فبادرت مقاطعة الأندلس، جنوب إسبانيا، باستضافة أولى فعاليات المؤتمر العالمي للسياحة الحلال عام 2014، ما كان، وفق مراقبين، إشارة قوية على أن العالم الغربي يتجه إلي استقطاب هذه النوعية من السياحة، من خلال توفير كافة الأجواء التي يفضلها المسلمون من مختلف الدول، سواء أماكن الإقامة أو الشواطئ التي تلتزم بعادات وتقاليد المسلمين، خصوصاً أن دول أوروبا لم تكن بين العشرة الأوائل التي يقصدها السياح المسلمون، بحسب آخر تصنيف لموقع المسافرين المسلمين "كريسنت ريتنغ"، والذي تصدّرته ماليزيا، تلتها الإمارات في المرتبة الثانية، وتركيا في المرتبة الثالثة، وإندونيسيا في المرتبة الرابعة، والسعودية في المرتبة الخامسة، والمغرب في المرتبة السادسة، والأردن في المرتبة السابعة، بينما احتلت قطر وتونس ومصر، المراتب الثامنة والتاسعة والعاشرة على التوالي.