دعا المرجع الديني العراقي، علي السيستاني، إلى اطلاق سراح العمال الأتراك المختطفين في العراق، مطالبا في بيان الحكومة العراقية والقوى السياسية بمساندة القوات الأمنية لوضع حد لجميع الممارسات الخارجة عن القانون.
وأضاف البيان "نشر في وسائل الإعلام أن جماعة مسلحة تدعي اتباع الإمام الحسين والانتماء لنهجه قامت باختطاف عدد من العمال الأجانب، احتجزتهم كرهائن لتنفيذ مطالب سياسية معينة"، مبينا أن هؤلاء الأبرياء لا دور لهم في أحداث المنطقة ومآسيها، ويعتبر عملا غير أخلاقي ومخالفاً للضوابط الشرعية والقانونية.
ودعا السيستاني لإطلاق المختطفين والكف عن هذه الممارسات التي تسيء إلى صورة الدين الإسلامي الحنيف، وتؤدي لإسقاط هيبة الدولة وتضعف الحكومة المنتخبة، مشددا على ضرورة الحد من جميع الممارسات التي تخل بأمن واستقرار البلاد.
وجاء بيان السيستاني بعد ساعات على إعلان مليشيا "فرق الموت" المرجح أنها تابعة لـ"حزب الله" العراقي، أمس الجمعة، مسؤوليّتها عن خطف العمال الأتراك الـ 18، الأسبوع الماضي، مشترطة على الحكومة التركية، "وقف تدفق المسلحين، وتصدير النفط من كردستان، ورفع الحصار عن مناطق في سورية"، مقابل إطلاق سراحهم. وبثّت المليشيا شريطا مصوّراً عرضت فيه العمال الـ 18 وهم مرتبون على ثلاثة صفوف، وعرّفوا عن أنفسهم باللغة التركيّة، وخلفهم عدد من المسلّحين الملثمين ولوحة كتبت عليها عبارتا (لبيك يا حسين) و(فرق الموت). وأعلنت عدّة مطالب وجهتها إلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وهي "إيقاف تدفق المسلحين من تركيا إلى العراق، وإيقاف تصدير النفط المسروق من كردستان عبر الأراضي التركيّة". كما طالبت بـ"رفع الحصار عن الفوعة وكفريا ونبل والزهراء في سورية، والسماح بوصول الاحتياجات لهذه المناطق كخطوة أولى في هذا الملف".
واعتبر الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، مصطفى المرسومي، موقف السيستاني بمثابة إعلان حرب عى المليشيات المسلحة التي تعمل في العراق بشكل علني منذ قرابة العامين، مؤكدا خلال حديثه لـ "العربي الجديد" أن أية خطوة من رئيس الوزراء حيدر العبادي في هذا الملف ستكون تحت غطاء دعم المرجعية الدينية.
واشار المرسومي إلى أن المرجعية الدينية في النجف قليلا ما تصدر بيانات وخطابات شديدة اللهجة، موضحا أن بيان اليوم يمثل ضوءا أخضر للعبادي للشروع بعمليات واسعة لتصفيتها.
وفي سياق متصل، حذر "اتحاد القوى العراقية" من تنامي ظاهرة الهجرة خارج البلاد، مطالبا القوى والتيارات السياسية بوضع حد لهذه الظاهرة لأن التاريخ لن يرحمها.
وقال عضو المكتب السياسي للاتحاد، حيدر الملا، إن العراق يشهد أكبر هجرة في تاريخه نحو الغرب، موضحا في بيان أن العدد الكبير للمهاجرين العراقيين يمثل استفتاء شعبيا على رفض الأحزاب الإسلامية وشخوصها.
وأضاف "بعد عودة قيادات أحزاب السلطة من المهجر بعد سنوات من اللجوء والمعاناة، انتظر أبناء الشعب العراقي من هؤلاء تقديم نموذج للحكم يجعل من العراق دولة رفاهية ينعم فيها المواطن بثروات بلاده"، مبينا أن هذه الآمال سرعان ما تبددت بسبب السياسات الخاطئة التي أدت إلى أكبر عمليات هجرة للشباب والأسر العراقية بمختلف إنتماءاتها.
واوضح الملا ان الهجرة لم تكن إلى البلاد الإسلامية، بل باتجاه الغرب الذي أعلن منذ عقود فصل الدين عن الدولة وتبني منهج الدولة المدنية، مذكرا القوى السياسية وتحديدا التحالف الوطني بأن التاريخ لن يرحم المتسببين بدفع العراقيين لاختيار طريق الهجرة والموت.
اقرأ أيضاً العراق: البصرة تلوّح بالانفصال وتضع شروطها