حلقات من السخرية يدشّنها باستمرار روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، ضدّ عبد الفتاح السيسي، في مناسبات متعدّدة، شملت قراراته السياسية وآراءه العامة، في أزمات الدولة المتراكمة والمعقّدة، وذلك منذ توليه السلطة، فضلًا عن تحليلاته ومقولاته، التي تبدو ساذجة وسطحية وتعرّي شخصيته "البليدة" التي تفتقد إلى مهارات التواصل؛ ما أدى إلى استثمارها الفكاهي والساخر الذي لا ينفك أن يكون ردّ الفعل الوحيد والدائم تجاهه.
تواصلت حملات السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، على خلفية وصف الجنرال المصري الشعب المصري بـ "أشقائنا المصريين".
غرّد أحد روّاد مواقع التواصل الاجتماعي هذه العبارة: "السيسي من المجر: أشقائنا المصريين الموجودين في مصر احنا مسؤولين عنهم، كدة أنا تأكدت إنه إسرائيلي". وكتب آخر: "مش أنا قلت لك إننا زرعنا رأفت الهجان في المجتمع السياسي في (إسرائيل) ودي جولة كسبتها مصر، فزرعت (إسرائيل) السيسي في جيش مصر".
وعلى خلفية مقولة السيسي في ما يخصّ الأزمة الاقتصادية وموجات الغلاء التي فاقت الحدود والتي جاء فيها: "أنا مش قادر أديك، مفيش، أنا لو معايا هاديك، أنت مش مطالب أنك تطلب مني، أنا الكلام عندي بيعدي على فلاتر، لا والله ما حكم عسكر"، تجدّدت حملة جديدة ساخرة.
فكتب الناشط وائل عباس عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قائلًا: "ده خاطفنا وطالب فدية ده ولا ايه ؟". وأثارت تصريح عبد الفتاح السيسي حين كان وزيرًا للدفاع سخرية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حين وصف أحمد محمد علي، المتحدّث السابق باسم القوّات المسلّحة بأنه "جاذب جدًا للستات".
وكتبت أمل خيري: "أحلى حاجة في موضوع نوال (تقصد المتحدث العسكري) إني اكتشفت أنني مش من الستات لأني كل ما أشوفه أبقى عايزه أرش بيروسول على الشاشة". من جهته علق ربيع محمد: "السيسي بيقول المتحدّث العسكري عامل جذب للستات، زغرتى يا نوال، وزعي شربات يا انشراح ابن أختك فتكات طلع عنده عنصر الجذب والتأثير عن بعد".
أثارت جملة "مسافة السكّة" التي أطلقها السيسي في تصريحاته في سياق إعلانه عن استعداد الجيش المصري للتدخّل في البلدان العربية للمساعدة، العديد من ردود الأفعال الإقليمية. فكتب أحد روّاد مواقع التواصل الاجتماعي: "في اعتقادي أن السيسي قبل التحاقه بالعسكرية كان يعمل في بيتزا هت وكان يوصّل الطلبات بسرعة مسافة السكّة".
ودوّن محمد محفوظ: "المشير السيسي يدعو إلى خارطة طريق تعبّر عن إرادة الشعب الليبي مسافة السكّة، الربيع السيساوي قادم". أما منسق "حركة شباب 6 أبريل"، عمرو علي، فكتب على تويتر: "هو ليه ما اتكلمش عن عربيات الفول؟ دا أهمّ مشروع قومي ممكن يجيب استثمارات. كدا المؤتمر الاقتصادي ممكن يفشل"، وأضاف: "هي دي مشاريعك القومية؟ إنت فعلًا راجل معدوم التفكير ومعدوم الرؤية، لنا الله".
وسخر الناشط، عبد القادر الشيشيني قائلًا: "عربيات الخضار رجعت تاني. حتسوّق ولا تشتغل تباع؟"، في حين علّق الصحافي محمود أبو بكر، قائلًا: "عربيات خضار. أنا كده اطّمنت على مستقبلي".
وطالب بعضهم ضمّ خطاب السيسي إلى فاصل تلفزيوني بسبب إثارته السخرية على مواقع التواصل، فكتب سامح عبد الخالق: "ليه سيراميكا كليوبترا وحديد عز وسينا كولا مش عاملين إعلانات في فواصل كلمة السيسي؟". وكتب الحقوقي عماد مبروك: "المفروض يقول فاصل ونواصل"، بينما كتبت الصحافية منى أنيس: "هو إيه التقطيع دا كل كام دقيقة. أوّل مرة أشوف حديث رئيس بالتقسيط"، من جهته الناشط أحمد العريني قال: "فاصل؟ فاصل في خطاب رئيس؟ مافيش مداخلات تليفونية؟".
ودشّن عدد من النشطاء هشتاغ تحت مسمى #لا_أخشى_مصير_السادات، ضم عددًا من التعليقات الساخرة، كان منها تعليق الناشط والمدوّن وائل عباس؛ حيث قال: "السيسي: بتوع الكونجرس حذروني من مصير السادات فقلت لهم محدش بيموت قبل أوانه". وسخر الناشط إسلام قائلًا: "لا أخشى مصير السادات، ولكن أخشى منع الرز من الخليج".
كتب ناشط آخر: "السيسي تقمّص شخصية الفنانة إنعام سالوسة في فيلم "الحرب العالمية الثالثة.. أنا هاشتاغ، أنا الروح الكامنة في البيضة المقدسة، أنا أملك بركات، أنا ـملك الحركات، #لا_أخشى_مصير_السادات، فأنا عبد الفتاح، من يملك المفتاح، وصديق الفلاح".
وتهكّم نشطاء مما اعتبروه تطاولًا من السيسي على الدين عندما قال: "اللي يقدر على ربنا يقدر علينا"، فكتبت الصحافية هبة عمار قائلة: "اللي هيقدر على رّبنا يبقى يقدر علينا ماشي يعني مين فيكو اللي جامد؟ إنت اللي جامد ولا هم ولا إيه… بتركب الجمل دي إزاي".
وغردت ريم ماجد: "السيسي يعلو بالأنا إلى درجة تقمص الألوهية، إن شاء الله نهايته هتكون كنهاية فرعون مصر وسيخسف به الله الأرض"، وعلّقت مي محمود على خطاب الجنرال: "السيسي: الإسلام خطر على العالم ولا بد من تجديد الخطاب الديني والاستعانة بعلماء النفس والاجتماع والتدبير المنزلي والشيف شربيني". هنا، كتب الفنان الساخر يوسف حسين: "السيسي لشيخ الأزهر: بحبك يا إمام واللي فاكر غير كده مصيبة"، حد يفهم السيسي إن ده احتفال المولد النبوي… مش الفلانتين".
وفي ما يخص بيع تيران وصنافير للسعودية غرّد أحد مستخدمي تويتر بلسان حال السيسي المتهافت على تفريط الأرض وكأنه يسأل الملك سلمان: "هو المسجد الحرام بتاع مين؟ فأجاب: جميع المسلمين سيادة الرئيس، فابتسم السيسي مطالبًا أن يبيع نصيبه فيه، فردّ الملك عليه ساخرًا: "تموت على الرز يا وجه البرص".
وتساءل أحد المغردين ردًا على إطلاق مشروع "أكشاك الفتوى": "هل يجوز النزول في محطّة مارجرجس؟ وما هي الكفارة؟"، وتهكّم آخرون على وجود أكثر من كشك في عدد من المحطات المختلفة: الخوف من أن تكون لكل محطة فتواها الخاصّة للموضوع نفسه". ورد أحد المعلقين ساخرًا: "بدلًا من أن نقول اختلف العلماء نقول اختلفت الأكشاك"، وغرّدت أخرى: "المصيبة لو كشك فتاوى مارجرجس تعارض مع كشك فتاوى السيدة زينب.. هتقوم فتنة طائفية".
ولم يتوقّف سيل التعليقات التي اعتبرت ذلك الأمر إهانة للدين ومكانة الشيوخ، وضعف قيمته ومساواته بأي سلعة يتم الترويج لها بشكل سطحي ومبتذل، فكتب مغّرد: "خايف أروح إلى الشيخ في كشك الفتاوى فيديني بالباقي لبان، في إشارة لعادة يقوم بها البائعون في الأكشاك التي تبيع منتجات غذائية وسجائر حيث يعطون للمشترين لبانًا بدلًا من المتبقي من أموالهم بسبب عدم توافر فكّة معهم".
ونشرت إحدى الصفحات الساخرة نكتةً: "واحد مهيس شوية راح على كشك الفتوى اللي فى محطة المترو ، وقال للشيخ: "لو سمحت عايز علبة سجاير" ، رد عليه الشيخ وقال له: "سجاير إيه يا إبنى ، إحنا كشك فتوى!!" ، فرد عليه وقال له: "آآآآه ، طيب إدينى واحد فتة شاورمة" ، رد عليه الشيخ: "شاورمة إيه يا إبنى ، بأقولك فتوى ... فتوووووووى" ، فرد عليه: "آآآآه ، طيب إيه حكم الدين فى الحاكم الظالم والمسئوول المفتري ؟" ، رد عليه الشيخ : عايزها كليوباترا وإلا مارلبورو؟".