قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، إن "الدولة ما زالت تدعم المواد البترولية بقيمة 125 مليار جنيه سنوياً حتى بعد رفع الأسعار"، مضيفا أن "كل عربية خاصة أو نقل أو ميكروباص (أجرة) بتمون سولار بتأخد الحاجة بنص ثمنها، والمصريين بيدفعوا النص التاني، ومافيش حد بيعمل كده... وطول ما إحنا مكبلين بالدعم لأي حاجة في مصر، عمر البلد ما هاتقدر تحقق الأهداف المرجوة".
وكانت "العربي الجديد" قد كشفت أن الحكومة المصرية تدرس اقتراحاً برفع أسعار الوقود بنسبة تراوح بين 15% و25%، بحلول العام المقبل 2019، بهدف خفض العجز المتوقع في موازنة الدولة، على ضوء ارتفاع أسعار النفط عالمياً إلى حدود 85 دولاراً للبرميل، بزيادة 18 دولاراً عن السعر الذي حددته وزارة المالية في موازنة العام المالي الجاري 2018/ 2019، بمتوسط 67 دولاراً للبرميل.
وأضاف السيسي، في كلمة له بندوة تثقيفية للجيش تحت عنوان: "أكتوبر... تواصل الأجيال"، أن "الإرادة الإلهية حالت دون سقوط مصر، لا الجيش أو الشرطة"، معتبراً أن الزيادة السكانية تحدٍ كبير أمام الدولة المصرية، و"إذا ظلت الزيادة على هذا الوضع فلن يكون هناك أمل أو تحسن في الواقع، لأن الدولة لن تقوم في ظل هذا التحدي".
وتابع: "لما يكون عندك 22 مليون مواطن بيتعلموا، هل هايتعلموا كويس، أو هايلاقوا شغل، وأنت بتضخ في سوق العمل كل عام مليون فرصة؟"، مدعياً أن "كل ما يقام بالدولة المصرية من إنجازات سيُهدر ويختفي بدون فهم وعي المصريين، وكتلة تخاف على بلدها في الجيش والشرطة وأجهزة الدولة والجامعات، ولدى الرأي العام في مصر... وأي حاجة تتبني ممكن تتهد"، حسب تعبيره.
وأشار السيسي إلى أن "حرب السادس من أكتوبر 1973 كانت معركة عظيمة ورائعة، ولرجالها كل التقدير والتحية والاحترام والشرف على ما قاموا به، فيما لم يكن أحد في الشعب المصري يصدق ذلك... وكان الفرق في القوة هائلاً مع العدو، وهذا لا يعيب جيش مصر... يعني أنا أبقى راكب عربية (سيات) وأنت راكب عربية (مرسيدس)، ولما أسبقك أو أبقى جنبك حتى ماتقوليش برافو!".
وزاد في حديثه: "أنا لا أستحيي أن أقول الحقيقة، وماحدش يأخد عربية (سيات) ويجرى بيها السباق ده، إلا إذا كانوا رجالاً، وهذه هي المعجزة والشرف والنصر والقرار... وكل من دخل الجيش خلال عام 1967 لم يخرج منه إلا بعد انتهاء الحرب، وكانت تلك الفترة من أصعب ما يمكن... واللي دخل الجيش إما استشهد أو أصيب أو استمر... وبقولكم يا مصريين حافظوا على مصر زي ما هما حافظوا عليها".
واعتبر السيسي أن "المعركة لم تنته، وما زالت موجودة بمفردات مختلفة... فمعركة الأمس غير معركة اليوم في أدواتها، لأن العدو والخصم كان واضحاً، وأصبح الآن غير واضح"، متابعاً: "بقى معانا وجوانا، واستطاعوا بالفكر إنشاء عدو جوانا بيعيش بأكلنا، ويتبني بهدمنا... والوعي المنقوص والمزيف هو العدو الحقيقي، والجزء الأكبر من التحدي هو بناء الوعي".
وواصل الرئيس المصري مزاعمه: "إذا كنا مهتمين بحفظ البلد وحمايتها يجب أن ندرك الصورة الكلية للواقع الذي نعيشه، لأننا بنسمع كلام كتير مترتب، لكن لما نيجى نتكلم عن التنفيذ نلاقي المواضيع بعيدة عن هذا الكلام... وياما سمعت كلام مترتب عن واقعنا ومستقبلنا، ودائماً أقول إن أحداث 2011 كانت علاجاً خاطئاً لتشخيص خاطئ"، في إشارة منه إلى ثورة 25 يناير.
وقال السيسي إنه "عاصر هزيمة 1967، ويتذكر كل التفاصيل، وكل ما كتب آنذاك عن تلك الهزيمة التي عاشها في هذا الوقت (كان عمره آنذاك 13 عاماً)"، مستدركاً: "إحنا عايشين الآن معركة لها مرارتها... ونكسة 1967 لم تفقدنا الإرادة، فتم إعادة بناء الجيش في إطار الإمكانات والظروف، والمعادلة الدولية حينها كانت مختلفة عن الوقت الحاضر، وكان الحصول على الأسلحة من معسكرين فقط".
وأضاف السيسي: "القيادة السياسية قبل الحرب كانت تحت ضغط شديد بسبب عدم اكتمال الصورة أمام الشعب، والرئيس الراحل أنور السادات اتخذ قرار الحرب رغم أن المقارنة بين القدرات العسكرية لم تكن في صالح مصر... والشعب كله دفع الثمن، وكانت الناس مضغوطة ومحرومة وتُعاني دون أمل، وكان الشباب يدخل الجيش في هذا التوقيت تحت السلاح، حتى وصل المجندون إلى نحو مليون شاب".
واستكمل في كلمته: "استيعاب الناس للواقع الذي تواجهه الدولة المصرية أمر حتمي لإنجاح القرار، والفكرة مش هاتنجح إلا لو اتأخد معها إجراءات منطقية وموضوعية... وده اللي عمله اللواء باقي زكي يوسف مع الساتر الترابي، وفي الوقت ده جبنا مضخات من ألمانيا تحت ساتر إنها لوزارة الزراعة، وكل الإجراءات كانت تنفذ لإنجاح هذه الفكرة".
وتابع أيضاً أن "الخسائر الضخمة التي تكبدها العدو أحد أهم الأسباب التي دفعت إسرائيل لقبول السلام، ولا يمكن أبداً أن يتنازل أحد عن الأرض غير لما يدوق ثمن الحرب الحقيقية... فالضحايا كانوا بالآلاف، وكانوا غير مستعدين لتكرار الحرب مرة أخرى... وإذا كان الجيش المصري استطاع أن يفعلها مرة، فإنه يستطيع أن يفعلها كل مرة، فالخسائر التي لحقت بإسرائيل في أكتوبر لم تتكرر منذ ذلك الحين".
وختم السيسي قائلاً: "أن هناك فارقاً كبيراً بين الإرهابي هشام عشماوي، والبطل الراحل أحمد المنسي، صحيح ده إنسان، وده إنسان... وده ضابط جيش، وده ضابط جيش، والاثنين كانوا في وحدة واحدة... لكن الفرق بينهما إن حد منهم اتلخبط، وممكن يكون خان، والثاني استمر على العهد والفهم الحقيقي لمقتضيات الحفاظ على الدولة المصرية".
وكرم السيسي خلال الندوة، عدداً من قادة حرب أكتوبر، على رأسهم قائد الفرقة 19 مشاة إبان الحرب الفريق يوسف عفيفي، فضلاً عن صاحب فكرة استخدام طلمبات المياه لإزالة الساتر الترابي في الحرب، اللواء باقي زكي يوسف، وتسلمتها عنه زوجته عواطف نجيب إسكندر، وكذلك كرم المقاتل محمود محمد مبارك، وهو أحد مصابي عمليات مكافحة الإرهاب في شمال سيناء.