حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، من شروع المصريين في تنفيذ أي تغييرات غير مدروسة، بحجة أن الفراغ السياسي قد يفتح أبواب الجحيم على البلاد، معتبراً أن "قوة حشد الشباب، والرأي العام، في تغيير الواقع قد يخرج عن السيطرة، ويؤدي إلى إحداث فراغٍ هائل، يُسهم في تدافع القوى المحلية والأجنبية للتدخل في شؤون الدولة، لتتداعى مؤسساتها واحدة تلو الأخرى، وفي مقدمتها مؤسسات الجيش والأمن".
وقال السيسي، في كلمة له خلال جلسة "الحروب والنزاعات" في منتدى "شباب العالم" المنعقد في مدينة شرم الشيخ، إن "الشعوب الساعية إلى التغيير لا تدرك الفراغ الذي سينتجه، ويملأه الأشرار...مش هاتكلم عن التكلفة المالية، لكن يا ترى الطفل اللي في معسكر اللاجئين هاتطلع شخصيته عاملة إيه؟"، مستطرداً "ماحدش هايقول لكم الكلام ده، واحذروا من الشعارات المعسولة التي ستفضي بكم إلى الضياع...حتى لو كان الحكام غير جيدين!".
وتابع: "التحرك غير المدروس ليس مؤامرة، لكن تغيير واقعنا من خلال هذا التحرك يفتح أبواب الجحيم على بلادنا، لأن مصر كانت من البلدان المرشحة أنها تبقى كده...وبقول من سنتين خلوا بالكم من الانتحار القومي، لأن في شباب من أوروبا ماعندهمش التصور الموجود في المنطقتين العربية والأفريقية"، مستدركاً "هل ده معناه إننا نسكت، ومانغيرش؟، لأ، اشتغلوا واصبروا وتحملوا وقاسوا وعانوا...بس ماتعانوش في الخراب".
وزاد السيسي مخاطباً المصريين: "قاسوا زي ما أنتم عاوزين في الواقع اللي مش عاجبكم، لكن ماتدمروش بلدكم، لأنها لن تعود...البلدان اللي ذهبت لم تعد، وكام مليون شخص ماتوا في أفغانستان والعراق وسورية وليبيا...من يدفع هذا الثمن؟ فتدمير الدول يحدث الآن بشكل مختلف بعد أن تغيرت أدوات الصراع، وأصبحت الحرب المباشرة مكلفة جداً، وتبعاتها خطيرة...وأنا بتكلم عن إنقاذ الأوطان، إذا كنا نحترم الإنسانية بجد، ونقول إننا بشر حقيقيين".
وواصل حديثه: "الشعب المصري استوعب الدرس جيداً، وانتبه له سريعاً، والدليل تحمله ما حدث من إجراءات اقتصادية صعبة...والله ما بجامل المصريين، بدليل إن إجراءات الإصلاح الاقتصادي كانت أقصى ما تم تنفيذه في تاريخ مصر الحديث...ولو المصريين ما كانوش استوعبوا، وبقوا حريصين على بلدهم، كانوا اتحركوا على أقل من كده بكتير جداً علشان يغيروا...لكن لما نرجع لإعادة الإعمار، هاندخل في إشكاليات كثيرة".
وقال السيسي: "لما تيجي تعمل دستور حسب الوضع اللي أنت عليه، هاتشوف إذا كان في تدخل خارجي ولا لأ، أو في مجموعة مصالح ولا لأ...ونقعد نتخانق في موضوع لجنة الدستور شهور طويلة، ويا ترى هايبقى عند الدولة، والقائمين عليها، الاستيعاب لأهمية خروج الدستور بعوار أفضل من عدم وجود دستور للبلاد...أنا بقول لأ، نعمل دستور، ويبقى فيه حوار، أحسن ما يبقاش في دستور، ونقعد نتخانق".
وأضاف الرئيس المصري: "بقول لكل اللي بيسمعني، إحنا في مصر بنستهلك بترول بنحو 3.5 مليار دولار في الشهر، يعني حوالي 42 مليار دولار في السنة...وعلشان نقدر نجيب وقود لبلدك إما نخش في خراب ودمار، أو إن الناس تعيش...وبقول للشباب من المنطقة بتاعتنا وخارجها من فضلكم إحنا محتاجين نتعلم مقومات الدول، والحفاظ عليها، لأن الحفاظ على الدول هو حق من حقوق الإنسان"، على حد قوله.
وادعى السيسي أن مسار الإصلاح في بلاده "مسؤولية وطنية"، خاصة أن تقدير الشعوب والرأي العام في الدول للأزمات في بلدانهم تختلف وتتباين كثيراً قبل وبعد حدوث الأزمات، مشيراً إلى أن "الشعب المصري عاش كل يوم في مرارة ومعاناة من أجل الحفاظ على الدولة، وعلى مصير مئة مليون مصري...والجهد الذي بذلته الدولة خلال الخمس سنوات الماضية لإعادة الاستقرار والسلام للدولة المصرية غير مسبوق".
وتابع"عندما فتحنا الباب للفوضي من دون قصد، نتج عنها كسر حاجز استخدام السلاح من جانب جماعات كانت موجودة، وتعيش معنا في مصر...ولكن بمجرد أن أتيحت لها الفرصة، وفتح الباب أمامها أصبح لديها استعداد للقفز على السلطة حتى لو استخدمت السلاح"، حسب زعمه، مختتماً بالقول إن "هناك فترة مرت على مصر، كان كل ما يهمنا العودة للحالة التي كنا عليها قبل أحداث (ثورة) 25 يناير/كانون الثاني 2011".