وقال المركز في تقرير له إن نسبة المشاركة بين الشباب ستكون ما بين 25 و30 في المائة، من المسجلين في الكشوف الانتخابية، وهي أقل نسبة تصويت في تاريخ الاستحقاق الانتخابي الخاص بمجلس النواب.
وشرح الأسباب التي تدعو الشباب إلى العزوف عن المشاركة في الانتخابات، وأبرزها أن أيا منهم لا يجد نفسه في تلك الانتخابات لعدم وجود عنصر الشباب، وانخفاض المستوى العلمي لعدد كبير من المتقدمين للترشح، سواء الفردي أو القوائم، وفشل الأحزاب في تصدير برامج مقنعة للناخب.
اقرأ أيضاً: مقاطعو الانتخابات المصرية غير موحدين... ومشروع اقتراع موازٍ
وتوقع التقرير زيادة في الإقبال بنسبة بسيطة من قبل الشباب في بعض محافظات الصعيد، بسبب العصبية القبلية التي تلعب دوراً رئيسياً في الانتخابات، خصوصاً في المراكز والقرى، فضلاً عن المال السياسي الذي يساهم، بدوره، في زيادة محدودة في نسب المشاركة في بعض الدوائر التي تتصف بالسخونة.
واستطلعت "العربي الجديد" رأي عدد من الخبراء حول توقعاتهم للعملية الانتخابية المقبلة، وأسباب عزوف الشباب عن التوجه لصناديق الاقتراع، وفي هذا الصدد قال رئيس مركز "يافا" للدراسات الاستراتيجية والسياسية، رفعت سيد أحمد، إن عزوف الشباب عن الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة يعد كارثة، خصوصاً أن مصر معروف عنها أنها شابة، وهناك أكثر من 60 في المائة من سكانها شباب، وعدم مشاركة هؤلاء دليل على وجود شيء خطأ وأزمة عميقة بين الشباب والسياسة في مصر.
ورأى رفعت أن المشاركة الشبابية تدعو إلى القلق، مشيراً إلى أن أسباب عزوف الشباب تكمن في غياب الديمقراطية، وفقدان الثقة بنتائج الانتخابات، إضافة إلى جمود الأحزاب وتوقف أنشطتها، موضحاً أن معظم القوائم والمستقلين فلول ورجال أعمال وضباط سابقون وعناصر متملقة لكل عصر تعوّدوا على خطف الحياة السياسية والبرلمانية، وبالتالي، فإن الشباب المصري يرى أن ثورة 25 يناير سُرقت منه، ولم يتحقق أي هدف من أهدافها.
وشدّد الخبير نفسه على أنه كان هناك مطالب للشباب عُرضت على الرئيس عبد الفتاح السيسي في لقائه مع عدد منهم، لكنه لم يعطِ ردًا واضحاً عليها، وتمثلت هذه المطالب في الإفراج عن الشباب الذين زُج بهم في السجون إثر قانون التظاهر.
وفي الإطار، أكد رئيس منتدى الانتخابات بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يسري العزباوي، لـ"العربي الجديد"، أن الانتخابات البرلمانية ستشهد إقبالاً ضعيفاً من قبل الناخبين بصفة عامة والشباب بصفة خاصة، مشيراً إلى أن هناك كتلة شبابية كبيرة ما بين عمر 25 و40 عاماً لن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع، لأن الحياة السياسية العامة في مصر لا تشجع على ذلك، خصوصاً بعدما تأكد للجميع ميول الحكومة لشخصيات مستقلة وقوائم بعينها تقوم بدعمها.
وقال العزباوي إن 99 في المائة من الشعب يجهلون نظام هذه الانتخابات، لأنها المرة الأولى التي يطبق فيها نظام القوائم، والمواطن الذي يتوجه لصناديق الانتخابات لا يعلم كيف يعطي صوته، حتى القائمين على اللجان لا يعرفون ذلك، وهو ما أكده المتحدث الرسمى باسم اللجنة العليا للانتخابات المستشار عمر مروان في مؤتمره الصحافي الأخير.
من جهته، لفت منسق حركة "شباب 6 إبريل"، عمرو علي، إلى أن نسبة مشاركة الشباب لن تزيد على 15 في المائة، مرحباً بدعوات مقاطعة الانتخابات، مشيرًا إلى أن الدعوة لمقاطعة أي استحقاق انتخابي أمر إيجابي، طالما كان الهدف من هذا الاستحقاق إضفاء الشرعية وتجميل سلطة عسكرية لا تقيم وزنًا للديمقراطية. ورأى أن جزءا من الأصوات الانتخابية سيذهب إلى رجال الأعمال، نتيجة استمالة الأصوات من خلال المال السياسي، وجزءا آخر سيذهب لرجال الحزب الوطني المنحل، الذين يخوضون الانتخابات هذه المرة، أما الجزء الأكبر سيمتنع عن المشاركة، مؤكداً أن الطوابير الطويلة التي كانت من قبل لن تظهر مرة أخرى أمام اللجان.
اقرأ أيضاً: موسم الرزّ الانتخابي في مصر... هؤلاء رموز المال السياسي
وفي هذا الإطار، عبّر شباب مصري على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن رؤيته للانتخابات البرلمانية المقبلة، فيغلب شعور الإحباط على تعليقاتهم. وغرّد محمود كمال قائلًا "مسرحية انتخابات برلمان 2015 شبيهة ببرلمان مبارك 2010 مع بعض التعديلات، زي دخول أحزاب جديدة". فيما غرّد علي أبو المجد، قائلًا "أتوقع أن نسبة المشاركة الشعبية في انتخابات البرلمان هذا العام لن تتجاوز 30 في المائة وسيعتمد المرشحون على حشد الأنصار فقط".
ويحفل موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بدوره، بالتعليقات حول الانتخابات، إذ قال محمد التيجاني"لن أشارك في الانتخابات لسببين، أولاً لا أعرف أحداً منهم، والثاني النتائج معروفة مقدماً". وعبّر الطالب الجامعي، عمر طنطاوي عن رأيه بالقول: "أنا لأول مرة أحصل على حقي الانتخابي بعدما أكملت 21 عاماً، ولكن غير مهتم بتلك الانتخابات أو نتائجها لأن من يفوز يلهث لمصالح شخصية فقط". وعن أسباب عدم اهتمامه بالمشاركة في الانتخابات، أوضح طارق أن "البرلمان المقبل لن يكون مؤثراً في الواقع السياسي المصري لأن طوال حياتنا كان البرلمان يشوبه الفساد ولا أعتقد أن شيئاً سيتغير".