الشباب بين التمكين والتدجين!

11 نوفمبر 2014
+ الخط -

الشباب هم أملُ الأمّة وقلبها النّابض؛ فإن كانوا بخير، فالأمة بألف خير، وإنْ ضاعوا ضاعَتِ الأمَّةُ، وذهبَ شبابُها؛ فتكون عُرضة للأمراض، وتشيخ، وتقلّ قدرتُها على الصمود أمام الأنواء والمِحَن.

في كلمته الأخيرة على هامش حضوره مناورة القوات الجوية بدر 2014، جاءتْ صرخة السيسي لتعلن احتياجه للشباب، لمؤازرته والوقوف بجواره، وأن يكونوا فاعلين في النهوض بالوطَن، لكنّ صدى تلكَ الصرخة لا يلبث أنْ يرتدّ إليه من خلف جدران السجون التي يقبع فيها شباب لا جريرة لهم غير أصواتهم التي جهَرتْ بمعارضة النّظام، ومحاربة الفساد، ونادتْ بالحرية والكرامة للوطن وأبنائه.
 
شباب قيَّدوا حُريتهم بقانون جائر يمنع أن تتظاهر، إلا بعد أنْ يأذن لكَ خصمُكَ، فيسمح لكَ بمعارضته وفق شروطه هو، أو يزجّ بكَ خلف جدران السجون!

صرخة "السيسي" للشباب الذين وصفهم بأنهم الأكثر براءة، حسب تعبيره، تذهب هباءً في صحراء القمع التي تنتهك أبسط حقوقهم، في رفض الظلم، والمطالبة بالحريّة، وتحرير الإرادة والعيش بكرامة.
 
هل كانت صرخته لأولئك الشباب الرافضين للتدجين، المتمردين على الأدْلَجَة الرسمية تحت تهديد البندقية؟!

هل كانت صرختُه لتمكينهم في مواقع القيادة المتكلِّسَة في دولة "العواجيز"؟ هلْ سعَى لترجمة صرخته إلى واقعٍ يتلمّسهُ الشباب، فيكونون أكثر ثقة ويقينا بصدق دعوته؟ أم إنّ قراراته الأخيرة بتعيين عدد من المستشارين، أمثال:" فايزة أبوالنجا" و"أحمد جمال الدين" لا تعني إلا أولئك الشباب فوق الستين؟!

أمّا بقيّة الشباب، فأصداؤهم تُطلقها الأجساد المسجّاة في قبورها، أو تلكَ المُغيَّبَة خلف جدران المعتقلات والسجون، أو الهاربة من القمع والاضطهاد. ذاكَ الصدى نلمحُهُ في ارتعاشات شفاه الخائفين الذين كفروا بالسياسات والأنظمة الفاشية، نراها فيمن يحبسون أصواتهم في صدورهم، وهي تؤذنُ بالانفجار!

avata
avata
أحمد محمد الدماطي (مصر)
أحمد محمد الدماطي (مصر)