يعلن المسؤول الميداني الأول عن العملية التي يجري التحضير لانطلاقها لتحرير محافظة مأرب، قائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء عبدالرب الشدادي، أن التعزيزات التي وصلت من التحالف، "هائلة"، غير أنه يرى أن من السابق لأوانه، الحديث عما إذا كانت تكفي لتحرير مختلف المحافظات الشمالية.
ويؤكد الشدادي، الذي التقته "العربي الجديد" في مكتبه بمحافظة مأرب، أن عملية تحرير محافظة مأرب، تمضي وفق ما هو معدّ لها من قِبل التحالف العربي و"المقاومة الشعبية" والجيش الموالي للشرعية، كما يشدد على أن القوات التي أعلنت ولاءها للشرعية، لن تُسلِّم للحوثيين، وأن أفرادها يشاركون في جبهات "المقاومة".
أنظار اليمنيين تتجه إلى مأرب، وتترقب بدء عملية تحرير المحافظة. هل من سبب يؤخر البدء؟
ليس هناك سبب، هناك جدول زمني لقوات التحالف و"المقاومة الشعبية" والجيش الوطني يسيرون وفقه، وكل شيء سيأتي بأوانه.
مأرب هي المحافظة الشمالية الوحيدة التي لم يدخلها الحوثيون. لماذا تأخر الحسم كل تلك الفترة؟
يعود سبب ذلك إلى ضعف الإمكانات سابقاً واتساع الجبهة وتكديس العدو لقواته في هذه المنطقة وفي هذه الجبهات، حيث دفعت المليشيات كل ما لديها من عناصر وقوة عسكرية وركزت على هذه المنطقة على أساس أنها كانت تريد حسم المعركة لصالحها سريعاً، لكن بفضل الله وصمود "المقاومة" استطعنا كبح طموحات المليشيات، وبالتالي فإن صمود "المقاومة" وعدم دخول المليشيات مأرب هو نصر لـ"المقاومة" في كل مكان.
هل الدعم الذي وصل يعوّض النقص خلال الفترة الماضية؟
التعزيزات التي وصلت إلى مأرب عبر منفذ الوديعة تُعتبر هائلة.
وهل تكفي لتحرير كل الشمال أم هي فقط لصنعاء؟
هذا السؤال سابق لأوانه، فهذه القوات لم تشترك في أي معركة ولا زالت التعزيزات جارية وسيأتي المزيد إن شاء الله.
في مأرب جبهة مواجهات طولها 120 كيلومتراً. كيف توزعون القوة البشرية على هذه المساحة؟
نوزعهم على كل الجبهات بالطريقة العسكرية المعروفة، فكل جبهة فيها مقاتلون بحسب ما تحتاج.
هل تم اختبار صدقية بعض القوات التي أعلنت الولاء للشرعية، وهناك شكوك حول أنها تُسلّم المناطق للمليشيات من دون مقاومة؟
لن يحصل أي تسليم أو خيانة بعد اليوم من قِبل القوات المتواجدة في مأرب، فالشرطة العسكرية والأمن المركزي واللواء 14 واللواء 13 واللواء 107 وقيادة المنطقة والكتيبة الخاصة وكتيبة المغاوير والأمن العام، كلهم يعملون في إطار "المقاومة" ويشاركون في كل الجبهات وهم اليوم أقوى من قبل.
اقرأ أيضاً: التحالف العربي: تعزيزات عسكرية في مأرب
هل تتوقع أن تضغط الدول الكبرى والإقليمية لتسوية سياسية قبل دخول صنعاء؟
بالنسبة للسياسة كل شيء جائز، وأولاً وأخيراً القرار بيد "المقاومة الشعبية" والشعب اليمني.
يرى البعض أن سيطرة الحوثيين على محافظات صعدة وحجة والجوف تمثل تهديداً بالنسبة السعودية، كيف ستتم معالجة وضعها في حال حدوث تسوية سياسية؟
دول التحالف تراعي في عملياتها اعتبارات التخطيط الاستخباراتية والعملياتية. ونحن متفاهمون مع قوات التحالف، وننسّق استخبارياً معها، خصوصاً أن العمل الاستخباراتي مهم جداً لتنفيذ العمليات.
كيف سيتم تحرير المناطق التي فيها الحاضنة الشعبية للشرعية محدودة مثل عمران وصعدة وذمار؟
هناك حاضنة شعبية للشرعية والدولة أكبر من حاضنة التمرد. فالتمرد جاء في فترة كان الوضع الأمني والمعيشي فيها سيئاً، وهذه المناطق لم تثُر لهذه الاعتبارات، بل كان الحوثي وعلي عبدالله صالح يقدّمان وعوداً للناس ورجال القبائل أنهم عندما يدخلون صنعاء سيفرشون الأرض وروداً، ولكن الآن انكشف الغطاء ولذلك سكت الناس.
هل هناك جدية في تأهيل عناصر "المقاومة" وضمهم إلى التشكيلات النظامية؟
صدر قرار جمهوري بموافقة مجلس الدفاع الوطني يضمن ضم أفراد "المقاومة الشعبية" إلى أجهزة الجيش والأمن، وهذه خطوة موفّقة للرئيس عبدربه منصور هادي، ولمجلس الدفاع الوطني، وسنعمل على استقبال "المقاومة" ضمن القوات المسلحة والأمن. ويجب على "المقاومة" أن تنخرط في سلك الجيش والأمن وألا تكتفي بأنها قاومت، بل المطلوب منها أن تستمر في النضال وتنخرط في صفوف القوات المسلحة لتحقيق الأمن والاستقرار بعد النصر.
ما الخطط الموضوعة لتشكيل الجيش اليمني والمعايير التي بموجبها يتم اختيار الجنود؟
لا شك أن الأسس التي سيُبنى عليها الجيش الوطني هي الولاء للوطن وللشعب اليمني. ويجب أن يكون الجيش وطنياً لا حزبياً أو طائفياً أو مناطقياً، وهذه الشروط التي يجب أن نركز عليها.
ما رسالتكم لليمنيين ولـ"المقاومة الشعبية"؟
أدعو "المقاومة الشعبية" إلى الاستنفار للحسم في جميع المحافظات، وأدعو الجيش الوطني إلى الانتصار للشرف العسكري وللمؤسسة العسكرية، وأبناء اليمن للالتفاف حول "المقاومة الشعبية" والجيش الوطني.
اقرأ أيضاً: "المقاومة" تشن هجوماً برّيّاً لتحرير مأرب وتصدّ الحوثيين بتعز