أعلنت الشرطة العسكرية الروسية في سورية، يوم الثلاثاء، إنشاء أربع نقاط أمنية عند حدود المنطقة منزوعة السلاح في الجولان المحتل جنوبي سورية.
وأكد قائد القوة، الفريق سيرغي كورالينكو، للصحافيين، أن نقطتين أخريين ستقامان في المنطقة في القريب العاجل، وقد يصل عددها الإجمالي إلى ثماني نقاط إذا اقتضى الأمر.
وأوضح أن هذه النقاط تقع وراء "خط برافو" المعروف بالخط الشرقي الذي يفصل المنطقة بين الجولان المحتل والمحرر، مشيراً إلى أن الشرطة لن تنشئ نقاطاً داخل المنطقة منزوعة السلاح في الجولان.
وأضاف أن الشرطة العسكرية الروسية سوف تسلم هذه النقاط إلى جيش النظام السوري، فور عودة قوات حفظ السلام الأممية إلى عملها في المنطقة.
وبعد أن أمّنت روسيا سيطرة النظام على المنطقة، تسعى إلى فرض ذلك كأمر واقع، عبر إعادة الأوضاع إلى ما كنت عليه قبل انطلاق الثورة. فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو تهدف من وراء إقامة نقاط المراقبة إلى "تجنّب أي استفزازات محتملة ضد مواقع الأمم المتحدة على امتداد خط برافو".
ويأتي ذلك كتطمين لعودة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (أندوف) التي توقف عملها في هضبة الجولان قبل سنوات. وتوقفت مهمة حفظ السلام في سورية عام 2014 عندما اختطفت "جبهة النصرة" 45 من عناصر حفظ السلام، قبل أن تطلق سراحهم بعد أسبوعين، لتقوم الأمم المتحدة بسحب بعثتها لحفظ السلام من الجولان فور وقوع الحادث.
كل هذه المعطيات تؤكد إنجاز الصفقة الروسية الإسرائيلية في سورية، القائمة على اعتراف تل أبيب بـ"شرعية" نظام بشار الأسد والقبول باستمراره، بما يعني ذلك من قبول أميركي لوجود الأسد، مقابل تأمين "أمن إسرائيل"، عبر حراسة الأسد للحدود وإبعاد القوات الإيرانية وحلفائها عن المنطقة، مع إبقاء الحرية المطلقة لإسرائيل باستهداف الإيرانيين وأي قوات أخرى في سورية ترى أنها تشكّل خطراً على أمنها.
وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أحبطت، منذ بداية أغسطس/ آب الجاري، سلسلة هجمات نفذها مسلحون على قاعدة حميميم وأسقطت 16 طائرة مسيرة أطلقت باتجاهها من قبل التشكيلات المسلحة.
وأكدت الوزارة أن الوسائل النارية للدفاع الجوي المنتشرة في القاعدة صدّت مساء أمس محاولة شن هجوم جديد على حميميم وأسقطت خمس طائرات بدون طيار.