لا تزال مدينة عدن، جنوبي اليمن، مصدراً للمفاجآت السياسية، فبعد موجة الرفض غير المسبوقة، لقرارات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الأخيرة، وصل إلى المدينة، المحافظ المعين، عبد العزيز المفلحي، في ظل غموض ومؤشرات لتباينات داخلية في صفوف القيادات المؤيدة للمحافظ السابق، عيدروس الزبيدي، مع بروز تساؤلات حول مصير ما سُمي إعلان عدن التاريخي، مع بدء تنفيذ قرار الرئيس بوصول المحافظ إلى المدينة. وكان المحافظ المفلحي، وصل عدن أمس السبت، حيث كشفت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن "الحكومة الشرعية نظمت للمفلحي استقبالاً حاشداً في مطار عدن الدولي، شارك فيه حشد من المسؤولين الحكوميين والقيادات العسكرية والأمنية الموالية للرئيس هادي، وفي مقدمتها نائب رئيس الحكومة، وزير الداخلية، اللواء حسين عرب، وهو استقبال يعكس ما يمثله هذا التطور من رسائل سياسية تسعى الحكومة لإيصالها".
وفي حين لم يظهر الزبيدي، والمكلف وفقاً لما سُمي "إعلان عدن التاريخي"، بتشكيل قيادة سياسية جنوبية، موقفاً معارضاً بشكل رسمي لقرار إبعاده، رفض مصدر قيادي مقرب من الزبيدي التعليق لـ"العربي الجديد"، حول ما إذا وصول المحافظ الجديد، يعني أن قرار الرئيس هادي في طريقه إلى النفوذ، وحول مصير "إعلان عدن"، على ضوء هذا التطور.
وبرز رأيان من التعليقات المؤيدة عن ناشطين في الحراك الجنوبي، لفعالية "إعلان عدن"، على مواقع التواصل الاجتماعي. الرأي الأول اعتبر أن "نفوذ قرار الرئيس بتعيين المحافظ، لا يتعارض مع إعلان عدن، الذي يفوّض الزبيدي بتشكيل قيادة تمثل الجنوب سياسياً في أي مفاوضات مقبلة. وأن المضي بتشكيل ما يسمى كياناً جنوبياً، لا يعني أن يتم الاعتراض على تسلم المحافظ الجديد لمهامه، خصوصاً أنه لم يعلن الاعتراض على القرار بصورة مباشرة". أما الرأي الآخر، فرأى أن "قرار الرئيس بتعيين المحافظ، يعني نسخ إعلان عدن، وتحويله إلى بيان سياسي، لا معنى له في عالم التطبيق".
وكانت "اللجنة الشعبية للدفاع عن قضية شعب الجنوب"، أحد مكونات الحراك الجنوبي، قد أصدرت، يوم الجمعة الماضي، بياناً يحذر من تحدي ما سماها "إرادة شعب الجنوب التي عبر عنها في مليونية إعلان عدن التاريخي". كما حذّرت اللجنة من "تمرير أجندات سياسية، وبالزج بالشيخ عبدالعزيز المفلحي إلى تحدي الإرادة الشعبية". وحمّلت اللجنة "حكومة الشرعية المسؤولية الكاملة عما سوف يترتب على هذا التصعيد الخطير".
الجدير بالذكر، أن "إعلان عدن التاريخي"، الذي صدر، يوم الخميس الماضي، بعد فعالية نظمها مناصرو الزبيدي والقيادات المعروفة بتحالفها مع الإمارات، تضمن رفض قرارات الرئيس هادي الأخيرة، وكلف عيدروس الزبيدي بـ"إعلان قيادة سياسية وطنية (برئاسته) لإدارة وتمثيل الجنوب"، وأن "تتولى هذه القيادة تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته"، بالإضافة إلى تخويله "بكامل الصلاحيات لاتخاذ ما يلزم من الإجراءات لتنفيذ بنود الإعلان".