إذا كنت صحافياً، قاضياً، محامياً، تعمل في الشرطة، فلا تحاول الحصول على قرض في مصر، مهما كانت الظروف المالية التي تمر بها. فالمصارف المصرية، ومن دون أي سند قانوني، قررت منع أصحاب هذه المهن من الاقتراض، بحجة أن مخاطرهم الائتمانية مرتفعة.
غياب قانون
يؤكد الخبير المصرفي، هشام إبراهيم، أنه لا يوجد في القانون ما يمنع الصحافيين أو المحامين أو القضاة، من الاقتراض، ولا سيما أن هذه الفئات من أصحاب الرواتب المرتفعة في مصر. إلا أن المصارف تحاول خفض مخاطر تسليفاتها، من خلال تعليمات شفهية يتم إعلانها من قبل إدارة المصرف، وليس من قبل البنك المركزي.
يعلّل إبراهيم هذه الإجراءات بأن هذه الفئات المهنية المستهدفة لها سطوة في المجتمع، إذ يصعب على المصرف مقاضاة أحد القضاة في حال تخلّف عن الدفع، وكذا بالنسبة للمحامين والصحافيين.
ويشير إبراهيم إلى أن المصارف المصرية خلال الفترة الماضية حاولت التخفيف من إجراءات منع هذه الفئات من الاقتراض، فاعتمدت على تعاقد الشركات أو الجرائد معها، بحيث تكون جهة العمل هي الضامن الأساسي للحصول على القروض الفردية.
من جهته، يقول أمين صندوق نقابة المحامين، فتحي تميم، إن المصارف لا تعلن رفض اقتراض المحامين بصورة رسمية، ولكنها تبلغ المحامي شفاهة بعدم الموافقة على طلبه. ويشير تميم إلى أن الأزمة ليست في امتناع المصارف عن إقراض فئات أخرى، مثل الصحافيين أو القضاة، فهؤلاء لديهم سبل أخرى مثل ضمان النقابات التابعة لهم، وهو الأمر الذي لا يتوافر لدى المحامين الذين يعملون في مكاتب خاصة ولا يملكون ما يمكن تقديمه كضمانات للمصرف.
ويشرح تميم أن المصارف لا تضع مثل هذه التعقيدات على رجال الأعمال الذين تعثروا في سداد مليارات الجنيهات. يدلل على ذلك بعودة المصارف لإقراض أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطني، الذي استولى على مليارات الجنيهات، واتهم في العديد من قضايا الفساد. ويؤكد سكرتير نقابة المحامين، في تصريحات خاصة بـ"العربي الجديد"، أن "الأزمة الحقيقية في مصر الآن هي غياب القانون، وترك مقدرات الدولة في أيدي حفنة قليلة من الأفراد، يديرونها وفقاً لرؤيتهم".
بينما يؤكد مصدر، رفض ذكر اسمه، في البنك المركزي، أنه لا توجد أية تعليمات صادرة من البنك المركزي للمصارف تمنع منح القروض للصحافيين والمحامين والقضاة والعاملين بالداخلية، إلا أن المصارف، وفي إطار ضوابط الائتمان، لها الحرية في رفض أو قبول عمليات التمويل، وفقاً لرؤيتها وقدرتها على تقبّل المخاطر.
لكن، يتابع المصدر، الواقع معلوم للجميع وأصحاب هذه الفئات يشكون من تعنّت المصارف في منحهم التمويل، حتى إن قدموا كل المتطلبات من مستندات تضمن قدرتهم على السداد. ويؤكد المصدر أن ما يتردد عن أن تلك الفئات مغضوب عليها، غير صحيح، والأمر برمته يعود إلى بعض الحوادث التي تعرضت لها المصارف، حيث تم استغلال سلطة تلك الفئات وتمت إضاعة حق المصرف في تحصيل القروض. وتساءل المصدر: "كيف يمكن أن ننفذ حكماً قضائياً على ضابط شرطة؟ وما هو موقف نقابة الصحافيين إذا تم حبس عضو فيها بسبب عدم قدرته على سداد قيمة القروض؟ وكيف يمكن ملاحقة محامٍ يمكن أن يظل يلاحق المصرف بدعاوى كثيرة قد تكون غير حقيقية، لكنها ستكلّف المصرف كثيراً من المال لمتابعتها؟".
ويضيف المصدر أن المصارف تدير أموال الغير، أي أموال المواطنين والشركات، ومن ناحية أخرى يجب الحذر في توظيف تلك الأموال حتى تتمكن من تحقيق عائد جيد لأصحاب الودائع، مشيراً إلى أن كثيراً من تلك الفئات حصلوا على قروض وبطاقات ائتمان ولم يسددوها، ما أدى إلى وضع عدد كبير منهم في القوائم السلبية لدى شركة IScore للاستعلام الائتماني.
ويلفت المصدر إلى أن بعض المصارف يحاول الحصول على أكبر قدر ممكن من الضمانات لكي يقرض هذه الفئات، مثل ضمان نقابة الصحافيين للصحافي الراغب في الاقتراض، والسداد من خلال بدل التكنولوجيا (أي 1400 جنيه التي تمنحها نقابة الصحافيين لأعضائها بدل تكنولوجيا واتصالات).
فيما يؤكد عضو مجلس نقابة الصحافيين ومسؤول الصندوق فيها، محمد شبانة، أن تلك الأمور لا وجود لها على أرض الواقع، وإن الصحافيين يحصلون على قروض من العديد من المصارف، دون أي تمييز إيجابي أو سلبي. ويطالب شبانة الصحافيين بالتوجه إلى نقابتهم إذا تم رفض إقراضهم لأسباب ترتبط بطبيعة مهنتهم.
إقرأ أيضا: الأخوان شعشاعة يحوّلان الزجاج إلى ابداعات فنية
غياب قانون
يؤكد الخبير المصرفي، هشام إبراهيم، أنه لا يوجد في القانون ما يمنع الصحافيين أو المحامين أو القضاة، من الاقتراض، ولا سيما أن هذه الفئات من أصحاب الرواتب المرتفعة في مصر. إلا أن المصارف تحاول خفض مخاطر تسليفاتها، من خلال تعليمات شفهية يتم إعلانها من قبل إدارة المصرف، وليس من قبل البنك المركزي.
يعلّل إبراهيم هذه الإجراءات بأن هذه الفئات المهنية المستهدفة لها سطوة في المجتمع، إذ يصعب على المصرف مقاضاة أحد القضاة في حال تخلّف عن الدفع، وكذا بالنسبة للمحامين والصحافيين.
ويشير إبراهيم إلى أن المصارف المصرية خلال الفترة الماضية حاولت التخفيف من إجراءات منع هذه الفئات من الاقتراض، فاعتمدت على تعاقد الشركات أو الجرائد معها، بحيث تكون جهة العمل هي الضامن الأساسي للحصول على القروض الفردية.
من جهته، يقول أمين صندوق نقابة المحامين، فتحي تميم، إن المصارف لا تعلن رفض اقتراض المحامين بصورة رسمية، ولكنها تبلغ المحامي شفاهة بعدم الموافقة على طلبه. ويشير تميم إلى أن الأزمة ليست في امتناع المصارف عن إقراض فئات أخرى، مثل الصحافيين أو القضاة، فهؤلاء لديهم سبل أخرى مثل ضمان النقابات التابعة لهم، وهو الأمر الذي لا يتوافر لدى المحامين الذين يعملون في مكاتب خاصة ولا يملكون ما يمكن تقديمه كضمانات للمصرف.
ويشرح تميم أن المصارف لا تضع مثل هذه التعقيدات على رجال الأعمال الذين تعثروا في سداد مليارات الجنيهات. يدلل على ذلك بعودة المصارف لإقراض أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطني، الذي استولى على مليارات الجنيهات، واتهم في العديد من قضايا الفساد. ويؤكد سكرتير نقابة المحامين، في تصريحات خاصة بـ"العربي الجديد"، أن "الأزمة الحقيقية في مصر الآن هي غياب القانون، وترك مقدرات الدولة في أيدي حفنة قليلة من الأفراد، يديرونها وفقاً لرؤيتهم".
بينما يؤكد مصدر، رفض ذكر اسمه، في البنك المركزي، أنه لا توجد أية تعليمات صادرة من البنك المركزي للمصارف تمنع منح القروض للصحافيين والمحامين والقضاة والعاملين بالداخلية، إلا أن المصارف، وفي إطار ضوابط الائتمان، لها الحرية في رفض أو قبول عمليات التمويل، وفقاً لرؤيتها وقدرتها على تقبّل المخاطر.
لكن، يتابع المصدر، الواقع معلوم للجميع وأصحاب هذه الفئات يشكون من تعنّت المصارف في منحهم التمويل، حتى إن قدموا كل المتطلبات من مستندات تضمن قدرتهم على السداد. ويؤكد المصدر أن ما يتردد عن أن تلك الفئات مغضوب عليها، غير صحيح، والأمر برمته يعود إلى بعض الحوادث التي تعرضت لها المصارف، حيث تم استغلال سلطة تلك الفئات وتمت إضاعة حق المصرف في تحصيل القروض. وتساءل المصدر: "كيف يمكن أن ننفذ حكماً قضائياً على ضابط شرطة؟ وما هو موقف نقابة الصحافيين إذا تم حبس عضو فيها بسبب عدم قدرته على سداد قيمة القروض؟ وكيف يمكن ملاحقة محامٍ يمكن أن يظل يلاحق المصرف بدعاوى كثيرة قد تكون غير حقيقية، لكنها ستكلّف المصرف كثيراً من المال لمتابعتها؟".
ويضيف المصدر أن المصارف تدير أموال الغير، أي أموال المواطنين والشركات، ومن ناحية أخرى يجب الحذر في توظيف تلك الأموال حتى تتمكن من تحقيق عائد جيد لأصحاب الودائع، مشيراً إلى أن كثيراً من تلك الفئات حصلوا على قروض وبطاقات ائتمان ولم يسددوها، ما أدى إلى وضع عدد كبير منهم في القوائم السلبية لدى شركة IScore للاستعلام الائتماني.
ويلفت المصدر إلى أن بعض المصارف يحاول الحصول على أكبر قدر ممكن من الضمانات لكي يقرض هذه الفئات، مثل ضمان نقابة الصحافيين للصحافي الراغب في الاقتراض، والسداد من خلال بدل التكنولوجيا (أي 1400 جنيه التي تمنحها نقابة الصحافيين لأعضائها بدل تكنولوجيا واتصالات).
فيما يؤكد عضو مجلس نقابة الصحافيين ومسؤول الصندوق فيها، محمد شبانة، أن تلك الأمور لا وجود لها على أرض الواقع، وإن الصحافيين يحصلون على قروض من العديد من المصارف، دون أي تمييز إيجابي أو سلبي. ويطالب شبانة الصحافيين بالتوجه إلى نقابتهم إذا تم رفض إقراضهم لأسباب ترتبط بطبيعة مهنتهم.
إقرأ أيضا: الأخوان شعشاعة يحوّلان الزجاج إلى ابداعات فنية