يعاني عديد من المصريين أزمات نفسية وعصبية وحالات اكتئاب بفعل الأزمات الاقتصادية التي يمرون بها يومياً، وبينها انقطاع الكهرباء والمياه وزحام المواصلات، وارتفاع نسبة البطالة وزيادة الأسعار وكثافة الطلاب في المدارس، وغيرها من أزمات الحياة اليومية.
وكشفت وزارة الصحة المصرية أن الاضطرابات النفسية بين البالغين تراوح ما بين 4 إلى 5 ملايين شخص، وأن العيادات النفسية أصبحت من أكثر العيادات التي يتردد عليها المرضى بعد أن كانت تلك العيادات في الماضي "عيباً"، إلا أنه في الوقت الحاضر زاد الطلب عليها، بعد أن زادت حدة المرض بين الشباب بصفة خاصة.
وقال رئيس الأمانة العامة للصحة النفسية في وزارة الصحة، الدكتور هشام رامي، إن الأمانة ستقوم بحملة توعية خلال الفترة المقبلة للتحذير من خطورة المرض الذي يعد من أخطر الأمراض المنتشرة بين الشباب، مؤكداً في تصريحات اليوم أن الأمانة قامت بإجراء عدد من الأبحاث العلمية لتحديد نسبة انتشار الأمراض النفسية بين المواطنين.
وأضاف: "بحسب آخر إحصاء رسمي لتعداد السكان في 2014، فإن ما بين 4 إلى 5 ملايين شخص من الفئة العمرية البالغة، يعانون من اضطرابات نفسية تختلف في نوعها وشدتها"، موضحاً أن الأبحاث أظهرت أن الاضطرابات المزاجية، وعلى رأسها الاكتئاب واضطرابات القلق المختلفة، تأتي على رأس القائمة في نسبة الإصابة بين هذه الفئة، ثم تأتي لاحقاً الأمراض الذهنية وأشدها الفصام، وكذلك مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
وقال أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة، سعيد عبد العظيم، إن ارتفاع عدد المرضى النفسيين في مصر، وخاصة بين الشباب، إلى هذا الرقم؛ دليل على مدى الضغوط النفسية التي يواجهها الناس في الحياة، مؤكداً أن هناك أضعاف هذا الرقم بين فئات عمرية أكثر من 40 عاماً يعانون الشعور بالاكتئاب والقلق والخوف، وأن الكثير من هؤلاء يذهبون إلى الدجالين بسبب ارتفاع فاتورة العلاج.
وأوضح عبد العظيم أن "الانتحار قد يكون بوابة الهروب من الحياة لكثير من الشباب في مصر بسبب الظروف الحياتية التي يعيشونها يومياً"، مؤكداً أن نسبة الطلاق زادت أيضاً بين الشباب بسبب الظروف الاقتصادية التي تؤدي بالكثير من الشباب في سنة الزواج الأولى إلى الانفصال.
وأشار إلى أن هناك دراسة اجتماعية كشفت أن ما يزيد على 60 في المائة من الأسر المصرية يعاني أفرادها من أزمات نفسية واجتماعية، وأن نسبة الاكتئاب بين الأزواج وصلت إلى 18 في المائة في الريف، و30 في المائة في المدينة، بسبب الظروف الاقتصادية التي تعيشها كثير من الأسر.
وأشار عبد العظيم إلى أن معاناة المراهقين من الاضطراب الاكتئابي تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين مبكراً، ما يؤدي إلى زيادة معدل الوفيات، محذراً من "خطورة ثلاثي الفقر والبطالة والعنوسة، والذي يعد من أشهر دوافع إصابة كثير من الشباب بكافة الأمراض النفسية".
اقرأ أيضاً: منظمة الصحة تدعو لزيادة الاستثمار بالصحة النفسية