احتلت الأزمة بين قطر من جهة، والسعودية والبحرين والإمارات من جهةً ثانية، التي اندلعت على خلفية سحب الدول الثلاث لسفرائها من قطر، افتتاحيات الصحف القطرية، فضلاً عن الصحف الخليجية.
وأبرزت الصحف القطرية موقف الدوحة، الذي عبر عن الأسف والاستغراب لقرار سحب السفراء. وأجمعت الصحف القطرية على ثبات الدوحة عند مواقفها السياسية، وعلى أن "أساس الخلاف يعود إلى الملف المصري".
صحيفة "الراية" القطرية، كتبت افتتاحيتها تحت عنوان: "لا تابعين لأحد... هذه قطر". وجاء في المقال: "أول من صُدم بهذا القرار هو الشعب القطري الذي لم يتوقع أبداً مثل هذه الخطوة الدبلوماسية المفاجئة من أشقائه، لكن مهما حدث، فإن قطر قيادة وحكومة وشعباً لن تتعامل بردود الأفعال".
وأضافت الصحيفة "لكل من ينتظر ردة فعل قطر، نقول إن قطر لن تفعلها وتقطع صلاتها مع أشقائها في دول مجلس التعاون مهما بلغت درجة قطيعتهم لها".
أما صحيفة "الشرق"، فكتبت تحت عنوان: "حقائق تكشف لأول مرة حول سحب السفراء"، قائلةً: "كشف مصدر خليجي أن قطر قبلت آلية تنفيذ اتفاق المبادئ الذي قامت بإعداده دولة الكويت الشقيقة باعتبارها دولة الرئاسة، وقامت بإرسال المسودة إلى وزراء خارجية مجلس التعاون لمناقشته في الإجتماع الوزاري الخليجي بالرياض، إلّا أن الاجتماع لم يناقش ما وضعته الكويت، واستبدل بآلية وضعتها السعودية دون التشاور مع بقية الدول الخليجية".
ونقلت عن المصدر الخليجي، الذي رفض ذكر اسمه، قوله "إن الخلاف الحقيقي يتركز على الموقف من الوضع في مصر إذ لم تستطع كل من الامارات والسعودية الخروج من المأزق الذي دخلتا فيه". وأضاف "على الرغم من تقديم المليارات لنظام الحكم (المصري)، إلّا أن الأوضاع لم تستقر في مصر بعد، بسبب رفض شرائح واسعة من الشعب المصري للانقلاب".
وأشارت الصحيفة إلى أن القضية باختصار ليست خلافاً خليجياً خليجياً على شأن خليجي، بل هو خلاف خليجي خليجي حول ملفات خارج الاقليم. وهو ما اشار اليه البيان القطري بكل وضوح، عندما قال: "لا علاقة للخطوة التي أقدم عليها الاشقاء في المملكة العربية السعودية والامارات والبحرين بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها، بل باختلاف في المواقف حول قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون".
وأشارت الصحيفة إلى أن قطر تفتح أبوابها للحوار حيال كل الملفات، وليس لديها ما تخفيه او تؤجل نقاشه. وأضافت "قطر واثقة في نفسها، ولديها الثقة الكاملة في الحوار مع الجميع، ليس لديها "فوبيا" من اي جهة كانت، فعلاقاتها واضحة مع جميع الاطراف، وعلى مسافة واحدة، ولا يستطيع أحد ان يدعي انحيازها الى طرف دون آخر".
من جهتها، اشارت صحيفة "الوطن"، في افتتاحيتها، الى البيان الصادر الأربعاء عن مجلس الوزراء القطري، الذي عبّر فيه عن أسف دولة قطر واستغرابها للبيان الذي صدر من قبل الدول الخليجية الثلاث.
وقالت إن البيان أكد على أن حرص قطر على روابط الأخوة مع كل شعوب دول مجلس التعاون الخليجي، هو الذي يمنع دولة قطر من اتخاذ إجراء مماثل بسحب سفرائها.
بدورها، أعربت صحيفة "العرب" عن اسفها لقرار سحب السفراء، معتبرةً أن الخطوة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصب في مصلحة دول مجلس التعاون الخليجي، ولا يمكن أن تكون تعبيراً عن مصالح الشعوب الخليجية، ولن تصب في خدمتها مطلقاً.
وخلصت الى القول "أبواب قطر ستبقى مشرّعة بوجه الأشقاء، ونتمنى ونحن نمر بهذه المرحلة التاريخية الحرجة، أن يغلّب الساسة لغة العقل وأن ينظروا إلى مصلحة شعوبهم، وأن يبتعدوا عن لغة الابتزاز والمساومات".
على المقلب الآخر، ركزّت الصحف الإماراتية على "البيان الثلاثي" لكل من السعودية والامارات والبحرين الذي تطرق إلى الأسباب التي دفعت هذه الدول إلى سحب السفراء.
ونشرت صحيفة "الخليج" كلمة على صفحتها الأولى تحت عنوان "قطر والحصاد المر"، قالت فيها "إنه فصل الحصاد المر لقطر وسياساتها، والمطلوب اليوم من الدولة الشقيقة مراجعة النفس، وتأمّل التجربة، والخروج منها بالخلاصات والعبر: بماذا أفادت تلك السياسات قطر والقطريين، وهل عادت على منطقتنا إلا بإرباك لا مبرر له؟"
كما نشرت تقريراً عن ما وصفته "مساعي 11 ساعة ماراثونية خلال لقاء وزراء خارجية مجلس التعاون في الرياض، لإقناع قطر، لم يثمر إلى نتيجة.
ووفقاً للصحيفة، لم تتخذ قطر "أي خطوات عملية ملموسة تجاه وعودها السابقة لتلبية ثلاثة مطالب اشتملت عليها محاور الوثيقة الموقعة من أمير قطر في لقاء ضم أيضاً الملك السعودي وأميري الكويت وقطر". وتتمثل هذه النقاط بحسب الصحيفة "في توقف قطر عن احتضان وتجنيس المعارضات الخليجية، والتوقف عن دعم واحتضان تيار الإخوان المسلمين وتوقف الدوحة عن الدعم المالي للحوثيين".
ولفتت "الخليج" إلى أنه فيما تم استدعاء سفيري السعودية والبحرين من قطر بالفعل، فإنه ليس للإمارات سفير في الدوحة في الوقت الحالي أصلاً بعد نقل السفير السابق إلى صربيا.
الحجج الإماراتية نفسها كررتها الصحف البحرينية، اذ دعت صحيفة "الأيام" البحرينية قطر إلى ازالة الأسباب التي تبعدها عن اشقائها. وقالت إن القرار بسحب السفراء من الدوحة، لم يكن متسرعاً.
أما في الكويت، فأبرزت الصحف الكويتية تصريح رئيس مجلس الأمة الكويتي(البرلمان)، مرزوق الغانم، الذي أعرب عن "تطلعه إلى أن يواصل" أمير الكويت، صباح الأحمد الصباح جهوده في "رأب أي صدع بين الأشقاء في دول مجلس التعاون".
وكان الغانم تمنى ألا يؤثر القرار على القمة العربية التي ستعقد في الكويت يومي 25 و 26 مارس/آذار الحالي. وأعرب عن أمله أن تكون القمة المقبلة "فرصة لتقريب وجهات النظر ورأب الصدع.