23 نوفمبر 2016
الصدر والمراهقة السياسية
مرة أخرى، يبرهن مقتدى الصدر عن تذبذبه ورضوخه للضغوط، وبالأخص الأميركية، فلم يلبث سوى يومين على إطلاق تهديدات واشنطن وإعلان استعدادها للتدخل عسكرياً لحماية خطوطها الحمراء، والمتمثلة بالرئاسات الثلاث، حتى ارتد الصدر عن وعيده وتهديداته للعملية السياسية والرئاسات الثلاث، وأوعز لأصحابه بالبرلمان بالانسحاب من مجموعة البرلمانيين المعتصمين، وأوعز للمتظاهرين بفض حصارهم عن الوزارات، والاكتفاء بالتظاهر بساحة التحرير والمطالبة بالتغيير.
هكذا، وكأن الأمر لم يكن إلا نزهة خرج فيها المتظاهرون تحقيقاً لرغبة جامحة من رغبات مقتدى الصدر. تبخرت كل الشعارات التي رفعها مطالباً بالإصلاح، وتشكيل حكومة التكنوقراط وغيرها من الشعارات الرنانة، في اللحظة التي جاء فيها التهديد الأميركي، لنكون أمام سؤال: كم كسب الصدر مقابل هذه التنازلات؟ لأننا نعلم أنه في سنة 2004 عندما تخلى عن مقاومة الأميركان في النجف، كان وافق على بيع سلاحه مقابل بضعة ملايين الدولارات!
كان دخول الصدر إلى المطالبة بالإصلاح مفاجئاً للجميع، فقد دخل إلى خط الإصلاحات في الوقت الذي بدأ الشعب بشرائحه المثقفة ممثلاً بالتيار المدني تظاهراته واعتصاماته العفوية، والتي تعبر عن حقيقة رأي الموطن العراقي إزاء الفساد الذي يمارسه السياسيون بمختلف أطيافهم، وعندما التحقت شريحة الطلاب، والتي هي أشرف الشرائح وأنظفها في أي مجتمع إنساني، واكتظت ساحات الجامعات العراقية بالطلاب المتظاهرين المطالبين بالإصلاح الحقيقي للبلد. في ذلك الوقت فقط. شعر كل السياسيين بالخطر، وبدأ كل السياسيين يطالبون بالإصلاح ومحاربة الفساد. ووقف الشعب في حيرة من أمره، إذا كان كل السياسيين يطالبون بالإصلاح، فمن هو المفسد إذن؟ إنها فذلكات السياسيين ومكرهم، ومحاولتهم الضحك على الشعب بمجموعة من الشعارات. والدليل على هذا هو قيام المالكي بالدعوة للإصلاح، وهو الذي قضى ثماني سنوات يترأس حكومة في أقوى حالات فسادها.
قام الصدر وبحركة استباقية بالانضمام إلى المتظاهرين مدعياً بأنه راعي الإصلاح، وحشد كل أتباعه للتغطية على تظاهرات المواطنين الذي يريدون الإصلاح بحق.
ثم ماذا عن تصريحاته وصوته العالي الذي يرفض به زيادة القوات الأميركية في العراق كلما سمعنا خبر إرسال قوة عسكرية أميركية إلى العراق؟ لماذا لاذ صاحبنا اليوم بالصمت، وكأنه أُصيب بالصمم على زيادة القوات الأميركية الآن؟ هل بسبب التهديدات الأميركية أم الاتفاقات التي جرت معهم في الغرف المغلقة؟ أم إنه مشغول الآن بالمطالبة بالإصلاح ولا وقت لديه لمثل هذه التفاهات؟
لا غرابة من الصدر وأتباعه أن يتخلوا عن شعاراتهم أو عن الذين خرجوا معهم للمطالبة بالإصلاحات، فقد تخلوا فيما سبق عن أصحابهم بالعملية السياسية أيام نوري المالكي.
هكذا، وكأن الأمر لم يكن إلا نزهة خرج فيها المتظاهرون تحقيقاً لرغبة جامحة من رغبات مقتدى الصدر. تبخرت كل الشعارات التي رفعها مطالباً بالإصلاح، وتشكيل حكومة التكنوقراط وغيرها من الشعارات الرنانة، في اللحظة التي جاء فيها التهديد الأميركي، لنكون أمام سؤال: كم كسب الصدر مقابل هذه التنازلات؟ لأننا نعلم أنه في سنة 2004 عندما تخلى عن مقاومة الأميركان في النجف، كان وافق على بيع سلاحه مقابل بضعة ملايين الدولارات!
كان دخول الصدر إلى المطالبة بالإصلاح مفاجئاً للجميع، فقد دخل إلى خط الإصلاحات في الوقت الذي بدأ الشعب بشرائحه المثقفة ممثلاً بالتيار المدني تظاهراته واعتصاماته العفوية، والتي تعبر عن حقيقة رأي الموطن العراقي إزاء الفساد الذي يمارسه السياسيون بمختلف أطيافهم، وعندما التحقت شريحة الطلاب، والتي هي أشرف الشرائح وأنظفها في أي مجتمع إنساني، واكتظت ساحات الجامعات العراقية بالطلاب المتظاهرين المطالبين بالإصلاح الحقيقي للبلد. في ذلك الوقت فقط. شعر كل السياسيين بالخطر، وبدأ كل السياسيين يطالبون بالإصلاح ومحاربة الفساد. ووقف الشعب في حيرة من أمره، إذا كان كل السياسيين يطالبون بالإصلاح، فمن هو المفسد إذن؟ إنها فذلكات السياسيين ومكرهم، ومحاولتهم الضحك على الشعب بمجموعة من الشعارات. والدليل على هذا هو قيام المالكي بالدعوة للإصلاح، وهو الذي قضى ثماني سنوات يترأس حكومة في أقوى حالات فسادها.
قام الصدر وبحركة استباقية بالانضمام إلى المتظاهرين مدعياً بأنه راعي الإصلاح، وحشد كل أتباعه للتغطية على تظاهرات المواطنين الذي يريدون الإصلاح بحق.
ثم ماذا عن تصريحاته وصوته العالي الذي يرفض به زيادة القوات الأميركية في العراق كلما سمعنا خبر إرسال قوة عسكرية أميركية إلى العراق؟ لماذا لاذ صاحبنا اليوم بالصمت، وكأنه أُصيب بالصمم على زيادة القوات الأميركية الآن؟ هل بسبب التهديدات الأميركية أم الاتفاقات التي جرت معهم في الغرف المغلقة؟ أم إنه مشغول الآن بالمطالبة بالإصلاح ولا وقت لديه لمثل هذه التفاهات؟
لا غرابة من الصدر وأتباعه أن يتخلوا عن شعاراتهم أو عن الذين خرجوا معهم للمطالبة بالإصلاحات، فقد تخلوا فيما سبق عن أصحابهم بالعملية السياسية أيام نوري المالكي.
نظير الكندوري
باحث سياسي وكاتب عراقي.
نظير الكندوري
مقالات أخرى
29 يوليو 2016
29 مايو 2016
23 ابريل 2016