يؤثر الإنسان في الحياة البرية بأشكال شتى، فلا يسلم من أفعاله إلاّ ما هاجر إلى أماكن أكثر أمناً. لكن إلى متى سيبقى ثعلب الماء المهدد بخطر الانقراض على المستوى العالمي، بين غيره، سالماً من عبث الإنسان ومصالحه الجشعة؟
ثعلب الماء حيوان ثديي لاحم يتغذى على الأسماك واللافقاريات كالقشريات والرخويات. هو حيوان اجتماعي يصدر أصواتاً يتواصل بها مع الآخرين، كما يشاهَد وهو يلعب مع أبناء جنسه. مسالم لكنه يدافع عن صغاره بشراسة. يتحرك في إطار 20 كلم لقضاء احتياجاته، ويقال إنّه يهجر مستنقع عمّيق (البقاع، شرق لبنان) في لبنان كلّ صيف، أي حين ينخفض مستوى مياهه، إلى منطقة عنجر (شرق) الغنية بالمياه ومزارع السمك حيث يأكل ويمرح في ظل حماية أمنتها له "جمعية حماية الطبيعة في لبنان" بالاتفاق مع بلدية عنجر ومجتمعها المحلي.
بين ثعلب الماء والإنسان منافسة قديمة العهد على الأسماك، خصوصاً أولئك الذين لديهم مزارع لأسماك الترويت والسلمون. الثعلب في فصل التفريخ أو التكاثر لا يتورع عن غزو مزارع الأسماك ليأخذ منها حاجته من أجل إطعام صغاره، سواء كان ذلك في عنجر أو في نهر العاصي (شمال شرق) أو ربما في نهر إبراهيم (كسروان، جبل لبنان). وعلى الرغم من أنه ليلي النشاط ويبقى طوال النهار نائماً في وكره تحت الأرض، ومع أنه يحفر ممرات ودهاليز عدة توصله بالنهر أو بالأحرى المياه فلا يراه أحد، إلا بالصدفة، نجده في حالة تدهور نتيجة اضطهاد الإنسان له، خصوصاً مربّي الأسماك الذين يضعون له الأشراك أو يطلقون عليه النار من أجل الحفاظ على كل سمكة لديهم متجاهلين، أو جاهلين، الدور الذي يلعبه في الطبيعة وتوازنها. أما في عنجر لا يقتلون ثعلب الماء بل يحاولون حماية مزارع أسماكهم بإحاطتها بسياج من شبك معدني مكهرب قليلاً يحدث لدى الثعلب شعوراً غير مريح فيعزف عن الدخول.
ثعلب الماء قيمة مضافة إلى عنجر وكفر زبد (شرق) اللتين تؤويان طائر النعار السوري المشرف على الانقراض. فبالإضافة إلى الخدمات البيئية غير المباشرة (القضاء على الأنواع الدخيلة الغازية، تهوية التربة، زيادة التنوع الحيواني، التخلص من الأسماك والسرطانات الضعيفة) التي يقدمها ثعلب الماء للنهر أو المستنقع فإنه يشكل مع النعار هدفاً لرواد التعرف على الطبيعة وحيواناتها، أي للسياحة البيئية التي تدر على أهل المنطقة مداخيل هامة.
لثعلب الماء أيضاً قيمة وجودية تجلب بعض الممولين المانحين الذين لا يتورعون عن دعم حماية الطبيعة لمجرد علمهم أنّ نوع ثعلب الماء ما زال موجوداً في المكان.
(اختصاصي في علم الطيور البرية)
اقــرأ أيضاً
ثعلب الماء حيوان ثديي لاحم يتغذى على الأسماك واللافقاريات كالقشريات والرخويات. هو حيوان اجتماعي يصدر أصواتاً يتواصل بها مع الآخرين، كما يشاهَد وهو يلعب مع أبناء جنسه. مسالم لكنه يدافع عن صغاره بشراسة. يتحرك في إطار 20 كلم لقضاء احتياجاته، ويقال إنّه يهجر مستنقع عمّيق (البقاع، شرق لبنان) في لبنان كلّ صيف، أي حين ينخفض مستوى مياهه، إلى منطقة عنجر (شرق) الغنية بالمياه ومزارع السمك حيث يأكل ويمرح في ظل حماية أمنتها له "جمعية حماية الطبيعة في لبنان" بالاتفاق مع بلدية عنجر ومجتمعها المحلي.
بين ثعلب الماء والإنسان منافسة قديمة العهد على الأسماك، خصوصاً أولئك الذين لديهم مزارع لأسماك الترويت والسلمون. الثعلب في فصل التفريخ أو التكاثر لا يتورع عن غزو مزارع الأسماك ليأخذ منها حاجته من أجل إطعام صغاره، سواء كان ذلك في عنجر أو في نهر العاصي (شمال شرق) أو ربما في نهر إبراهيم (كسروان، جبل لبنان). وعلى الرغم من أنه ليلي النشاط ويبقى طوال النهار نائماً في وكره تحت الأرض، ومع أنه يحفر ممرات ودهاليز عدة توصله بالنهر أو بالأحرى المياه فلا يراه أحد، إلا بالصدفة، نجده في حالة تدهور نتيجة اضطهاد الإنسان له، خصوصاً مربّي الأسماك الذين يضعون له الأشراك أو يطلقون عليه النار من أجل الحفاظ على كل سمكة لديهم متجاهلين، أو جاهلين، الدور الذي يلعبه في الطبيعة وتوازنها. أما في عنجر لا يقتلون ثعلب الماء بل يحاولون حماية مزارع أسماكهم بإحاطتها بسياج من شبك معدني مكهرب قليلاً يحدث لدى الثعلب شعوراً غير مريح فيعزف عن الدخول.
ثعلب الماء قيمة مضافة إلى عنجر وكفر زبد (شرق) اللتين تؤويان طائر النعار السوري المشرف على الانقراض. فبالإضافة إلى الخدمات البيئية غير المباشرة (القضاء على الأنواع الدخيلة الغازية، تهوية التربة، زيادة التنوع الحيواني، التخلص من الأسماك والسرطانات الضعيفة) التي يقدمها ثعلب الماء للنهر أو المستنقع فإنه يشكل مع النعار هدفاً لرواد التعرف على الطبيعة وحيواناتها، أي للسياحة البيئية التي تدر على أهل المنطقة مداخيل هامة.
لثعلب الماء أيضاً قيمة وجودية تجلب بعض الممولين المانحين الذين لا يتورعون عن دعم حماية الطبيعة لمجرد علمهم أنّ نوع ثعلب الماء ما زال موجوداً في المكان.
(اختصاصي في علم الطيور البرية)