في موقع بناء في العاصمة الهندية نيودلهي، يحاول الصبيّ الصغير مساعدة أمّه. هي وضعته أعلى حجارة الآجر الحمراء التي بدأت تجمعها فوق بعضها البعض منذ الصباح الباكر، بينما راح هو يتناول بعضاً من تلك الحجارة ويكدّسها كيفما اتفق. ويبدو فخوراً بنفسه.
ما يقوم به الصغير لا يمكن وضعه في خانة عمالة الأطفال. كلّ ما في الأمر أنّه أصرّ في هذا اليوم على مرافقة أمّه إلى عملها وبكى كثيراً، فلم تحتمل رؤية دموعه تلك واصطحبته معها. هو في حاجة إليها، في حين أنّها تضطر إلى قضاء ساعات طويلة في عملها المضني. وهي تكدّ لتتمكّن من إعالة صغارها. هذا واجب الأمّ.
أمس، في الواحد والعشرين من مارس/ آذار، احتفل صغار من بلدان عدّة بعيد الأمّ. لكنّ هذا الصغير لم يفعل، فالاحتفال بعيد الأمّ في الهند هذا العام يوافق في الثالث عشر من مايو/ أيار المقبل. يُذكر أنّ هذا التاريخ ليس ثابتاً كما هو تاريخ الواحد والعشرين من مارس المعتمد في معظم بلدان العالم العربي، إذ إنّ الهند وبلدانا أخرى كثيرة - منها الولايات المتحدة الأميركية والدنمارك - تحتفل بعيد الأمّ في يوم الأحد الثاني من شهر مايو.
والبلدان التي احتفلت أمس بعيد الأم، إنّما بدأت تفعل ذلك وقد رُبِط هذا العيد باليوم الأوّل من فصل الربيع الذي يحمل معاني التفاؤل والتجدد والنموّ والجمال. تجدر الإشارة إلى أنّ عيد الأم غالباً ما يحلّ في أشهر الربيع أي مارس/ آذار وإبريل/ نيسان ومايو/ أيار، في حين تُسجّل استثناءات قلّة.
(العربي الجديد)