الصيد بالنار هو تقليد خلاب عرفته تايوان منذ زمن قديم عبر تقنية بسيطة جداً؛ فمنذ مئات السنين كان الصيادون يلجأون إلى صيد أسماك السردين بواسطة العصي المشتعلة والمثبتة على حواف القوارب، والتي ينجذب السمك لضوئها لدرجة أنه يقفز من الماء ليسقط في شباك الصيادين.
تتجه قوارب الصيد إلى البحر في الليل، وتشعل عصيان البامبو المغطاة من إحدى طرفيها بالتراب الكبريتي، والذي يعطي لهباً برّاقاً. فالكبريت يذوب في الماء، والغاز الناتج يشتعل بالنار متوهجاً. ثم يبدأ المشهد الرائع بالسردين وهو يقفز من الماء بالمئات لينتهي به الأمر في الشباك المنصوبة.
تطور الصيد بالنار الكبريتية خلال فترة الحكم الياباني لتايوان، والآن يمارس فقط في ميناء جينشان للكبريت. عملية صيد واحدة لمدة ست ساعات تحت السماء المظلمة ليلا يمكن أن تسفر عن حوالي ثلاثة أو أربعة أطنان من السردين في القارب الواحد، ولا تزال الحكومة التايوانية توفر الدعم لهذه الممارسة القديمة. وفي ليلة صيد جيدة يمكن لفريق صيد على قارب أن يكسب ما يقارب 4500 دولار.
وبالرغم من تلك الأرباح، فإن هذا التقليد الرائع يمر بأزمة كبيرة، تشير إلى أنه الآن في طور الاحتضار، فقد كان يوجد قبل ذلك حوالي 300 قارب يصيد بالنار في تايوان، ولكن وفقاً لجمعية الصيادين المحليين في منطقة جينشان، شمال تايبيه، فإن هذا العدد تقلص إلى ثلاثة قوارب فقط.
للأسف موسم السردين لا يدوم سوى ثلاثة أشهر فقط سنوياً، وبالرغم من الجهود الحكومية للحفاظ على التقليد التراثي حياً ومحاولة تطويره والترويج له ليصبح عامل جذب سياحي، فإن الأجيال الجديدة لا يبدو عليها الاقتناع بالمهنة العريقة، ولا الحرص على الحفاظ عليها. لذا فإن أعمار الصيادين الباقين الممارسين لهذه المهنة العريقة تدور حول الستين عاماً، ومع عدم تجدد الدماء وعدم وجود من يحل محلهم، فإن مستقبل الصيد بالنار لا يبدو مبشراً بالخير.
يقول تشينغ تشي مينغ، وهو أستاذ الدراسات الدينية في جامعة "فو جين الكاثوليكية": "إن استخدام النار الكبريتية في صيد الأسماك في منطقة شمال شرق تايوان، كان شائعاً قبل عقدين أو ثلاثة عقود، ولكن التحسن السريع في معدات الصيد والقوارب الكبيرة إلى جانب نزوح الشباب مرتحلين عن قرى الصيد، قاد كل ذلك إلى تراجع التقليد القديم، الذي كان يعد واحدا من عدة معالم للجذب السياحي في جينشان، والتي يحرص الزائرون والسائحون على رؤيتها".
بعض القوارب الآن تحولت إلى استخدام مادة كاربيد الكالسيوم لتوليد اللهب الأبيض بدلاً من الكبريت، كما لجأ البعض لاستخدام بعض المعدات الميكانيكية المساعدة في الصيد وسحب الشباك وغير ذلك من المهام، ولكن تبقى المشكلة الأكبر التي تقود هذا التقليد نحو الفناء، وهي أن الصيادين يشيخون والشباب يهربون.
اقــرأ أيضاً
تتجه قوارب الصيد إلى البحر في الليل، وتشعل عصيان البامبو المغطاة من إحدى طرفيها بالتراب الكبريتي، والذي يعطي لهباً برّاقاً. فالكبريت يذوب في الماء، والغاز الناتج يشتعل بالنار متوهجاً. ثم يبدأ المشهد الرائع بالسردين وهو يقفز من الماء بالمئات لينتهي به الأمر في الشباك المنصوبة.
تطور الصيد بالنار الكبريتية خلال فترة الحكم الياباني لتايوان، والآن يمارس فقط في ميناء جينشان للكبريت. عملية صيد واحدة لمدة ست ساعات تحت السماء المظلمة ليلا يمكن أن تسفر عن حوالي ثلاثة أو أربعة أطنان من السردين في القارب الواحد، ولا تزال الحكومة التايوانية توفر الدعم لهذه الممارسة القديمة. وفي ليلة صيد جيدة يمكن لفريق صيد على قارب أن يكسب ما يقارب 4500 دولار.
وبالرغم من تلك الأرباح، فإن هذا التقليد الرائع يمر بأزمة كبيرة، تشير إلى أنه الآن في طور الاحتضار، فقد كان يوجد قبل ذلك حوالي 300 قارب يصيد بالنار في تايوان، ولكن وفقاً لجمعية الصيادين المحليين في منطقة جينشان، شمال تايبيه، فإن هذا العدد تقلص إلى ثلاثة قوارب فقط.
للأسف موسم السردين لا يدوم سوى ثلاثة أشهر فقط سنوياً، وبالرغم من الجهود الحكومية للحفاظ على التقليد التراثي حياً ومحاولة تطويره والترويج له ليصبح عامل جذب سياحي، فإن الأجيال الجديدة لا يبدو عليها الاقتناع بالمهنة العريقة، ولا الحرص على الحفاظ عليها. لذا فإن أعمار الصيادين الباقين الممارسين لهذه المهنة العريقة تدور حول الستين عاماً، ومع عدم تجدد الدماء وعدم وجود من يحل محلهم، فإن مستقبل الصيد بالنار لا يبدو مبشراً بالخير.
يقول تشينغ تشي مينغ، وهو أستاذ الدراسات الدينية في جامعة "فو جين الكاثوليكية": "إن استخدام النار الكبريتية في صيد الأسماك في منطقة شمال شرق تايوان، كان شائعاً قبل عقدين أو ثلاثة عقود، ولكن التحسن السريع في معدات الصيد والقوارب الكبيرة إلى جانب نزوح الشباب مرتحلين عن قرى الصيد، قاد كل ذلك إلى تراجع التقليد القديم، الذي كان يعد واحدا من عدة معالم للجذب السياحي في جينشان، والتي يحرص الزائرون والسائحون على رؤيتها".
بعض القوارب الآن تحولت إلى استخدام مادة كاربيد الكالسيوم لتوليد اللهب الأبيض بدلاً من الكبريت، كما لجأ البعض لاستخدام بعض المعدات الميكانيكية المساعدة في الصيد وسحب الشباك وغير ذلك من المهام، ولكن تبقى المشكلة الأكبر التي تقود هذا التقليد نحو الفناء، وهي أن الصيادين يشيخون والشباب يهربون.