الصين "تسرق" أبو الهول

في خضم الصراعات السياسية ونهم الحديث عن مكانة مصر بين الشعوب والأمم، واستعادتها دورها التاريخي، وجدت الحكومة المصرية نفسها أخيراً أمام أزمة جديدة. فـ"أبو الهول"، التمثال المصري المعروف والأشهر في منطقة الأهرامات بالجيزة، ظهر له أقارب في مناطق أخرى حول العالم. وذلك بعدما شيّدت الصين نسخة مطابقة تماماً لتمثال أبو الهول المصري، ووضعته في منطقة شبيهة بأهرامات الجيزة، وأحاطته بالرمال، في مدينة شيجياتشوانغ الصينية.

وفيما تنشغل وزارة الآثار المصرية في البحث عن قطع آثار مسروقة من هنا أو هناك، وتستعيد بعضَ قطعٍ من آلاف مسروقة على مر العصور، تأتي واقعة بناء أبو الهول الصيني لتحطّ على وزارة الآثار المصرية كالصاعقة.

   
(أبو الهول الأصلي)

فقد أصدرت وزارة الآثار المصرية بيانا أكّد على ضرورة مخاطبة مندوب مصر الدائم لدى اليونسكو محمد سامح عمرو لاتّخاذ الإجراءات اللازمة، أهمّها إطلاع الأعضاء الدائمين بمنظمة اليونسكو على حجم الضرر الواقع على التراث الإنساني المصري. والضرر هو في "تشييد تمثال يحاكي تمثال أبو الهول بمنطقة الأهرامات الأثرية وبصورة مشوهه لمقاييس وسمات التمثال الأصلي"، بحسب البيان.

يُذكر أنّ الفقرة الثالثة من المادة السادسة لاتفاقية اليونسكو الموقعة عام 1972 لحماية التراث العالمي والثقافي والطبيعي تنصّ على "تعهّد كل من الدول الأطراف في هذه الاتفاقية ألا تتخذ متعمّدة أيّ إجراء من شأنه إلحاق الضرر بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالتراث الثقافي والطبيعي والواقع في أقاليم الدول الأخرى الموقعة على هذه الاتفاقية".

وتمثال أبو الهول المصري مسجّل على قائمة التراث العالمي، ومحظور على أيّ دولة المساس بالقيمة الاستثنائية لهذا التراث، والتي من أساسها تم تسجيل هذه المواقع على قائمة التراث العالمي.

وأبو الهول تمثال لمخلوق أسطوري بجسم أسد ورأس إنسان، يقع على هضبة الجيزة على الضفة الغربية من النيل في منطقة الجيزة، وهو أقدم المنحوتات الضخمة المعروفة في العالم، ويبلغ طوله 73.5 متر وعرضه ستة أمتار، ويرتفع 20.22 متر عن الأرض. ويُعتَقَد أنّ قدماء المصريين بنوه في عهد الفرعون خفرع بين عامي 2558  و2532 قبل الميلاد، في الجيزة.