أعلنت وزارة المالية الصينية الثلاثاء أن الصين ستخفض رسوم الاستيراد على معظم السيارات من 25 إلى 15%، اعتباراً من 1 يوليو/ تموز الماضي، بعد تحسن العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة.
ويعد هذا الخفض إيجابياً بالنسبة إلى شركات صناعة السيارات، لكنه قد لا يحقق مطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ لا تزال الرسوم الصينية أعلى بكثير من الرسوم الأميركية البالغة 2.5%.
وتخفيض الرسوم سيكون، وفقاً لوكالة "فرانس برس"، موضع ترحيب شركات صناعة السيارات الناشطة في الصين، مثل تويوتا التي تورد إليها علامة لكزيس وفورد التي ترسل إليها معظم سيارات لينكولن.
ويأتي الإعلان بعد أيام من التوصل، إثر مفاوضات في واشنطن، إلى اتفاق أتاح تجنب حرب تجارية بين نائب رئيس وزراء الصين ليو هي ووزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين.
وذكر بيان مشترك صادر عن البلدين، عقب اختتام المحادثات يوم السبت الماضي، أن "واشنطن وبكين اتفقتا على اتخاذ إجراءات لخفض العجز التجاري الأميركي في مجال البضائع، من خلال دفع الصين لشراء مزيد من السلع الأميركية، خاصة المنتجات الزراعية والطاقة".
وأضاف البيان "هناك توافق على اتخاذ إجراءات فعالة لإحداث خفض جوهري في العجز التجاري لدى الولايات المتحدة مع الصين في مجال السلع". مشيراً إلى أن "الصين ستزيد بشكل كبير مشترياتها من السلع والخدمات من الولايات المتحدة الأميركية".في وقت سابق من هذه السنة أعلنت الصين أنها ستزيل القيود على ملكية الشركات في قطاع السيارات، إذ يتوقع أن تغير التعديلات سقف الشراكة للشركات المصنعة للسيارات العاملة بالطاقة الجديدة ابتداء من هذه السنة، على أن يتبع ذلك السيارات التجارية في 2020 ومن ثم سيارات الركاب في 2022.
صفقة زد تي الصينية
وفي السياق، قال مصدران مطلعان لوكالة "رويترز" إن واشنطن وبكين تقتربان من التوصل إلى اتفاق لإلغاء قرار الولايات المتحدة منع شركاتها من بيع المكونات والبرمجيات إلى شركة زد.تي.إيكورب الصينية للاتصالات.
وذكر المصدران، اللذان طلبا عدم نشر اسميهما لأن المفاوضات سرية، أن الاتفاق يمكن أن يتضمن رفع الصين الرسوم الجمركية على منتجات زراعية تستوردها من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى شراء مزيد من السلع الزراعية الأميركية.
وكان مستشارون للبيت الأبيض قد أعلنوا أنه تجرى إعادة النظر في الحظر المفروض على زد.تي.إي، لكن الشركة ستظل تواجه عقوبات "قاسية" تتضمن تغييرات إجبارية على المستوى الإداري ومجلس الإدارة.
وقال مصدران إن من المرجح أن يتم الانتهاء من الاتفاق، الذي لم يتوطد بعد، قبل أو أثناء الزيارة المقررة لوزير التجارة الأميركي ويلبور روس إلى بكين الأسبوع المقبل، للمساعدة في وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تجاري أوسع نطاقاً لتجنب الحرب التجارية بين البلدين.
وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين للصحافيين في البيت الأبيض، أمس الإثنين، إن "على الوزير روس أن يتوجه إلى هناك ويحول ذلك إلى وثيقة موقعة مع الشركات".
وأضاف "هذه ليست طلبية شراء بين حكومتين، لكن لدينا اتفاقاً معهم بخصوص ما سيتم تنفيذه".
وكانت عقوبات قد فرضت على الشركة، المدرجة في البورصة لكن أكبر مساهميها مؤسسة حكومية صينية، لانتهاكها اتفاقاً أُبرم في 2017، بعدما تبين أنها شحنت بضائع أميركية إلى إيران وكوريا الشمالية على نحو غير مشروع، في إطار تحقيق بدأ في عهد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
(العربي الجديد)