خرج المئات من الفلسطينيين، في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة، عقب انتهاء صلاة الجمعة، في مسيرات تضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال لليوم الخامس على التوالي. واندلعت المواجهات عند عدد من نقاط التماس مع جنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين هاجموا المشاركين في المسيرات بالرصاص، وقنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع.
وفي قرية كفر قدوم، شرقي مدينة قلقيلية شمالي الضفة، والتي يطالب أهلها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفتح الشارع الرئيسي، المغلق منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، مطلع عام 2000، أصيب ثمانية شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، من بينهم صحافي وناشط سلام إسرائيلي، إضافة إلى العشرات بحالات الاختناق، جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع.
وقررت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في القرية، تحويل المسيرة الأسبوعية، إلى نصرة الأسرى حتى تحقيق مطالبهم. وقال المتحدث باسم المسيرة مراد شتيوي لـ"العربي الجديد" إن مواجهات عنيفة شهدتها القرية، عقب توسيع دائرة المواجهة مع الاحتلال لتشكيل ضغط شعبي عليه، للاستجابة لمطالب الأسرى.
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، القرية، واعتلت أسطح المنازل وسط إطلاق كثيف للرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات، قدمت لها طواقم الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني العلاج ميدانياً.
وعند مدخل قرية بيتا جنوبي مدينة نابلس، اندلعت المواجهات العنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال الإسرائيلي، عقب الانتهاء من صلاة الجمعة التضامنية، التي أقيمت على مدخل القرية نصرة للأسرى.
وقالت المصادر المحلية لـ"العربي الجديد" إن جنود الاحتلال أطلقوا وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع، باتجاه الشبان المنتفضين، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات واعتقال شابين واقتيادهما إلى جهة غير معلومة.
في غضون ذلك، اندلعت المواجهات العنيفة في قرية بلعين غربي مدينة رام الله، وبحسب المنسق الإعلامي للمسيرة راتب أبو رحمة، فإن الشبان رفعوا صور الأسرى والأعلام الفلسطينية على جدار الفصل العنصري، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، ووقوع عدد من الإصابات بحالات الاختناق.
وشهدت أيضاً قرية النبي صالح شمال غربي رام الله، مواجهات عنيفة مع الشبان في المسيرة التي دعت إليها حركة المقاومة الشعبية هناك، كذلك في قرية نعلين.
وفي محيط سجن عوفر، المقام غربي رام الله، سجلت مواجهات مع الاحتلال عقب قمع المسيرة التي دعت لها القوى الوطنية في بلدة رافات شمال غربي مدينة القدس المحتلة، واستهدف جنود الاحتلال المشاركين، بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع ما أدى إلى اختناق عدد منهم، في الوقت الذي اندلعت فيه مواجهات مماثلة عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم في جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وفي السياق، أقيمت صلوات الجمعة في خيم الاعتصام المنتشرة في مناطق متفرقة بمدن وقرى وبلدات بالضفة الغربية المحتلة، لتوسيع نطاق مؤازرة إضراب الأسرى، والمطالبة بتحقيق مطالبهم.