استمرت المواجهات في الضفة الغربية، بعد تجدّد الاشتباكات بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، التي دفعت بأعداد كبيرة من عناصرها الى البلدة القديمة من القدس المحتلّة، فجر اليوم الجمعة، وتحديداً إلى محيط المسجد الأقصى. ومنعت المئات من أداء صلاة الفجر، ما أدى الى عراك بالأيدي، قبل أن تعتدي على المصلّين بالضرب، حسبما أفاد حراس المسجد. وأدت المواجهات في طولكرم، الى استشهاد، تامر فرج سمور (22 عاماً)، وعدي نافذ جبر (22 عاماً) في قرية صفا، رام الله.
واستشهد سمور، من بلدة دير الغصون، في مواجهات غرب طولكرم، قرب المصانع الإسرائيلية "جيشوري". وأشارت مصادر طبية لـ"العربي الجديد"، الى أن "سمور، استشهد فور وصوله الى المستشفى الحكومي في طولكرم، وأُصيب معه أربعة شبان آخرون بالرصاص الحي، وخمسة بالرصاص المطاطي".
واستشهد جبر، في مواجهات قرية صفا، مع جنود الاحتلال الاسرائيلي.
كما اعتقلت قوات الاحتلال، الشابة مريم وزوز، بالقرب من باب المجلس، أحد أبواب الأقصى، بعد مشادة مع جندي حاول منعها من الدخول الى الأقصى. ودعت القيود التي فرضتها قوات الاحتلال، مئات المواطنين الى افتراش الشوارع والساحات العامة، المحيطة بالبلدة القديمة، وحول المسجد الأقصى.
ودفعت سلطات الاحتلال بأعداد من جنودها، الى مختلف الأحياء والضواحي، في القدس، تحسباً لاندلاع مواجهات، عقب صلاة الجمعة، لكن المواجهات اندلعت في أنحاء عدة من الضفة.
في القدس المحتلة، ألقى شبان الحجارة والمفرقعات النارية باتجاه جنود الاحتلال، واعتقل في أعقابها ثلاثة شبان، واعتدي على آخرين بالضرب.
في محيط حاجز مخيم قلنديا، اندلعت مواجهات بين عشرات الشبان وجنود الاحتلال الذين توغلوا داخل مواقع مشرفة على تجمعات الشبان، وأطلقوا باتجاههم الرصاص المطاطي والحي، ما أدى إلى إصابة شاب بالرصاص الحيّ وعدد آخر بالرصاص المطاطي.
وامتدت المواجهات إلى بلدات أبو ديس والعيزرية والرام. وفي قرية العيسوية ومخيم شعفاط وحي الطور بالقدس، اندلعت مواجهات عنيفة ضد قوات الاحتلال، وألقى الشبان الزجاجات الحارقة باتجاه جنود الاحتلال، ما أدى إلى اشتعال النار في البرج العسكري، على مدخل مخيم شعفاط.
وأفاد ناشطون بأن "سبعة شبان أصيبوا بالرصاص المطاط في العيسوية، وأربعة آخرون في مخيم شعفاط، كما سُجّلت إصابات عدة اختناقاً بالغاز في حي الطور".
في باب الزاوية، وسط مدينة الخليل، أُصيب نحو 100 متظاهر بجراح، بينهم خمسة بالرصاص الحيّ، والعشرات بحالات اختناق، في المواجهات، وأُصيب مصوّر صحافي.
وشهدت بلدة بيت أمر، ومخيم العروب، مواجهات عنيفة ضد جيش الاحتلال. وذكر شهود عيان لـ"العربي الجديد"، أن "مسلحين من كتائب الأقصى، الذراع العسكرية لحركة فتح، جابوا شوارع بلدة دورا، غربي الخليل، وأطلقوا الرصاص في الهواء تضامناً مع قطاع غزة، كما شهدت البلدة مواجهات عنيفة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي في اتجاه الشبان".
في مدينة بيت لحم، اندلعت مواجهات عنيفة في محيط مسجد بلال بن رباح، أُصيب خلالها شاب بجراح خطيرة، بعد إصابته بشريان فخذه الرئيسي، كما أُصيب العشرات بحالات اختناق.
واشتدت المواجهات في مخيم العزة، وعند مدخل بلدة تقوع، ومنطقة عش الغراب في بيت ساحور، في وقت أُصيب عدد من الشبان في مواجهات منطقة أم ركبة، في بلدة الخضر.
وشهدت محافظة سلفيت، مواجهات عنيفة بين أهالي قرية كفر الديك، والمستوطنين وجنود الاحتلال، وأُصيب شاب بالرصاص الحي والعشرات بحالات اختناق، وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن "مستوطنين، برفقة جنود الاحتلال، هاجموا البلدة، عند المدخل الغربي، القريب من تجمّعات مستوطنات، عالي زهاف، المُقامة على أراضي كفر الديك، ليل أمس الخميس، وفجر اليوم الجمعة".
وأضافت المصادر أن "شباناً من البلدة، تصدّوا للجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وأشعلوا الإطارات المطاطية ورشقوهم بالحجارة، واندلعت مواجهات عنيفة، أطلقت فيها قوات الاحتلال قنابل الغاز بشكل كثيف جداً، في اتجاه المتظاهرين ومنازل المواطنين، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات".
وشهدت بلدة سلوان، مواجهات عنيفة، بعد إلقاء زجاجة حارقة باتجاه جيب عسكري، ما أدى الى اشتعال النيران فيه. وأفاد مواطنون في البلدة بأن "قوات الاحتلال أطلقت الرصاص المطاطي، وقنابل الغاز، بكثافة باتجاه منازل المواطنين، ما أدى الى حالات اختناق عدة بالغاز المسيل للدموع".
في وسط الضفة الغربية، أُصيب أربعة شبان بالرصاص الحي، عقب إطلاق جنود الاحتلال الرصاص على المتظاهرين، بالقرب من سجن عوفر غربي رام الله، وأكد مصدر طبي لـ"العربي الجديد" "اصابة 11 شاباً بالرصاص".
وأُصيب أربعة شبان آخرون بالرصاص الحي، خلال مواجهات شهدها محيط جدار الفصل العنصري، القريب من قرية صفا، فيما أُصيب خمسة آخرون بالرصاص المطاطي، والعشرات بحالات اختناق.
وأُصيب شاب بالرصاص الحيّ في مواجهات بلدة نعلين، في وقت اندلعت فيه مواجهات في بلدات عابود، وجيوس، وسلواد، ومخيم الجلزون، أُصيب فيها عشرات الشبان بحالات اختناق.
مسيرات الجدار
وقمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرات الضفة الأسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان، والتي تحولت في الفترة الأخيرة لمناصرة قطاع غزة.
وفي بلدة كفر قدوم، شرقي قلقيلية، أصيب أربعة شبان بالرصاص الحي خلال قمع جيش الاحتلال لمسيرة البلدة السلمية، المطالبة بفتح المدخل الرئيس للقرية المغلق منذ سنوات، والمنددة بمجازر الاحتلال التي يرتكبها بحق المدنيين العزّل في غزة.
وأشارت مصادر محلية من البلدة لـ"العربي الجديد" الى أن "قناصة الاحتلال انتشروا بين الصخور وأطلقوا الرصاص باتجاه الشبان٬ وأصابوا عدداً منهم، من بينهم مصور صحفي برصاصة مطاطية في يده، والعشرات بحالات اختناق".
وقمعت قوات الاحتلال، المسيرة الأسبوعية في قريتي النبي صالح، والمعصرة، واعتدت على المشاركين فيها بالضرب لحظة وصولهم إلى الأراضي التي سيقام عليها الجدار، وأطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع في اتجاههم، مما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق.
وفي سياق الإعتداءات الإسرائيلية، اعتقلت قوات الاحتلال في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، شاباً فلسطينياً بالقرب من مستوطنة "معاليه أدوميم"، شرقي القدس. وادّعت قوات الاحتلال، أن "الشاب هاجم أحد جنودها، على مدخل المستوطنة، وحاول الاستيلاء على سلاحه، قبل أن تتمّ السيطرة عليه".
وكانت حركة حماس قد دعت لمسيرات ضخمة لنصرة قطاع غزة، وانطلقت المسيرات في الخليل، ونابلس، وطولكرم، حيث شارك فيها الآلاف من المواطنين، عقب صلاة الجمعة.
وأعلن مستشفى مار يوسف "الفرنسي" في القدس المحتلة، ليل الجمعة، عن استشهاد الطفل ابراهيم النجار (١٤ عاماً)، من مخيم الشاطئ، في غزة متأثراً بجروح بالغة، أثصيب بها مطلع الشهر الماضي.