في الآونة الأخيرة، وفي معارض متعددة لأكثر من فنانة إماراتية، برزت العباءة الإماراتية التقليدية بشكل فنيّ جميل ولافت للنظر، مما غيّر من طبيعة دورها الوظيفي والعاديّ، كثوبٍ ترتديه النساء وتتوارثه من جيل إلى جيل، إلى قطعة فنيّة يمكن عرضها في الصالات واقتناؤها في المنازل، كما تقتنى بقية اللوحات والقطع الفنية في أكثر من مكان حول العالم.
ويعكس هذا التغير الجديد ميلاً لدى الفنانات الإماراتيات إلى تطويع الأزياء التراثية التقليدية، ونقلها من حيّز الاستخدام الشائع والمألوف إلى فضاء استخدام جديد وغير مسبوق. وقد يضع البعض أكثر من علامة استفهام حول الكيفيّة التي جرى بها هذا الاستيحاء من قطعة قماشية سوداء، جامدة الشكل وثابتة الدلالة الاجتماعية والدينية، ومن ثمّ تحويلها إلى قطعة فنية توحي بالجمال الكلاسيكي والأناقة المعاصرة. إنها محاولة مميزة توائم بين أصل محليّ بسيط ومتطلبات فنية جديدة.
من المعروف أنّ العباءة زيّ شعبي قديم، وهي تجسيد رمزيّ ومادي لمظهر المرأة العام في المجتمعات العربية والإسلامية التي بقيت محافظة على تقاليد متوارثة، وهذا الرمز الذي حافظ على محتواه الاجتماعي والديني، في الإمارات، يعكس ثقافة المرأة الإماراتية والعربية ومعتقدها الديني، على الرغم من اختلاف شكلها وألوانها من بلد عربيّ إلى آخر.
حاولت الفنانة الإماراتية استيحاء موضوعها الفني من موضوعات متعددة لها صلة بالتراث المحلي، ولم يخطر على البال أن يكون هذا الاستيحاء من العباءة. تكمن المفاجأة بتحويلها من قطعة هامدة إلى شكل تعبيري وفني يعكس آراء كل فنانة في هذه العباءة، من خلال ترجمته إلى عمل فني. لكن هل فعلاً يمكن طرح مفهوم جديد للعباءة؟
من أول نظرة، يمكن ملاحظة أنّنا أمام لوحات تجريدية كأنها مستلهمة من قصيدة تتحدث عن الرداء الأسود، كنوع من التعبير الذاتي في الحياة العصرية، مع تحويله إلى رمز تراثي. فمن دراسة التركيبة الجسدية بأسلوب عصر النهضة في أوروبا، إلى تركيز عصري على ملحق العباءة، وهو البرقع الذي يصوّر قصة الجيل القديم من النساء بأسلوب باهر. الفنانة علياء لوتاه تقول: "إن تصاميم العباءات ليس للاستهلاك والتسويق، ولا حتى هو نوع من عالم "الهوت كوتور" بل هو نوع من الإبداع والابتكار". وتوضّح ميثاء دمثيان، أنّ التنويع في فكرة العباءة تتراوح بين الكلاسيكية والتجريدية في نظرها. أمّا الفنانة موزة مطر فتشرح قائلة: "إنّ العباءة تحتوي على الكثير من التقنيات، التي لها علاقة بالفن أكثر مما لها علاقة بالتصاميم العادية، فهي ليست من باب عالم الموضة".
وتؤكد شمة العامري أنّها تستوحي لوحات تشكيلية من العباءة، وهي لوحات تتميز بإدخال شتى أنواع التيارات الفنية فيه، الحديثة منها والتجريدية بشكل خاص. بينما تذهب الفنانة زينب الهاشمي إلى أنّ العباءة تجسّد قدرة التراث على موائمة العصر، لذا فهي رمز تدور حوله هذه اللوحات، مع الحفاظ على أصالة العباءة وملامحها التراثية، على الرغم من الإضافات التي يمكن لها أن تدخلها عليها. وتقول الفنانة عائشة صقر القاسمي: "تكمن العادة أن تستوحي الأزياء من عالم الفن التشكيلي وألوانه، بينما أسعى إلى أن يستوحي الفن التشكيلي من العباءة كرمز وكأيقونة ظلّت مستمرة على مدى قرون ولازمت المرأة العربية، وأصبحت قيمة جمالية واجتماعية".
تتّفق الفنانات الست التي تحدثت إليهنّ "العربي الجديد" في مناسبات ومعارض متنوعة، على حقيقة واحدة وهي أنّه على الرغم من أنّ العباءة تبدو في الظاهر ذات شكل موحّد، وتحديداً اللون الأسود، لكنّ الخيال هو الحاسم في هذا الأمر، وقدرة كل فنانة على استيحاء الشكل الذي تتخيله. يمكن أن تتحول العباءة إلى قطعة سريالية تمزج بين الأشياء المتناقضة. ووراء هذه العباءات اللوحات يظهر البحث واضحاً، وكل قطعة منها تحكي قصة الفنانة التي صاغت لوحتها من خيالها الخصب ورؤيتها الخاصة، وهي النظرة التشكيلية لما يحيط بالعالم العربي. ولعلّ الأهم في ذلك، أنّ الفنانات الست ينظرن إلى العباءة باعتبارها فناً قائماً بحدّ ذاته. فهي ذات شكل منتظم، ويميز امرأة دون أخرى على عكس ما يتوارد إلى الذهن. وقد تعاملن مع العباءة كنوع من الثقافة المحلية، التي لا بد من الاستيحاء منها، والاندماج مع تفاصيلها، كأسلوب حياة.
ويعكس هذا التغير الجديد ميلاً لدى الفنانات الإماراتيات إلى تطويع الأزياء التراثية التقليدية، ونقلها من حيّز الاستخدام الشائع والمألوف إلى فضاء استخدام جديد وغير مسبوق. وقد يضع البعض أكثر من علامة استفهام حول الكيفيّة التي جرى بها هذا الاستيحاء من قطعة قماشية سوداء، جامدة الشكل وثابتة الدلالة الاجتماعية والدينية، ومن ثمّ تحويلها إلى قطعة فنية توحي بالجمال الكلاسيكي والأناقة المعاصرة. إنها محاولة مميزة توائم بين أصل محليّ بسيط ومتطلبات فنية جديدة.
من المعروف أنّ العباءة زيّ شعبي قديم، وهي تجسيد رمزيّ ومادي لمظهر المرأة العام في المجتمعات العربية والإسلامية التي بقيت محافظة على تقاليد متوارثة، وهذا الرمز الذي حافظ على محتواه الاجتماعي والديني، في الإمارات، يعكس ثقافة المرأة الإماراتية والعربية ومعتقدها الديني، على الرغم من اختلاف شكلها وألوانها من بلد عربيّ إلى آخر.
حاولت الفنانة الإماراتية استيحاء موضوعها الفني من موضوعات متعددة لها صلة بالتراث المحلي، ولم يخطر على البال أن يكون هذا الاستيحاء من العباءة. تكمن المفاجأة بتحويلها من قطعة هامدة إلى شكل تعبيري وفني يعكس آراء كل فنانة في هذه العباءة، من خلال ترجمته إلى عمل فني. لكن هل فعلاً يمكن طرح مفهوم جديد للعباءة؟
من أول نظرة، يمكن ملاحظة أنّنا أمام لوحات تجريدية كأنها مستلهمة من قصيدة تتحدث عن الرداء الأسود، كنوع من التعبير الذاتي في الحياة العصرية، مع تحويله إلى رمز تراثي. فمن دراسة التركيبة الجسدية بأسلوب عصر النهضة في أوروبا، إلى تركيز عصري على ملحق العباءة، وهو البرقع الذي يصوّر قصة الجيل القديم من النساء بأسلوب باهر. الفنانة علياء لوتاه تقول: "إن تصاميم العباءات ليس للاستهلاك والتسويق، ولا حتى هو نوع من عالم "الهوت كوتور" بل هو نوع من الإبداع والابتكار". وتوضّح ميثاء دمثيان، أنّ التنويع في فكرة العباءة تتراوح بين الكلاسيكية والتجريدية في نظرها. أمّا الفنانة موزة مطر فتشرح قائلة: "إنّ العباءة تحتوي على الكثير من التقنيات، التي لها علاقة بالفن أكثر مما لها علاقة بالتصاميم العادية، فهي ليست من باب عالم الموضة".
وتؤكد شمة العامري أنّها تستوحي لوحات تشكيلية من العباءة، وهي لوحات تتميز بإدخال شتى أنواع التيارات الفنية فيه، الحديثة منها والتجريدية بشكل خاص. بينما تذهب الفنانة زينب الهاشمي إلى أنّ العباءة تجسّد قدرة التراث على موائمة العصر، لذا فهي رمز تدور حوله هذه اللوحات، مع الحفاظ على أصالة العباءة وملامحها التراثية، على الرغم من الإضافات التي يمكن لها أن تدخلها عليها. وتقول الفنانة عائشة صقر القاسمي: "تكمن العادة أن تستوحي الأزياء من عالم الفن التشكيلي وألوانه، بينما أسعى إلى أن يستوحي الفن التشكيلي من العباءة كرمز وكأيقونة ظلّت مستمرة على مدى قرون ولازمت المرأة العربية، وأصبحت قيمة جمالية واجتماعية".
تتّفق الفنانات الست التي تحدثت إليهنّ "العربي الجديد" في مناسبات ومعارض متنوعة، على حقيقة واحدة وهي أنّه على الرغم من أنّ العباءة تبدو في الظاهر ذات شكل موحّد، وتحديداً اللون الأسود، لكنّ الخيال هو الحاسم في هذا الأمر، وقدرة كل فنانة على استيحاء الشكل الذي تتخيله. يمكن أن تتحول العباءة إلى قطعة سريالية تمزج بين الأشياء المتناقضة. ووراء هذه العباءات اللوحات يظهر البحث واضحاً، وكل قطعة منها تحكي قصة الفنانة التي صاغت لوحتها من خيالها الخصب ورؤيتها الخاصة، وهي النظرة التشكيلية لما يحيط بالعالم العربي. ولعلّ الأهم في ذلك، أنّ الفنانات الست ينظرن إلى العباءة باعتبارها فناً قائماً بحدّ ذاته. فهي ذات شكل منتظم، ويميز امرأة دون أخرى على عكس ما يتوارد إلى الذهن. وقد تعاملن مع العباءة كنوع من الثقافة المحلية، التي لا بد من الاستيحاء منها، والاندماج مع تفاصيلها، كأسلوب حياة.