قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إنه سيتم توزيع عائدات مؤتمر إعادة الإعمار الذي استضافته الكويت الأسبوع الماضي، على جميع المحافظات العراقية، بينما كانت مصادر حكومية، قد كشفت عن أن منظمات دولية وعربية، طلبت أن تكون الأولوية في الإعمار للمناطق المدمرة من الحرب ضد تنظيم داعش شمال وغرب البلاد، واشترطت ذلك لتقديم المنح التي تعهدت بها.
وأوضح العبادي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، مساء الخميس، أن خطوات إعمار العراق ستشمل جميع المحافظات، مع الحرص على وصول العائدات إلى المشروعات الصحيحة.
واختتم مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي استمر 3 أيام، أعماله يوم الأربعاء الماضي، بالاتفاق على مساهمة الدول المانحة بـ30 مليار دولار، تشكل نحو 34% من الاحتياج الفعلي للعراق البالغ نحو 88 مليار دولار.
لكن مسؤولا عراقيا كشف في تصريح لـ"العربي الجديد" يوم الخميس الماضي، أن مجموع المنح التي حصل عليها العراق هو 1.821 مليار دولار فقط، من أصل الـ30 مليار دولار، والتي تأتي غالبيتها في شكل قروض سيادية ميسرة.
كما قال مصدر عراقي رفيع المستوى في تصريح سابق، إن عدداً غير قليل من المنظمات والجمعيات الإغاثية التي تعهدت بتقديم منح لإعادة إعمار العراق، اشترطت أن تكون هذه المنح حصراً للمدن المدمرة في شمال وغرب البلاد، وأن تنفذ مشاريع بنى تحتية من خلالها بشكل مباشر وضمن رعاية الحكومة العراقية في تلك المناطق.
وبحسب وزارة التخطيط، فإن المحافظات السبع التي هاجمها داعش شمال وغرب البلاد، تكبدت خسائر مباشرة تقدر بمبلغ 46 مليار دولار شملت تدمير 147 ألف وحدة سكنية.
ورأس مؤتمر إعادة إعمار العراق 5 جهات هي: الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي والعراق والكويت، فيما تم الحديث عن إنشاء صندوق لجمع أموال المانحين من أجل التحكم في الإنفاق على المشروعات المتفق عليها.
ويعد الفساد المستشري أحد أكبر التحديات أمام بغداد في حث المانحين على الوفاء بتعهداتهم. وفي العام الماضي 2017، احتل العراق المرتبة 166 من بين 176 دولة على لائحة البلدان الأكثر فساداً التي تصدرها منظمة الشفافية الدولية.