توقع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن تستغرق عملية إعادة هيكلة الجيش ثلاث سنوات، مؤكّداً العمل على دمج 60 ألف عنصر من الميليشيات والصحوات ضمن صفوفه.
وأوضح في مقابلة صحافية، خلال زيارة للقاهرة أن "أصعب شيء أن تعيد هيكلة جيش وبناء الجيش وأنت في حالة حرب"، لافتاً إلى "محاولة الموازنة بين الاثنين، الحرب مستمرة، وفي نفس الوقت نعيد هيكلة الجيش بشكل لا يؤثر على القتال".
وأضاف أنّ "هيكلة الجيش ربما تستغرق ثلاث سنوات، وهذا لا يعني أن القتال مع داعش سيستمر ثلاث سنوات".
وأشار العبادي الى أنّ "قضية محاربة الفساد في المؤسسة العسكرية والمؤسسة المدنية بالنسبة لنا قضية جوهرية وأساسية، لأنّها ستزيد من كفاءة قواتنا العسكرية في ساحات القتال"، مضيفاً "بمجرد أن بدأنا إعادة الهيكلات البسيطة أصبحت قدرات قواتنا على مسك الأرض وعلى استعادتها أفضل، ونحن مستمرون".
واعتبر أنّ "الفساد المستشري من الأسباب التي قادت إلى فشل الجيش العراقي في صد الدولة الإسلامية في المعارك، وكانت وحدات كثيرة تفتقر إلى الأسلحة أو الجنود الذين تشير السجلات إلى وجودهم، لكن لم يكن لهم وجود فعلي في ساحة القتال".
وتعتزم القوات الحكومية، "شن عملية عسكرية لاستعادة تكريت الواقعة على بعد 160 كيلومترا شمالي بغداد في فترة قد لا تتجاوز الشهر"، بحسب رئيس الوزراء الذي أشار إلى أن "معركة الموصل لا نسطيع تحديد موعدها، ربما يكون جدا قريبا أسرع من التصور، لا نريد أن نتقدم إلى الموصل بدون تخطيط".
وأكد العبادي "العمل على دمج ما يصل إلى 60 ألفا من أفراد الميليشيات الشيعية والصحوات السنية الموالية للحكومة في القوات المسلحة بعد انتهاء الحرب مع تنظيم الدولة الإسلامية"، مضيفاً "هناك خطة متكاملة، يتعلق جزء منها بأفراد الميليشيات والصحوات الذين تنطبق عليهم المواصفات من ناحية العمر واللياقة ودرجة معينة من التعليم. هؤلاء سينضمون إذا أرادوا لقواتنا المسلحة. أتصور أعدادا ليست كبيرة. يمكن أن نتكلم عن 50 ألفا أو 60 ألفا أقصى شيء".
لكن الخبير الأمني الاستراتيجي، واثق العبيدي، حذر في حديث لـ"العربي الجديد"، من خطورة دمج الميليشيات في الجيش العراقي، مؤكّداً أنّ "ذلك يعني عودة العراق الى المربع الأول وإعادة شرذمة الجيش العراقي من جديد، وسيعاد بناؤه على أسس طائفية ومذهبية".
وأكّد أنّ "الجيش يجب أن يعاد بناؤه على أسس مهنية ورصينة، وأن يتم اختيار ضباطه وجنوده وفقاً لأسس مهنية، وإلا فلا داعي لإعادة الهيكلة"، وتساءل العبيدي "كيف سيحارب الجيش الإرهاب، وعناصره من الميليشيات وهي متورطة بأعمال القتل والتهجير والإرهاب؟ وكيف سيكون جيشاً وطنياً وعناصره من الميليشيات التي تدين بالولاء لدول إقليمية تعمل على زعزعة أمن العراق".
ودعا "العبادي إلى القضاء على الإرهاب والميليشيات وإقصائهم من المؤسسة العسكرية برمتها إذا أراد إصلاح المؤسسة وإصلاح البلاد".