رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مشروع بناء سور وخندق حول بغداد لعزلها عن باقي المحافظات والمدن العراقية، لمنع هجمات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، فيما أكدت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، أن العبادي تعرض لضغوط كبيرة من واشنطن لإيقاف المشروع.
وقال العبادي في بيان، ليل السبت ــ الأحد، إن "بغداد عاصمة كل العراقيين، ولا يمكن أن يكون هناك جدار أو سور يعزلها أو يمنع مدنيين آخرين من دخولها".
وأضاف العبادي، أن تأمين بغداد سيكون من خلال إعادة تنظيم نقاط التفتيش وإغلاق الثغرات في تأمين حدود المدينة، وفي ذات الوقت تسهيل انتقال الأفراد من وإلى المدينة.
وكان المشروع قد لاقى اعتراضات واسعة من أطياف عراقية مختلفة، اعتبرته بداية تقسيم فيما أطلق عليه البعض اسم "جدار الفصل الطائفي".
اقرأ أيضاً: العراق يباشر تنفيذ "سور بغداد" الأمني ومجلس العاصمة ممتعض
مصدر حكومي عراقي أكد لـ"العربي الجديد"، أن المشروع جُمّد ولم يُلغ وجاء التجميد بسبب ضغوط من واشنطن وأطراف أخرى على رئيس الحكومة.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "مسؤولين أميركيين في بغداد مارسوا ضغوطاً كبيرة على الحكومة العراقية للتراجع عن قرارها ببناء السور".
وأضاف، أن أعضاء في "تحالف القوى" أبلغوا رئيس الوزراء أن الجدار سيعزل محيط بغداد عن داخلها، الأمر الذي سيتسبب بمضايقات لسكان ضواحي بغداد، محذرين من عملية تغيير ديموغرافي لسكان تلك المناطق.
المصدر لفت إلى أن العبادي أوعز بتجميد المشروع حالياً لحين التأكد من طبيعة الأضرار التي قد يسببها، لافتاً لوجود ضغوط مقابلة من قبل أطراف مؤثرة داخل "التحالف الوطني" على العبادي لإرغامه على المضي ببناء السور.
إلى ذلك، قال عضو البرلمان العراقي رعد الدهلكي، إن "سور بغداد" عبارة عن سجن كبير ينذر بكارثة، مبيناً أن توفير الاستقرار والحد من تمدد العصابات الإجرامية يكون من خلال تكثيف الجهود وتوفير الكفاءة، وليس من خلال بناء سور.
اقرأ أيضاً العراق: محافظ الأنبار يعلن عن نقل المعارك خارج الرمادي